«طالبان» تتقدم صوب العاصمة كابل

مقاتلو حركة «طالبان» يقفون على سيارة على جانب الطريق في قندهار (أ.ف.ب)
مقاتلو حركة «طالبان» يقفون على سيارة على جانب الطريق في قندهار (أ.ف.ب)
TT

«طالبان» تتقدم صوب العاصمة كابل

مقاتلو حركة «طالبان» يقفون على سيارة على جانب الطريق في قندهار (أ.ف.ب)
مقاتلو حركة «طالبان» يقفون على سيارة على جانب الطريق في قندهار (أ.ف.ب)

تمكّن مسلحو حركة طالبان، اليوم (الجمعة)، من انتزاع السيطرة على 3 من كبرى المدن في أفغانستان، وعلى عدد كبير من عواصم الولايات، في إطار الانتصارات المتواصلة التي تحققها الحركة منذ أسبوع، والتي لم تظهر أي بوادر على التراجع عن التقدم صوب العاصمة كابل، وهو ما يمثل مصدر قلق بالغ.
وقال مسؤولون أفغان إن مقاتلي «طالبان» سيطروا على مدينة فيروز كوه بولاية غور، غربي البلاد، دون قتال. وقال عضو مجلس الولاية، فضل الحق إحسان، وممثلة الولاية في البرلمان الأفغاني، فاطمة كوهستاني، إن «طالبان» تسيطر حالياً على جميع المباني الحكومية بالمدينة، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
ويزيد عدد سكان فيروز كوه قليلاً على 132 ألف نسمة، وهي عاصمة الولاية رقم 15 التي تسقط في أيدي «طالبان» في غضون أيام.
وتمكن مسلحو «طالبان»، أمس (الخميس)، من السيطرة على مدينة هيرات ذات الأهمية الثقافية والتجارية، وثالث أكبر مدن أفغانستان، وأيضاً مدينة قندهار، ثاني أكبر مدن البلاد، ومدينة لشكر كاه، المدينة الرئيسية في الجنوب وعاصمة ولاية هلمند.
ودأب مسلحو «طالبان» على مهاجمة أجزاء من تلك المدن منذ شهور، لكن القوات الحكومية الأفغانية، المجهدة والمحبطة، صارت عاجزة عن صد تلك الهجمات. وبدأت الأوضاع الأمنية تتدهور في أفغانستان مع تسارع وتيرة انسحاب القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) من البلاد خلال الأسابيع الأخيرة.
ونشرت قطر، التي استضافت في السابق، محادثات سياسية بين الفرقاء الأفغان، بياناً، اليوم (الجمعة)، دعا فيه 13 مبعوثاً - بما في ذلك من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة - حركة «طالبان» إلى وقف فوري للهجمات على المناطق الحضرية.
وجاء في البيان أن هذه الدول والمنظمات المعنية شددت أيضاً على الحاجة إلى تسريع عملية السلام المتوقفة منذ فترة طويلة بين «طالبان» والحكومة الأفغانية، خاصة مع زيادة الخسائر في صفوف المدنيين.
وذكرت وسائل إعلام باكستانية أن رئيس الوزراء عمران خان قال إن حركة «طالبان» أبلغته أنه طالما ظل الرئيس الأفغاني أشرف غني في السلطة، لن تتفاوض «طالبان» المتشددة مع الحكومة.
وأعلن غني في السابق أنه لن يسلم السلطة إلا لخليفة منتخب ديمقراطياً.
وعلى وقع سيطرة «طالبان» على العديد من مدن البلاد، أمرت الولايات المتحدة بإجلاء جزئي للموظفين الدبلوماسيين من أفغانستان مع استمرار هجوم «طالبان»، فيما تعود قوات أميركية بشكل مؤقت إلى كابل للمساعدة في الانسحاب.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، في مؤتمر صحافي، أمس (الخميس): «هذا ليس إخلاء كاملاً. في الوقت الحالي تظل السفارة مفتوحة وسنواصل وجودنا الدبلوماسي على الأرض».
وأضاف برايس أن المجتمع الدولي لن يعترف بحكومة أفغانية جديدة إذا استولت على السلطة بالقوة.
ونصحت دول كثيرة مواطنيها بمغادرة أفغانستان على الفور على متن الرحلات التجارية التي تنطلق من العاصمة كابل.
وهاتف وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، الرئيس الأفغاني، أمس (الخميس)، للتشديد على أن واشنطن لا تزال مهتمة بأمن واستقرار أفغانستان في مواجهة عنف «طالبان».



الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)

أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، الأربعاء، نداء لجمع أكثر من 47 مليار دولار، لتوفير المساعدات الضرورية لنحو 190 مليون شخص خلال عام 2025، في وقتٍ تتنامى فيه الحاجات بسبب النزاعات والتغير المناخي.

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة عن العمل الإنساني لعام 2025»، إن الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأطفال والنساء والأشخاص ذوو الإعاقة والفقراء، يدفعون الثمن الأعلى «في عالم مشتعل».

سودانيون فارُّون من المعارك بمنطقة الجزيرة في مخيم للنازحين بمدينة القضارف (أ.ف.ب)

وفي ظل النزاعات الدامية التي تشهدها مناطق عدة في العالم؛ خصوصاً غزة والسودان وأوكرانيا، والكلفة المتزايدة للتغير المناخي وظروف الطقس الحادة، تُقدِّر الأمم المتحدة أن 305 ملايين شخص في العالم سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية، العام المقبل.

أطفال يحملون أواني معدنية ويتزاحمون للحصول على الطعام من مطبخ يتبع الأعمال الخيرية في خان يونس بقطاع غزة (إ.ب.أ)

وأوضح «أوتشا»، في تقريره، أن التمويل المطلوب سيساعد الأمم المتحدة وشركاءها على دعم الناس في 33 دولة و9 مناطق تستضيف اللاجئين.

وقال فليتشر: «نتعامل حالياً مع أزمات متعددة... والفئات الأكثر ضعفاً في العالم هم الذين يدفعون الثمن»، مشيراً إلى أن اتساع الهوة على صعيد المساواة، إضافة إلى تداعيات النزاعات والتغير المناخي، كل ذلك أسهم في تشكُّل «عاصفة متكاملة» من الحاجات.

ويتعلق النداء بطلب جمع 47.4 مليار دولار لوكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية لسنة 2025، وهو أقل بقليل من نداء عام 2024.

وأقر المسؤول الأممي، الذي تولى منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بأن الأمم المتحدة وشركاءها لن يكون في مقدورهم توفير الدعم لكل المحتاجين.

أم أوكرانية تعانق ابنها بعد عودته من روسيا... الصورة في كييف يوم 8 أبريل 2023 (رويترز)

وأوضح: «ثمة 115 مليون شخص لن نتمكن من الوصول إليهم»، وفق هذه الخطة، مؤكداً أنه يشعر «بالعار والخوف والأمل» مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة»، للمرة الأولى من توليه منصبه.

وعَدَّ أن كل رقم في التقرير «يمثل حياة محطمة» بسبب النزاعات والمناخ «وتفكك أنظمتنا للتضامن الدولي».

وخفضت الأمم المتحدة مناشدتها لعام 2024 إلى 46 مليار دولار، من 56 ملياراً في العام السابق، مع تراجع إقبال المانحين على تقديم الأموال، لكنها لم تجمع إلا 43 في المائة من المبلغ المطلوب، وهي واحدة من أسوأ المعدلات في التاريخ. وقدمت واشنطن أكثر من 10 مليارات دولار؛ أي نحو نصف الأموال التي تلقتها. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن عمال الإغاثة اضطروا لاتخاذ خيارات صعبة، فخفّضوا المساعدات الغذائية 80 في المائة في سوريا، وخدمات المياه في اليمن المعرَّض للكوليرا. والمساعدات ليست سوى جزء واحد من إجمالي إنفاق الأمم المتحدة، التي لم تفلح لسنوات في تلبية احتياجات ميزانيتها الأساسية بسبب عدم سداد الدول مستحقاتها. وعلى الرغم من وقف الرئيس المنتخب دونالد ترمب بعض الإنفاق في إطار الأمم المتحدة، خلال ولايته الرئاسية الأولى، فإنه ترك ميزانيات المساعدات في الأمم المتحدة بلا تخفيض. لكن مسؤولين ودبلوماسيين يتوقعون تقليل الإنفاق في ولايته الجديدة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

من جانبه، قال يان إيغلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين: «الولايات المتحدة علامة استفهام كبيرة... أخشى أننا ربما نتعرض لخيبة أمل مريرة؛ لأن المزاج العام العالمي والتطورات السياسية داخل الدول ليست في مصلحتنا». وكان إيغلاند قد تولّى منصب فليتشر نفسه من 2003 إلى 2006. والمشروع 2025، وهو مجموعة من المقترحات المثيرة للجدل التي وضعها بعض مستشاري ترمب، يستهدف «الزيادات المسرفة في الموازنة» من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. ولم تردَّ الإدارة التي يشكلها ترامب على طلب للتعليق. وأشار فليتشر إلى «انحلال أنظمتنا للتضامن الدولي»، ودعا إلى توسيع قاعدة المانحين. وعند سؤال فليتشر عن تأثير ترمب، أجاب: «لا أعتقد أنه لا توجد شفقة لدى هذه الحكومات المنتخبة». ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أحد التحديات هو استمرار الأزمات لفترة أطول تبلغ عشر سنوات في المتوسط. وقال مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية، إن بعض الدول تدخل في «حالة أزمة دائمة». وحلّت المفوضية الأوروبية، الهيئة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي، وألمانيا في المركزين الثاني والثالث لأكبر المانحين لميزانيات الأمم المتحدة للمساعدات، هذا العام. وقالت شارلوت سلينتي، الأمين العام لمجلس اللاجئين الدنماركي، إن إسهامات أوروبا محل شك أيضاً في ظل تحويل التمويل إلى الدفاع. وأضافت: «إنه عالم أكثر هشاشة وعدم قابلية على التنبؤ (مما كان عليه في ولاية ترمب الأولى)، مع وجود أزمات أكثر، وإذا كانت إدارة الولايات المتحدة ستُخفض تمويلها الإنساني، فقد يكون سد فجوة الاحتياجات المتنامية أكثر تعقيداً».