نهاية درامية لدلال عبد العزيز تثير حزن المصريين

رحلت بعد وفاة زوجها بنحو 3 أشهر متأثرة مثله بـ«كورونا»

الفنانة المصرية الراحلة دلال عبد العزيز
الفنانة المصرية الراحلة دلال عبد العزيز
TT

نهاية درامية لدلال عبد العزيز تثير حزن المصريين

الفنانة المصرية الراحلة دلال عبد العزيز
الفنانة المصرية الراحلة دلال عبد العزيز

«تعاني (الأم) الحنون، التي يحبها الجميع بشدة من المرض، وتستسلم للقدر المحتوم وهو الموت، وسط أجواء حزينة تخيم على منطقتها»... كان هذا هو المشهد الأخير للفنانة المصرية دلال عبد العزيز تلفزيونياً وواقعياً، فقد تحول دورها الخيالي في مسلسل «ملوك الجدعنة» بموسم رمضان الماضي، إلى واقع مؤلم ومؤثر، تصدرت بسببه مؤشرات البحث و«الترند» خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حتى أسدل الموت ستائره ظهر أمس، على قصة حياتها التي كانت مغلفة بإطار كوميدي، في ظل وجود «عملاق الكوميديا» الراحل سمير غانم، وابنتيها الموهوبتين دنيا وإيمي، لتودع جمهورها بمشهد تراجيدي حزين يحاكي سيناريوهات الأعمال الفنية المؤثرة، وكانت ذروته وعقدته عدم علمها بوفاة رفيق مشوارها وزوجها سمير غانم، رغم مرور نحو 3 أشهر على رحيله، وذلك بعد معرفة الجميع بالخبر ما عدا هي، بفضل نجاح أسرتها في خطة «التمويه» تفادياً لتدهور صحتها.
«حكومة منزل سمير غانم»، وسيدته القوية كانت تدخل في معارك ضارية مع شركات الإنتاج، بجانب المواجهات اليومية العاصفة لحل أزمات أسرتها في الوقت الذي كان يأنس فيه زوجها سمير غانم بمشاهدة التلفزيون بالبيجامة داخل المنزل، بعدما سلم لها مفاتيح إدارة حياتهما مع ابنتيهما، حسب وصف زوجها الراحل، في إحدى حواراته التلفزيونية التي أشاد فيها كثيراً بمواقف زوجته البطولية خلال رحلة زواجهما الممتدة لأكثر من 3 عقود، إذ نجحا خلالها في إثبات أنّ زواجهما كان من أنجح زيجات الوسط الفني المصري، الذي تكثر فيه الأزمات ووقائع الطلاق، لكن كثيرين اعتبروه نموذجاً يُحتذى به في الحب والمودة والألفة.
الفتاة الريفية الجميلة المولودة في عام 1960 بقرية فرغان بمركز ديرب نجم، بمحافظة الشرقية (دلتا مصر) سافرت إلى العاصمة المصرية العامرة، بحثاً عن تحقيق أحلامها الفنية، تاركة مجال الزراعة الذي درسته في جامعة الزقازيق، وراء ظهرها، وشاركت بالفعل في مسلسل «بنت الأيام» الذي أخرجه نور الدمرداش، ثم قادها القدر للوقوف أمام سمير غانم في مسرحية «أهلا يا دكتور» عام 1981، قبل أن يرتبطا عاطفياً ويتزوجا في عام 1984.
شاركت دلال عبد العزيز في نحو 200 عمل فني في السينما والمسرح والتلفزيون على مدار 4 عقود، ونجحت في تقديم أنماط فنية متنوعة، فقد جسدت دور الفتاة الجميلة، والسيدة الشريرة، والسيدة البسيطة، والسيدة الشعبية، والأم الحنون.
وتألقت الفنانة الراحلة في تجسيد دور «الزوجة القاسية» أمام يحيى الفخراني، عبر مسلسل «لا»، عام 1994، كما نجحت في تقديم دور الفتاة الشعبية في رائعة نجيب محفوظ «حديث الصباح والمساء»، ووقفت أمام الفنان الكبير صلاح السعدني، عبر مسلسل «الناس في كفر عسكر» عام 2003، عبر شخصية «فطوم» الشريرة.
في المقابل، لعبت دور الأم باقتدار أمام أكثر من فنان من بينهم أحمد حلمي في «آسف على الإزعاج»، وأمام عمرو سعيد في «ملوك الجدعنة»، وشاركت الفنان عادل إمام في بعض أعماله الفنية على غرار «النوم في العسل»، كما جسدت دور الزوجة القوية والمتسلطة في مسلسل «فالانتينو» بموسم رمضان قبل الماضي.
وتشابهت ملامح مرضها في مسلسل «ملوك الجدعنة» مع ملامح مرضها الحقيقي، إذ قال عمرو سعد في تصريحات تلفزيونية أخيراً: «هي لا تعرف بوفاة زوجها الفنان سمير غانم، وكانت تتحدث بصعوبة بالغة، وتنهج كثيراً»، مؤكداً أنّها جسدت مشاهدها بالكامل بالمسلسل في لبنان، قبل عودتها إلى مصر.
فيما كتب زوج ابنتها إيمي الفنان حسن الرداد على صفحته في «فيسبوك»: «والله ما قادر أكتب ولا مصدق... توفيت إلى رحمة الله تعالي حماتي وأمي الغالية الفنانة الكبيرة دلال عبد العزيز، أطيب خلق الله»، مضيفاً: «عمري ما شفت منك غير كل خير يا حبيبتي، وعايز أقولك إنك هتلاقي مفاجآت حلوة مستنياكي، هتلاقي حبيب عمرك اللي طول الوقت بتسألي عليه».
وكان الإعلامي رامي رضوان زوج ابنتها دنيا، قد كشف عن تدهور حالتها الصحية أخيراً، مؤكداً أنّ الفريق المعالج كان يبذل جهوداً كبيرة، لكن الوضع الصحي صعب للأسف الشديد، ورغم إخفاء أسرة دلال عبد العزيز، خبر رحيل سمير غانم عنها، خوفاً من تدهور حالتها الصحية، واكتفائهم بالقول إنّه يعالج في مستشفى آخر، فإنّها كانت تشعر برحيله، حسب رضوان.
ونعى عدد كبير من نجوم الفن والإعلام دلال عبد العزيز أمس، بكلمات مؤثرة، ونشر رامي رضوان صورتين؛ الأولى لدلال والثانية تجمعها بزوجها الفنان الراحل سمير غانم، معلقاً: «أطيب وأحن قلب في الدنيا حبيبتي النجمة دلال عبد العزيز محبتش تسيب حبيبها لوحده وراحت له الجنة».
وبعيداً عن شهرتها الفنية وأدوارها المميزة، فقد أسرَت دلال عبد العزيز جمهورها بمواقفها الإنسانية المهمة، مع زملائها وأصدقائها، لدرجة جعلت كثيراً من المتابعين يشعرون بأنها «أمهم أو حماتهم أو أختهم أو عمتهم أو خالتهم»، على حد تعبير الدكتورة سامية حبيب، أستاذ النقد في المعهد العالي للنقد الفني، التي تقول لـ«الشرق الأوسط»: «موهبة دلال عبد العزيز لا يختلف عليها أحد، لكنها اقتربت من وجدان السواد الأعظم من المصريين بملامحها الهادئة والبسيطة وابتسامتها الرائقة، فهي بنت مصر الأصيلة والجدعة، صاحبة المواقف المفعمة بالشهامة والمروءة، فقد أسرتني صورها وهي تزور الفنان الراحل جورج سيدهم خلال مرضه للاحتفال بعيد ميلاده برفقة بعض أصدقائها، بجانب زياراتها المتكررة للفنانة الراحلة نادية لطفي، فهي كانت سيدة كما نقول في مصر (صاحبة واجب) مع الجميع، لذلك ارتبط بها المشاهدون واعتبروها واحدة من أسرتهم».
وأثارت أسرة سمير غانم الكوميدية شجن المصريين في أكثر من مناسبة؛ الأولى كانت في عام 2017، عندما فاجأت دنيا وإيمي والدهما على خشبة مسرح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومنحتاه درع تكريم المهرجان في لفتة إنسانية رائعة من إدارة المهرجان حسب نقاد، حيث لم تستطع دلال عبد العزيز حبس دموعها وقتئذ، وسط تركيز المخرج على انفعالات وجهها، كأن اللحظة كانت تلخص مشوار حياتها المليئة بالحيوية والعمل، خصوصاً بعدما نجحت دنيا وإيمي اللتان ورثتا خفة الظل من والديهما في إثبات تميزهما كوميدياً عبر التلفزيون والسينما، إذ ارتبط اسمهما على الشاشة بأحد نجوم الكوميديا ورمز البساطة الذي شاركهما كثيراً في أعمالهما وجسد دور والدهما، فقد كان «سمورة» يتعامل مع الأمور ببساطة شديدة خالية من التعقيدات وحسابات السوق والشهرة، على حسب تعبيره. وفي المرة الثانية بعد رحيل سمورة ودلال خلال أقل من 3 أشهر لينهي الموت قصة حبهما الأثيرة والملهمة، حسب وصف بعض الفنانين.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.