الأمن الروسي يعتقل 31 متشدداً من «التوحيد والجهاد»

في إطار أوسع عملية أمنية شملت أربعة أقاليم روسية

TT

الأمن الروسي يعتقل 31 متشدداً من «التوحيد والجهاد»

أسفرت عملية أمنية واسعة النطاق أطلقتها الأجهزة الروسية في أربعة أقاليم عن تفكيك خلية وصفتها الأجهزة الروسية بأنها «مجموعة إرهابية خطرة» نشطت على الأراضي الروسية في تجنيد شبان لإرسالهم إلى سوريا، وحرّضت على تنظيم هجمات إرهابية على الأراضي الروسية.
وأفاد بيان أصدرته هيئة (الوزارة) الأمن الفيدرالي الروسي بأن عمليات الاعتقال نفذت في العاصمة موسكو وفي عدد من المناطق الروسية الأخرى. وبات معلوماً، وفقاً للبيان الأمني، أن المعتقلين ينتمون إلى تنظيم «كتيبة التوحيد والجهاد»، وهو تنظيم متشدد مدرج على لائحة الإرهاب الروسية.
ووفقاً للبيان الأمني، فقد تزامنت عمليات التفتيش والملاحقة في كل من موسكو ونوفوسيبيرسك ومناطق في محيط هذه المدينة، بالإضافة إلى مدن ياكوتسك (أقصى شمال شرق) وكراسنويارسك وكانسك في سيبيريا. وأسفرت عن اعتقال 31 عضواً في التنظيم المحظور، بينهم شخصيات وصفت بأنها «قيادية». ولم توضح الهيئة الأمنية جنسيات المعتقلين، لكنها أفادت بأنهم نشطوا في تجنيد عناصر لإرسالهم إلى مناطق نزاعات مسلحة، بالإضافة إلى جمع الأموال لتمويل مسلحين في سوريا، فضلاً عن التحريض على ارتكاب جرائم ذات طابع إرهابي.
ولفتت الهيئة إلى أن المحققين صادروا خلال العملية منشورات تحتوي مضموناً محظوراً، وفيديوهات ترويجية، بالإضافة إلى أجهزة اتصال ووسائط إلكترونية وبيانات إلكترونية، مشددة على أن التحقيقات لا تزال متواصلة.
وهذه ثاني عملية أمنية واسعة تنظمها الأجهزة الروسية ضد منتسبي تنظيم «التوحيد والجهاد»، إذ كانت أعلنت قبل أسبوع، اعتقال أفراد خلية تابعة للتنظيم ضمت خمسة عناصر ونشطت في شبه جزيرة القرم.
وأفاد الجهاز الأمني الروسي بأن هذا التنظيم سبق له أن أعلن مسؤوليته المباشرة عن عدة هجمات إرهابية في منطقة الشرق الأوسط. ونشر الجهاز الأمني على موقعه الإلكتروني، أمس، مقاطع فيديو تظهر جانباً من العملية التي قادت إلى اعتقال المتشددين، وظهر في أحد المقاطع عدد منهم وهم مقيدو الأيدي وملقون على الأرض، فيما كان أفراد الجهاز الأمني يفتشون المكان ويعرضون أمام الكاميرا المواد الإعلامية والدعائية وأجهزة الاتصالات التي تم ضبطها.
وكانت التحذيرات الروسية من تصاعد الخطر الإرهابي تزايدت في الشهور الأخيرة بشكل ملحوظ، وأعلنت الأجهزة الروسية، خلال الأشهر السبعة الماضية، إحباط نحو 50 هجوماً إرهابياً فردياً أو بمشاركة عدد من الأشخاص في المدن الروسية. وكان أحدثها نهاية الشهر الماضي عندما أعلنت هيئة الأمن الفيدرالي، إحباط مخطط لتنفيذ هجوم إرهابي ضخم في مكان مزدحم في العاصمة موسكو. وأفادت الهيئة، في بيان، بأنها ألقت القبض على مواطن روسي كان يخطط لتفجير عبوة ناسفة شديدة الانفجار وسط حشد من الناس في موسكو. وأشارت إلى أن عناصر الأمن اكتشفوا مخبأ سرياً للموقوف، عثروا فيه على مكونات لتصنيع عبوات ناسفة، بالإضافة إلى العثور في أجهزة اتصال كانت بحوزته على إرشادات لتصنيع المتفجرات. وتم الكشف في حينها عن جانب من مراسلات، قالت الأجهزة الأمنية إن المعتقل أجراها «مع عناصر من تنظيمات إرهابية دولية تنشط في سوريا».



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.