فنانون لبنانيون يشاركون في «جالا» الياباني

بهدف توطيد العلاقات الثقافية بين البلدين

الليرة اللبنانية بعين الفنان أحمد غدار
الليرة اللبنانية بعين الفنان أحمد غدار
TT

فنانون لبنانيون يشاركون في «جالا» الياباني

الليرة اللبنانية بعين الفنان أحمد غدار
الليرة اللبنانية بعين الفنان أحمد غدار

آخر مرة تم التعاون فيها بين فنانين يابانيين و«أرنيلي آرت غاليري» في لبنان، كان خلال معرض فني أقيم في مجمع «بيت مسك» السكني منتصف يوليو (تموز) الفائت. يومها تمت استضافة أعمال المصور الفوتوغرافي ناوكي تاكيو (أقام لفترة في لبنان). وعرضت له ثلاث صور التقطها بعدسة كاميرته لمناطق بعلبك والمختارة وصور.
وابتداءً من 11 الحالي يشهد لبنان تبادلاً ثقافياً من نوع آخر بينه وبين اليابان. 14 لوحة لفنانين تشكيليين لبنانيين وسوريين مقيمين، تشارك في المعرض الفني التبادلي العالمي «جالا» الياباني ضمن نسخته الـ22. ويأتي هذا التعاون نتيجة اتصالات جرت بين «أرنيلي آرت غاليري» والجهة اليابانية. وسيقام هذا الحدث من 11 لغاية 16 أغسطس (آب) الحالي في مدينة كاناغاوا.
وتروي دزوفيغ أرنيليان لـ«الشرق الأوسط» التي تقف وراء تنظيم هذه المشاركة «التقيت صدفة في بيروت بصحافية يابانية، وعندما تعرفت إلى أعمال (أرنيلي آرت غاليري) سألتني عن المشاركة في معرض (جالا). واخترنا 14 فناناً لبنانياً وسورياً مقيماً ليشاركوا في هذا الصالون الثقافي الياباني. فهم يتقنون الرسم والنحت والكولاج والميكسد ميديا وغيرها من الفنون». وتضيف في سياق حديثها «لا نملك فرصاً كثيرة تخولنا أن نكون على تماس مع الفن الياباني. ولكن بُعيد مشاركتنا في معرض (جالا) انفتحت طاقة تبادل ثقافية جديدة بيننا وبين فنانين يابانيين يقيمون في لبنان. وهو ما سيسمح لنا بإقامة معارض فنية لهم في لبنان والعكس صحيح. فالفن الياباني شامل وواسع يتعامل بشكل بارز مع موضوعات الطبيعة والمرأة والفلسفة وغيرها. كذلك الفن العربي وبالتحديد اللبناني، الذي يعبق بريشة فنانيه الذين استطاعوا إيصال الشرق بالغرب».
ومن الفنانين المشاركين في معرض «جالا» أحمد غدار، وذلك من خلال عمل يتناول الليرة اللبنانية، ضمن سلسلة فنية بعنوان «التضخم». ويهدف أحمد إلى إظهار هذه الأزمة وتبيان المبالغة والتدمير فيها، وإعادة بناء العملة الورقية اللبنانية بعد أن حولها إلى قطعة فنية معاصرة.
أما الفنانة أماني حسن ومع تقنية الحبر على الورق، فتشارك في المعرض من خلال لوحتها «بعلبك». ونلحظ فيها اللعب على فراغات ضوئية تزود اللوحة بالغموض وتقول «تأثرت بموسيقى الفنان العالمي باخ. وعندما رسمت بعلبك كانت أذني تسمع موسيقاه، وفي الوقت نفسه الضوء الشعري يتسكع في فراغات لوحتي. فالضوء هو العنصر الرئيسي في تصوراتي، ويختلف حضوره وغيابه في لوحاتي باختلاف منظوره».
وتشارك دزوفيغ أرنيليان في المعرض من خلال لوحة بعنوان «رائحة الحساسية». وتقول لـ«الشرق الأوسط»، «أعمل بتقنية الميكسد ميديا، واخترت لوحة أتناول فيها لغة الجسد، وغالباً ما تتعلق بأدوار الجنسين وتمكين المرأة. تعنون هذه الموضوعات لوحاتي وألعب فيها على النص والألوان».
أما الرسام السوري سامي ألكور فيقدم لوحة زيتية بعنوان «ابقوا متابعين» (Stay tuned) تصور رجلاً مسمر العينين يبحلق في مشهد معين.
لودي صبرا فنانة لبنانية تجيد صناعة لوحاتها بمزيج من الأقمشة والأوراق والحديد والرمل والأسلاك للتعبير عن مشاعرها. وفي لوحتها ميكسد ميديا «وثم نعيش» نلاحظ إنشاء تركيبات ديناميكية وعشوائية منظمة للغاية تولد معها الفنانة اللبنانية مساحة أمل.
ومع بول مرعي وضمن لوحة غير معنونة، نتعرف إلى الجانب المرير من الحياة. وكذلك إلى التحديات العاطفية التي يترجمها في تركيبات ومواد مذهلة.
لن يتمكن الفنانون اللبنانيون من السفر إلى اليابان للمشاركة في المعرض مباشرة. توضح دزوفيغ في سياق حديثها «الجائحة تمنعنا من القيام بهذه الرحلة وفقاً لقوانين اليابان الصحية. ولكن تم شحن اللوحات الـ14 إلى مدينة كنغاوا اليابانية، حيث يقام المعرض. وفي النسخة 22 لـ(جالا) ولأول مرة منذ انطلاقته سيتم نشر بوستر ترويجي خاص بالحدث بالإنجليزية. إذ جرت العادة أن يطبع الملصق باليابانية فقط. ولكن وبعدما عرضنا عليهم تصميماً واحداً بالإنجليزية بأنامل لبنانيين وافقت الجهة العارضة من دون تردد».
ومن البلدان المشاركة في هذا الحدث كوريا الجنوبية وأستراليا وتايوان والصين وإسبانيا وكولومبيا، إضافة إلى لبنان وسوريا وفلسطين.
ومن اللوحات التي يستضيفها المعرض الياباني واحدة للرسام ميشال ضومط بعنوان «الى المريخ». ينقلنا من خلالها إلى عالم مشبع بتفاصيل وخبايا وجوه تثير الاهتمام. وضمن طبقات متعددة يتألف منها أسلوبه الفني في الـ«ميكسد ميديا»، نفكك ألغازاً تتطلب منا التدقيق والتفكير.
وتحية منها لبيروت تصور الفنانة التشكيلية منار علي حسن مدينتها في لوحة «قصيدة لبيروت»، منطلقة من إعادة تشكيل هويتها في ظل جسد يتألّم.
أما الفنانة خلود سنو هيبري المتزوجة من ياباني ذي أصل لبناني، تأثرت بثقافات أهله وأجداده، فهي تشارك في معرض «جالا» من خلال لوحتي «أهلا يوكوسو» و«دعونا نعيش بسلام ووئام». وقد استخدمت الورق الياباني الخاص بالرسم (Washi). وتوضح لـ«الشرق الأوسط»، «أحببت كثيراً الفنون اليابانية وتعمقت في معرفتها عندما أقمت مع زوجي في اليابان لنحو عام. اكتشفت فن (كورومي) الذي أدخله اليوم على لوحاتي وأعمالي الفنية».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.