مسؤولون أميركيون: إيران نشرت صواريخ متطورة في العراق

جمود في عملية استعادة تكريت بعد تفخيخ تنظيم داعش «كل شيء»

نازحون من ناحية العلم المحررة من سيطرة تنظيم داعش يعودون إليها أمس (رويترز)
نازحون من ناحية العلم المحررة من سيطرة تنظيم داعش يعودون إليها أمس (رويترز)
TT

مسؤولون أميركيون: إيران نشرت صواريخ متطورة في العراق

نازحون من ناحية العلم المحررة من سيطرة تنظيم داعش يعودون إليها أمس (رويترز)
نازحون من ناحية العلم المحررة من سيطرة تنظيم داعش يعودون إليها أمس (رويترز)

بينما تواجه العملية العسكرية التي تشنها القوات العراقية منذ أكثر من أسبوعين لاستعادة تكريت جمودا بعدما عمد مئات من عناصر تنظيم داعش المتحصنين داخلها إلى تفخيخ «كل شيء» فيها، كشفت مصادر أميركية عن إرسال إيران صواريخ متطورة إلى العراق لمساعدته في حربه ضد التنظيم المتطرف.
وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس نقلا عن 3 مسؤولين أميركيين بأن وكالات الاستخبارات الأميركية رصدت في الأسابيع الأخيرة نشر إيران صواريخ متطورة في العراق، إذ تدعم الحكومة الإيرانية قوة قوامها 30 ألف مسلح، ثلثاهم دربتهم وسلحتهم هي لقتال «داعش» في تكريت. ولم تستخدم إيران هذه الصواريخ بعد لكن المسؤولين الأميركيين يخشون أن يؤدي استخدامها إلى تأجيج الصراع الطائفي وخسائر بين المدنيين لأنها ليست موجهة. ويشكل نشر إيران صواريخ في العراق معضلة أخرى لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، وهي تدرب وتسلح القوات العراقية لمساعدتها في هزيمة «داعش»، لكنها بخلاف إيران غير راغبة في نشر قوات قتالية ومستشارين يعملون مع القوات العراقية في ميادين القتال.
في غضون ذلك استمر الجمود في تكريت أمس. وقال جواد الطليباوي، المتحدث باسم «عصائب أهل الحق» الشيعية التي تقاتل إلى جانب القوات الأمنية إن مسلحي تنظيم داعش «زرعوا العبوات في جميع الشوارع والمباني والجسور... (فخخوا) كل شيء». ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله: «توقفت قواتنا بسبب هذه الإجراءات الدفاعية»، مشددا على الحاجة إلى «قوات مدربة على حرب المدن».
ولجأ التنظيم إلى القنص والهجمات الانتحارية والعبوات الناسفة المزروعة في المنازل وعلى جوانب الطرق لمواجهة تقدم القوات التي تفتقد التجهيزات الآلية لتفكيك العبوات، وتعتمد حصرا على العنصر البشري.
وشدد الطليباوي على أن «معركة استعادة تكريت ستكون صعبة بسبب التحضيرات التي قام بها (داعش)»، مشيرا إلى أن مسلحي التنظيم محاصرون في إحياء المدينة (160 كلم شمال بغداد)، ومقرا بأن «الشخص المحاصر يقاتل بشراسة».
بدوره قال عدنان يونس، المتحدث باسم جمعية الهلال الأحمر العراقية في محافظة صلاح الدين، إنه «وفقا لتقديراتنا لم يبقَ سوى 20 في المائة من أهالي تكريت» داخل المدينة. وأضاف: «لا يتجاوز عددهم ثلاثين ألفا وربما أقل. هؤلاء الأهالي باقون لأنهم لا يملكون المال الكافي للمغادرة، ليس لديهم سيارات، غير قادرين، أو لأنهم اختاروا التعاون مع «داعش»».
وأكد مسؤولون أن مقاتلين من أبناء عشائر صلاح الدين يشاركون في العملية. ونشر «داعش» أمس صورا تظهر قيامه بذبح 4 أشخاص في محافظة صلاح الدين، بتهمة «تجنيد» مقاتلين للانضمام إلى الحشد الشعبي. وبدا في الصور 4 أشخاص يرتدون زيا أسود، راكعين على الأرض، وقُيدت يدا كل منهم خلف ظهره، ووقف خلف كل منهم عنصر يحمل سكينا. وأظهرت صور أخرى العناصر الأربعة وهم يقومون بقطع رؤوس الأسرى.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».