ثار نقاش حاد في الوسط الفني الأميركي، وغير الفني من صحافيين وخبراء وقانونيين، بسبب الحكم الذي صدر أول من أمس بتعويض عائلة المغنى الراحل مارفين غاي 7 ملايين دولار يدفعها المغني ثيك. وذلك لأن أغنية ثيك «بليرد لاينز» (خطوط غير واضحة) التي أداها مع المغني فاريل ويليامز مسروقة من أغنية مارفين غاي «غوت تو غيف أب» (لا بد أن أتغير).
ويتهكم بعض الذين يشتركون في النقاش على اسم الأغنيتين: في جانب، توجد «خطوط غير واضحة» في الحكم الذي صدر. وفي جانب، ليس مؤكدا أن الحكم سيغير أغنية ثيك، وفعلا، رفع محامو ثيك استئنافا للحكم الذي أصدرته محكمة في لوس أنجليس.
ويوم الخميس في صحيفة «واشنطن بوست»، تساءل ناقدها الفني كريس رتشارد: «هل سترفع مادونا قضية ضد ليدي غاغا؟ هل سيرفع جورج كلنتون قضية ضد أوت كاست؟ هل سيرفع برنس قضية ضد برونو؟ هل سترفع بيونسي قضية ضد جستين تيمبرليك. هل سيرفع ليتل ريتشارد قضية ضد برنس؟»
حسب قرار المحكمة، لم «يسرق» ثيك أغنية مارفين غاي. لكنه (نسخ) «أجزاء» منها. ومن دون إذن. وبالتالي، خرق حقوق الطبع. وطبعا، بالتالي: «سرق».
لكن، لم يوضح القرار إذا سرق ثيك كلمات أغنية مارفين غاي، أو سرق لحنها، أو موسيقاها، أو وتيرتها.
بالنسبة لكلمات الأغنيتين، توجد اختلافات كثيرة:
أولا: أغنية ثيك طويلة جدا (700 كلمة تقريبا). وأغنية مارفين غاي قصيرة جدا (100 كلمة تقريبا).
ثانيا: حسب اسم الأغنيتين، أغنية مارفين غاي عن رجل خجول، اقتنع، أخيرا، أنه يجب ألا يستسلم لخجله. (لا بد من المغامرة، ودخول حلبة الرقص، والبحث عن امرأة). لكن، أغنية ثيك عن رجل وجد امرأة، لكنها ليست متأكدة منه (هل تريده أو لا تريده).
ثالثا: أغنية مارفين غاي مهذبة، ومحترمة. ولا توجد فيها إساءة إلى المرأة التي وجدها أخيرا. (أو أي امرأة أخرى). لكن، أغنية ثيك مليئة بإساءات إلى المرأة التي وجدها. (وكل امرأة أخرى).
هذه بعض كلمات أغنية مارفين غاي (المهذبة):
«كنت أذهب إلى الحفلات. وأقف صامتا، لأني كنت متوترا. ولا أنزل إلى حلبة الرقص. لكن، كان جسدي يتشوق ليكون حرا. يوما ما، قررت أن انزل إلى حلبة الرقص. ووجدت من يشاركني الرقص. انتهى عهد الوقوف جانبا. ها آنذا استمتع بالسعادة».
واضح أن في كلمات الأغنية دروس اجتماعية عن الثقة بالنفس.
لكن، ربما لا توجد في أغنية ثيك دروس اجتماعية، غير قوة الرجل، واستعلائه على المرأة، واحتقاره لها. من الكلمات التي يمكن أن تنشر هنا: «أنت حيوانة يا حبيبتي. هذه طبيعتك. اسمحي لي أن أحررك. أعرف أنك تريدينني، أعرف أنك تريدينني، أعرف أنك تريدينني..».
غير كلمات الأغنيتين، يوجد اللحنان، والوتيرتان، والنمطان الموسيقيان. لكن، حتى هنا، توجد اختلافات. إذن يوجد تشابه، يوجد في الثرثرة الخلفية للأغنية. مثل أن كل واحدة سجلت خلال حفل صاخب. لكن، تردد أغنية ثيك كلمة «وو وو وو»، التي اشتهر بها مارفين غاي. هل هذه «سرقة» تكلف 7 ملايين دولار؟
كما تساءل كريس رتشار، الناقد الفني: «تظل الموسيقى سلسلة متصلة من التهجين، والتغيير، والدمج، والاقتباس. تظل غير قابلة لحكم محكمة. تظل حوارا بين الأجيال والثقافات. لهذا، يبدو مستحيلا الفصل بين نغمة ونغمة، بين كسرة وكسرة».
جدل فني حول «استعارة» أو «نسخ» الأغنيات الشهيرة من دون إذن
«سرقة» أغنية مارفين غاي تكلف المغني ثيك 7 ملايين دولار
جدل فني حول «استعارة» أو «نسخ» الأغنيات الشهيرة من دون إذن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة