«شخبطة»... لوحات تتقاطع مع الحياة وخَلَجات الإنسان

معرض قاهري يبسّط الفن للجمهور

لوحات المرأة تعبر عن ذاتية الفنانة - حالة الإنسان المكافح والمجاهد في الحياة أحد موضوعات المعرض (الشرق الأوسط)
لوحات المرأة تعبر عن ذاتية الفنانة - حالة الإنسان المكافح والمجاهد في الحياة أحد موضوعات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«شخبطة»... لوحات تتقاطع مع الحياة وخَلَجات الإنسان

لوحات المرأة تعبر عن ذاتية الفنانة - حالة الإنسان المكافح والمجاهد في الحياة أحد موضوعات المعرض (الشرق الأوسط)
لوحات المرأة تعبر عن ذاتية الفنانة - حالة الإنسان المكافح والمجاهد في الحياة أحد موضوعات المعرض (الشرق الأوسط)

يمارس كثيرون منا الرسم العشوائي أو «الشخبطة» على الورق، فيترجم - ببساطة - ما يخطر بعقله ووجدانه من دون أي ترتيب أو تنسيق.
بهذه الفكرة، أرادت التشكيلية المصرية داليا ناجح، عبر معرضها الفني «شخبطة»، أن تبسّط الفن للجمهور من متذوقي الفن التشكيلي، ولتؤكد أن الفن أمر بسيط لا يحتاج إلى تعقيدات أو مجهودات، بل يمكن لأي فرد غير متخصص أن يعبّر عما بداخله من أحاسيس وخَلَجات ويترجمها من خلال الرسم أو «الشخبطة»، بما يعني أن الفن عالم عميق وصادق.
يضم المعرض، الذي تحتضنه قاعة زياد بكير بدار الأوبرا المصرية، 50 لوحة، تتنوع في أساليبها الفنية ومضامينها وأفكارها وتناولها اللوني، فلا نرى فيها ثيمة واحدة، إلا أنه تجمعها فكرة تجسيد نمط الحياة التي يحياها الإنسان، وكيف يعيش في واقعه، بما يجعل من اللوحات نقاطاً تتماس مع الحياة والواقع.
عن المعرض تقول «ناجح»: «اخترت أن يكون عنوان معرضي (شخبطة) لأنني أردت أن أبسّط الفن للمتلقي، ولإيماني بأن أي شخبطة أو خطوط يخطها الإنسان هي فن في الأصل، كونها ناتجة عن إحساس ومشاعر تعبّر عن الفرد في وقت رسمها، فالطبيب النفسي يحث مريضه على أن يشخبط، لأن الناتج يعبر عن حالته ومشكلته»، وتضيف: «هناك طرق كثيرة للتعبير، ولكن الكلمات تعجز أحياناً عن التعبير عنا وعن الحالة والشعور، ولكن بالفن والألوان والخطوط والشخبطة نستطيع التعبير بشكل أفضل، حيث يمنحنا ذلك أن ننطلق بحرية دون خجل، وأن نقول ما بداخلنا بمنتهى الأريحية».
تتابع: «ما أردت إيصاله عبر لوحاتي أن الفن قادر على أن يعبّر عما بداخل الإنسان خلال مواقف الحياة المختلفة، وكيف يواكب هذه الحياة، وماذا يقدم فيها، لذا فكل لوحة تتحدث عن تجربة ما، أو تحكي قصة عاشها الإنسان، حيث تتنوع هذه التجارب التي تنقلها وتصورها اللوحات، فمنها ما يتحدث عن الأمل والحاضر والمستقبل، والحوار بين الإنسان والآخر، والثقافة ومخاطبة الفكر، والنشء والتربية والأمومة ومبادئ المجتمع، والثواب والعقاب والآخرة».
أمام هذه الأفكار والمضامين المتعددة لجأت الفنانة إلى أساليب فنية متنوعة لسرد لوحاتها، حيث يجمع المعرض بين المدرسة التعبيرية، والتأثيرية، والتعبيرية التأثيرية، والرمزية، والتجريدية، والواقعية، وهو التنوع الذي هدفت به إلى مواكبة كل الذوائق الفنية، فمن لا يجد نفسه في أسلوب فني يمكنه أن يبحث عنها في مدرسة أخرى، حتى يجد الواقع الذي يعيشه. وتوضح ناجح أن المدرسة التعبيرية التأثيرية هي الأقرب لها، وهي الأسلوب الذي يطغى على أكثر لوحات المعرض، وذلك لأنها تعبّر بها بشكل أكبر عن حالة الإنسان المكافح والمجاهد في الحياة، وكيف يحقق النجاح على المستوى الشخصي ويخلق مكانة لنفسه على الساحة.
لا تُخفي التشكيلية المصرية أن جلّ لوحات «شخبطتها» تعكس تجربة حياتية، تقول: «كل لوحة عبارة تجربة شخصية وحالة عايشتها، وتنطق بكلمات لم أتحدث بها مع الآخرين، فعندما أغضب أو أفرح أعبّر عن ذلك من خلال الألوان والفرشاة، لذا أعتبر الفن صديقي الصدوق».
من بين التجارب التي تعبر عن ذاتية الفنانة لوحاتها عن المرأة، وكيف أنها قوية وقادرة على التحدي والصمود والمعيشة في كل الظروف، وأن تثبت نفسها وشخصيتها ونجاحها، وأن تربي أطفالها.
ينعكس التنوع في الأساليب والمضامين بصورة كبيرة على التشكيل اللوني على سطح اللوحات، فكل مجموعة أو تجربة تنقلها اللوحات اختيرت لها مجموعة لونية محددة، بما يعبر عن أحاسيسها ومشاعرها التي تنقلها، لذا نرى المزج بين الألوان الباردة والساخنة، وكيفما تجمع اللوحات فكرة الحياة، يطل اللون الأسود كخط مشترك في هذه المجموعات.
تقول ناجح: «أحاول توظيف اللون الأسود في أكثر من مكان، فهو لون راسخ وله قيمة كبيرة، ورغم ذلك نادراً ما يتم استخدامه، لكنني على العكس أجده يوصل الشعور والإحساس الذي أريده، لذلك فهو يخدمني فنياً، خاصة أن كل فرد منا يدل عنده هذا اللون على شيء ما، فهو لون السمو والعلو، وهو لون الحزن، وكذلك يعبر عن الفخامة والأناقة، كما يعكس معاني الغموض والرسوخ والقوة».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.