استقالة حاكم نيويورك بعد تحقيق كشف تحرشه بـ11 امرأة

أندرو كومو، حاكم ولاية نيويورك الأميركية (رويترز)
أندرو كومو، حاكم ولاية نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

استقالة حاكم نيويورك بعد تحقيق كشف تحرشه بـ11 امرأة

أندرو كومو، حاكم ولاية نيويورك الأميركية (رويترز)
أندرو كومو، حاكم ولاية نيويورك الأميركية (رويترز)

استقال أندرو كومو، حاكم ولاية نيويورك الأميركية، من منصبه اليوم (الثلاثاء) في أعقاب تحقيق خلص إلى أنه تحرش جنسياً بإحدى عشرة امرأة، بعد أن واجه ضغوطاً قانونية متصاعدة ومطالبات برحيله من جانب الرئيس جو بايدن وآخرين.
وقال كومو (63 عاماً) في خطاب تلفزيوني إن استقالته ستسري خلال 14 يوماً في سقوط مذهل لرجل كان يُنظر له ذات يوم على أنه منافس رئاسي محتمل، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.
وأعلن كومو، وهو ديمقراطي يعمل حاكماً لرابع أكبر ولاية أميركية من حيث عدد السكان منذ عام 2011، استقالته بعد أن أصدرت المدعية العامة لنيويورك ليتيتيا جيمس في الثالث من أغسطس (آب) نتائج تحقيق مستقل استمر خمسة أشهر وخلص إلى أن كومو تحرش جنسيا بالعديد من النساء وتورط في سلوك ينتهك قوانين الولايات المتحدة وولاية نيويورك.
ونفى كوكو مجدداً ارتكاب أي أخطاء، غير أنه قال إنه قبل «المسؤولية الكاملة» عن الإساءة لنساء من خلال ما وصفها بمحاولات لطف أو دعابة أُسيء فهمها.
وقال إنه خلص إلى أن محاولة تبرئة نفسه من هذه الاتهامات بينما هو في السلطة سيعرقل عمل حكومة الولاية وسيكلف دافعي الضرائب ملايين الدولارات في وقت لا تزال جائحة فيروس كورونا تمثل تهديداً خطيراً.
وأضاف: «أعتقد في ظل الظروف الحالية أن أفضل شيء يمكن أن أفعله الآن هو أن أتنحى وأترك الحكومة تستعيد إدارة الأمور، وهذا بالتالي ما سأفعله».
* أفعال وإيحاءات جنسية
وكشف التحقيق، المفصل في تقرير يتألف من 168 صفحة، أن كومو تحسس نساء أو قّبّلهن أو أبدى تعليقات موحية لنساء بينهن موظفات حاليات وسابقات بالحكومة، إحداهن من أفراد قوات الولاية، وأنه انتقم من امرأة واحدة على الأقل اتهمته بسوء السلوك الجنسي.
وسوف تتولى كاثي هوشول، نائبة الحاكم، وهي ديمقراطية من غرب نيويورك منصب حاكم الولاية التي يقطنها أكثر من 19 مليون نسمة حتى نهاية فترة كومو في ديسمبر (كانون الأول) 2022 على النحو المبين في دستور الولاية، لتصبح أول امرأة تشغل هذا المنصب.
وتعد استقالة كومو هي المرة الثانية التي يتنحى فيها حاكم لنيويورك بفضيحة خلال 13 عاماً بعد استقالة إليوت سبيتزر عام 2008 بسبب رعايته لعاهرات.
كما أصبح كومو أحدث رجل قوي يسقط في السنوات القليلة الماضية بعد صعود حركة (#مي تو) الاجتماعية المناهضة للاعتداءات الجنسية والتحرش التي هزت عالم السياسة والسينما والأعمال وأماكن العمل. وأنقذت الاستقالة كومو من احتمال عزله من منصبه عبر إجراءات عزل في مجلس الولاية التشريعي. وانتخب كومو لثلاث فترات كحاكم لنيويورك على غرار والده الراحل ماريو كومو. وشغل قبل ذلك منصب وزير الإسكان والتنمية الحضرية من عام 1997 إلى 2001 في عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون.
* ما زال عُرضة للمساءلة
ورغم التكهنات بخصوص طموحاته الرئاسية المحتملة، لم يترشح أندرو كومو أبدا للرئاسة، شأنه في ذلك شأن والده. وحقق أندرو كومو شهرة في أنحاء الولايات المتحدة العام الماضي في وقت مبكر من جائحة كوفيد - 19 حيث كان يعقد مؤتمرات صحافية يومية لأن ولايته كانت بؤرة أزمة الصحة العامة في الولايات المتحدة. وأظهر التحقيق المدني أن تصرفات كومو وكبار مستشاريه مثلت انتهاكاً للعديد من قوانين الولاية والقوانين الاتحادية لكن جيمس لم تتابع الاتهامات الجنائية. وللمدعين المحليين الحرية في متابعة ذلك، وهذا يعني أن كومو ما زال عُرضة للمساءلة القانونية. ونفى كومو على مدى أشهر مزاعم التحرش الجنسي، وجدد النفي بعد صدور تقرير التحقيق. لكن ما تبقى من دعمه السياسي تهاوى بعد إعلان نتائج التحقيق.
فبعد ذلك بساعات قال بايدن، وهو صديق لكومو منذ سنوات، للصحافيين في البيت الأبيض: «أعتقد أن عليه أن يستقيل».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».