ارتياح في روسيا لتزايد الإقبال على اللقاح

أشخاص ينتظرون أدوارهم للحصول على لقاح «كورونا» في مركز بموسكو (أ.ب)
أشخاص ينتظرون أدوارهم للحصول على لقاح «كورونا» في مركز بموسكو (أ.ب)
TT

ارتياح في روسيا لتزايد الإقبال على اللقاح

أشخاص ينتظرون أدوارهم للحصول على لقاح «كورونا» في مركز بموسكو (أ.ب)
أشخاص ينتظرون أدوارهم للحصول على لقاح «كورونا» في مركز بموسكو (أ.ب)

أعربت السلطات الصحية الروسية عن ارتياح لتزايد وتائر عمليات التلقيح ضد فيروس كورونا في البلاد، رغم تواصل السجالات حول مخاوف قطاعات واسعة من فرض التلقيح الإلزامي على الروس، وهو أمر لم تستبعده السلطات في عدد من الأقاليم بعدما كانت لجأت الشهر الماضي إلى فرض التلقيح الإلزامي على فئات محددة من القطاعات المهنية.
وأشارت الأرقام الحديثة الصادرة عن غرفة العمليات الخاصة بمتابعة الوضع حول تفشي الوباء إلى ارتفاع ملحوظ في نسب الإقبال على التلقيح. ووفقاً للمعطيات، فقد تلقى 15 في المائة من البالغين جرعتي اللقاح حتى 22 يوليو (تموز) الجاري، وهي نسبة تعادل نحو 22 مليون روسي، في حين تلقى جرعة واحدة حتى التاريخ ذاته 33.8 مليون روسي، أي ما يعادل 23 في المائة من السكان. وهو رقم لافت دل على المنحى التصاعدي السريع للإقبال على اللقاح خلال الأسابيع الأخيرة.
ورحّب الناطق الرئاسي دميتري بيسكوف، أمس، بهذه النتائج، وقال إن «وتائر حملة التطعيم ضد فيروس كورونا في روسيا ازدادت بشكل ملحوظ». وزاد أن «حملة التطعيم العام في البلاد ازدادت بسرعة، ويتزايد وعي المواطنين باستمرار... وهذه هي أولويتنا بلا شك».
وعلق بيسكوف على معطيات تحدثت عن فشل روسيا في الترويج للقاحاتها خارج البلاد حتى الآن، مشيراً إلى أن «الحديث لا يدور عن فشل الإمدادات، بل عن تأخرها، ويجري حالياً عمل نشيط بهذا الخصوص. وكنا نقول دائماً إن الأولوية الرئيسية هي تلبية حاجات المواطنين الروس إلى اللقاحات».
وأكد، في الوقت ذاته، أن «روسيا ستنفذ كل التزاماتها بشأن تصدير لقاح (سبوتنيك V)، وفيما يخص التزاماتنا في الأسواق الخارجية، بما فيها في الأرجنتين، فسننفذها برغم أنه حصل هناك تأخر، والصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة على اتصال مع شركائه من أجل تسوية المشاكل التي لا مفر منها».
في غضون ذلك، أعلنت نائبة رئيس الوزراء الروسي تاتيانا غوليكوفا أنه من الضروري في روسيا تحقيق المناعة الجماعية ضد كورونا بنسبة 80 في المائة حتى مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وكانت روسيا أعلنت، بداية العام، أنها تتوقع الوصول إلى هذه النتيجة مع حلول الصيف الحالي، لكن ضعف الإقبال خلال الشهور الماضية على عمليات التلقيح حال دون ذلك.
وقالت فوليكوفا، خلال اجتماع للحكومة حضره الرئيس فلاديمير بوتين، إن «جميع المناطق تواجه تحديات في تسريع وتيرة التطعيم». وأضافت: «قررنا أنه يجب أن نتحرك نحو تحقيق المناعة الجماعية بنسبة 80 في المائة، ووضعنا هذه المهمة في المقام الأول، التي يجب الوصول إليها على الأقل بحلول نوفمبر 2021».
ومع انخراط المؤسسات الروسية في التشجيع على توسيع عمليات التطعيم، أعلن البرلمان الروسي أنه يدرس مشروع قانون يجرم كل من يطلق دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحض على الامتناع عن تلقي اللقاح.
في غضون ذلك، تواصل الاستقرار في معدلات تفشي الوباء في روسيا للأسبوع الثاني على التوالي، ورغم أن أرقام الإصابات ما زالت عالية، وتراوح عند معدل 24 ألف إصابة يومياً، فإن الاستقرار النسبي عند هذا المعدل أثار تكهنات بقرب تجاوز روسيا مرحلة الذروة في الموجة الثالثة من تفشي الوباء.
وسجلت روسيا خلال الساعات الـ24 الماضية، 24.470 إصابة جديدة بفيروس كورونا، و796 حالة وفاة، وهي أكبر حصيلة وفيات يومية منذ بداية تفشي الوباء.
وأعلن المركز الروسي لمكافحة تفشي الوباء، أن الإصابات الجديدة توزعت على كل أقاليم روسيا الـ85، وأن نحو 10 في المائة من الإصابات الجديدة لم تكن حاملة لأعراض المرض. وتم تسجيل أكبر عدد من الإصابات خلال اليوم الأخير، في موسكو (4287)، تليها مدينة سان بطرسبورغ (1943)، ثم مناطق ريف العاصمة الروسية (1835).
وارتفع بذلك إجمالي عدد الإصابات التي تم تسجيلها في روسيا منذ بداية تفشي الوباء إلى 6 ملايين و54711 إصابة، وتعافى 5 ملايين و427457 شخصا، بينهم 22660 خلال اليوم الأخير، فيما ارتفعت حصيلة الوفيات إلى 151501 حالة حتى يوم أمس.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».