تونس تسجل 3.1 مليار دولار عجزاً تجارياً بنهاية يوليو

TT

تونس تسجل 3.1 مليار دولار عجزاً تجارياً بنهاية يوليو

كشف المعهد التونسي للإحصاء (حكومي) عن تفاقم العجز التجاري في تونس بنهاية شهر يوليو (تموز) الماضي، ليبلغ 8.7 مليار دينار تونسي (نحو3.1 مليار دولار) مسجلاً ارتفاعاً بنحو 1.2 مليار دينار تونسي مقارنة بـ7.56 مليار دينار (2.7 مليار دولار) حتى يوليو 2020.
ورغم ارتفاع العجز، شهدت الصادرات تحسناً، بينما زادت قيمة الواردات، وشهدت نسبة التغطية تحسناً ملحوظاً وارتفعت نسبة تغطية الصادرات للواردات.
ورغم قيمة العجز التجاري المسجل خلال الأشهر الماضية من السنة الحالية مقارنة بالسنة المنقضية، فإنها سجلت انخفاضاً مقارنة بسنة 2019 حيث كانت قيمة العجز لا تقل عن 11 مليار دينار تونسي.
وعلى مستوى المبادلات التجارية التونسية مع الخارج، فقد تحسن نسق الصادرات والواردات على حد السواء، وهو ما يؤشر إلى عودة تدريجية لمحركات الإنتاج للنشاط، وتطورت نتيجة لذلك قيمة الصادرات التونسية خلال السبعة أشهر الأولى من سنة 2021 بنسبة 23 في المائة وقدرت بنحو 26.4 مليار دينار تونسي، أما الواردات فقد تطورت بدورها بنسبة 21 في المائة وقدرت بنحو 35 مليار دينار تونسي. وقدرت نسبة تغطية الواردات للصادرات بنحو 75 في المائة، وقد سجلت ارتفاعاً بنحو 5 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2019.
وكان مستوى المبادلات التجارية التونسية خلال نفس الفترة من سنة 2019 في حدود 26.7 مليار دينار بالنسبة للصادرات و38 مليار دينار تونسي على مستوى الواردات.
ويشير خبراء اقتصاد ومالية إلى أن تراجع حجم العجز التجاري في تونس لم يكن سببه حركة الاقتصاد أو الإنتاج والثروة، بل يعود أساساً إلى البطء الذي شهده الاقتصاد المحلي والعالمي نتيجة انتشار الجائحة.
وعرف الاقتصاد التونسي عجزاً قياسياً خلال سنتي 2018 و2019. وقدرت قيمة العجز بنحو 19 مليار دينار تونسي خلال 2018 وبلغ العجز خلال السنة الموالية 19.4 مليار دينار تونسي، ونتيجة للجائحة وانخفاض الحركة الاقتصادية والمبادلات التجارية، فإن قيمة العجز التجاري إلى مستوى 12.7 مليار دينار تونسي خلال السنة الماضية.
ويعاني الاقتصاد التونسي من تراجع مبادلاته التجارية خصوصاً مع الصين وتركيا، وغالباً ما يتأثر سلباً وإيجاباً بالحركية الاقتصادية التي يعرفها الفضاء الأوروبي الذي يستوعب نحو 70 في المائة من المبادلات الخارجية التونسية.
ورغم الانفراج الاقتصادي النسبي خلال بداية هذه السنة، فإن المالية العمومية التونسية ما زالت تعاني من أزمات متتالية بتسجيلها عجزاً مالياً بلغ 11.4 في المائة وانكماشاً اقتصادياً قدر بنحو 8.8 في المائة خلال السنة الماضية. واستمرت هذه الصعوبات خلال السنة الحالية، إذ عرف الربع الأول انكماشاً اقتصادياً قُدر بنحو 3 في المائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، وهو ما يتطلب إصلاحات اقتصادية هيكلية باتت أكثر من ضرورية لاستعادة المبادرة الاقتصادية وعودة أهم محركات الإنتاج.
ووقف قانون المالية التعلق بـ2021، تحتاج تونس لتعبئة موارد مالية ضرورية عبر الاقتراض لا تقل عن 18.6 مليار دينار (نحو 6.7 مليار دولار) لتمويل ميزانية الدولة خلال السنة الحالية، وتتوزع هذه القروض بين اقتراض داخلي في حدود 5.6 مليار دينار واقتراض خارجي بقيمة 13 مليار دينار. وتنتظر نتائج المفاوضات التي تجريها مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض مالي بقيمة 4 مليارات دولار لتمويل ميزانية هذه السنة.



السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.