«العشرين» تدرس الضريبة على الشركات متعددة الجنسيات

وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو يلقي كلمة خلال مؤتمر صحافي في نهاية الدورة المشتركة لوزراء الخارجية لمجموعة العشرين (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو يلقي كلمة خلال مؤتمر صحافي في نهاية الدورة المشتركة لوزراء الخارجية لمجموعة العشرين (أ.ف.ب)
TT

«العشرين» تدرس الضريبة على الشركات متعددة الجنسيات

وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو يلقي كلمة خلال مؤتمر صحافي في نهاية الدورة المشتركة لوزراء الخارجية لمجموعة العشرين (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو يلقي كلمة خلال مؤتمر صحافي في نهاية الدورة المشتركة لوزراء الخارجية لمجموعة العشرين (أ.ف.ب)

يبدأ وزراء مال دول مجموعة «العشرين»، اليوم (الجمعة)، في مدينة البندقية اجتماعات يتصدر إصلاح النظام الضريبي للشركات متعددة الجنسيات جدول أعمالها بهدف وضع حد للملاذات والإغراق الضريبيين عبر فرض رسوم لا تقل عن 15 بالمائة على الأرباح، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وبرئاسة إيطاليا، يلتقي وزراء المال في أغنى 19 دولة في العالم والاتحاد الأوروبي حضورياً للمرة الأولى منذ اجتماع فبراير (شباط) 2020 في الرياض، في بدايات جائحة «كوفيد -19».
واختارت وزيرة الخزانة الأميركي جانيت يلين، ورئيسة البنك الدولي كريستين لاغارد، أو وزير المال الروسي أنتون سيلوانوف الحضور شخصياً، بينما قررت الصين والهند المشاركة عن بُعد في الاجتماعات.
وقد فرضت إجراءات أمنية مشددة في الحي الذي سيعقد فيه الاجتماع، وأُقيمت حواجز للتدقيق بالهويات، وتقوم مروحيات بطلعات منتظمة فوق البندقية.
وأيدت كل دول مجموعة «العشرين» الإطار العام لهذا الإصلاح الضريبي الذي بحث في الأول من يوليو (تموز)، برعاية منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي. لكن ينبغي التوصل إلى «توافق سياسي» من أجل اعتماده.
وجاء في مسودة بيان تناقش في البندقية أن وزراء المال في مجموعة «العشرين» سيقرون هذا الاتفاق «التاريخي على هندسة ضريبية دولية أكثر استقراراً وعدلاً».
ويناقش هذا الاصلاح منذ سنوات، ويقوم على أساسين؛ يقضي الأول بفرض نسبة ضريبية عالمية دنيا، والثاني باعتماد نظام يهدف إلى توزيع الضريبة بشكل أكثر عدالة على الشركات متعددة الجنسيات استناداً إلى أرباحها المسجلة في كل بلد، بغض النظر عن مكان إقامتها الضريبي.
ويشمل الجانب الثاني خصوصاً شركات الإنترنت العملاقة المعروفة بـ«غافا» («غوغل» و«أمازون» و«فيسبوك» و«آبل») التي تميل إلى اعتماد سياسة التجنب الضريبي، مقيمة مقارها في أماكن تعتمد أدنى مستوى من الضرائب.
ويتوقع أن يوجه وزراء المال نداء إلى الدول المترددة والمتحفظة على الانضمام إلى الاتفاق إذ إن 131 من أصل 139 دولة عضواً في المجموعة المعروفة باسم «الإطار الشامل»، في منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي التي تضم الدول المتقدمة والناشئة، وقعت حتى الآن على الإعلان.
وأحجمت حتى الآن آيرلندا والمجر وإستونيا ونيجيريا وكينيا وسريلانكا وباربادوس، وكذلك سانت فينسينت وغرينادين، وكلها دول تفرض نسب ضرائب متدنية بغية اجتذاب الشركات الكبيرة.
وتؤيد دول عدة من بينها الولايات المتحدة وألمانيا فرض نسبة ضريبة تزيد على 15 بالمائة، لكن لا أوهام لديها. وقال مسؤول حكومي ألماني: «يجب أن نكون واقعيين. فبعض الدول الأخرى لديها مشكلة مع النسبة الحالية»، التي ستبقى مبدئياً على حالها.
لكن هل يعني ذلك انتهاء الملاذات الضريبية؟ يشكك بعض الخبراء في ذلك، مثل جوليان ونوتشي أستاذ الاستراتيجيات في معهد بوليتكنيكو في ميلانو.
وأوضح أن «النسب المحددة من قبل الدول المختلفة قد تتفاوت قليلاً، وسيبقى التجنُّب الضريبي في صلب استراتيجيات عمالقة التكنولوجيا والشركات متعددة الجنسيات الأخرى».
ويتوقع أن تدعم مجموعة «العشرين» مبادرة «صندوق النقد الدولي» لزيادة المساعدات إلى أضعف دول العالم على شكل حقوق سحب خاصة تبلغ قيمتها 650 مليار دولار.
وكان قادة مجموع السبع أعلنوا، خلال قمتهم في يونيو (حزيران)، أنهم يريدون حشد مائة مليار دولار لمساعدة الدول المعوزة، ولا سيما في أفريقيا على تحقيق الانتعاش الاقتصادي بعد الجائحة.
وأعطى مجلس إدارة صندوق النقد الدولي الخميس موافقته على زيادة الاحتياطات، وقدرات الإقراض في المؤسسة، بمبلغ 650 مليار دولار على ما أعلنت الجمعة مديرته العامة كريستالينا غورفييفا.
وقالت إن حقوق السحب الخاصة هذه: «هي الأكبر في تاريخ الصندوق»، موضحة أن في حال أقر مجلس حكام الصندوق الاقتراح سيبدأ التنفيذ «بحلول نهاية اغسطس (آب)».
وجاء في مسودة الإعلان الختامي أن مجموعة «العشرين» تدعو إلى «مساهمات من كل الدول القادرة على ذلك لتحقيق هدف طموح خدمة للدول الضعيفة»، من دون أن تحدد مبلغاً معيناً.
وقررت مجموعة «العشرين» في أبريل (نيسان) 2020 تعليق تسديد الفائدة على ديون أفقر دول العالم ومدته خلال اجتماعها الأخير في أبريل 2021 إلى نهاية السنة الراهنة.
لكن تأثير هذه المبادرة كان محدوداً نسبياً، لأن الدائنين الخاصين لم يشاركوا فيها.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، اعتمدت مجموعة «العشرين» «إطاراً مشتركاً» لتخفيف عبء الدين طلبت أثره كل من تشاد وإثيوبيا وزامبيا إعادة هيكلة دينها.


مقالات ذات صلة

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمته في الجلسة الثالثة لقمة دول مجموعة العشرين (واس)

السعودية تدعو إلى تبني نهج متوازن وشامل في خطط التحول بـ«قطاع الطاقة»

أكدت السعودية، الثلاثاء، أن أمن الطاقة يمثل تحدياً عالمياً وعائقاً أمام التنمية والقضاء على الفقر، مشددة على أهمية مراعاة الظروف الخاصة لكل دولة.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا في اليوم الأخير من القمة (إ.ب.أ)

قمة الـ20 تعطي معالجة الفقر والمناخ زخماً... لكنها منقسمة حول حروب الشرق الأوسط وأوكرانيا وترمب

نجحت البرازيل بصفتها الدولة المضيفة في إدراج أولويات رئيسية من رئاستها في الوثيقة النهائية لقمة العشرين بما في ذلك مكافحة الجوع وتغير المناخ.

أميركا اللاتينية الجلسة الافتتاحية لقمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (أ.ف.ب)

إطلاق «التحالف العالمي ضد الجوع» في «قمة الـ20»

أطلق الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، «التحالف العالمي ضد الجوع والفقر»، وذلك خلال افتتاحه في مدينة ريو دي جانيرو، أمس، قمة «مجموعة العشرين».

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو )
العالم لقطة جماعية لقادة الدول العشرين قبيل ختام القمّة التي عُقدت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية (إ.ب.أ)

«قمة العشرين» تدعو لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

أعلنت دول مجموعة العشرين في بيان مشترك صدر، في ختام قمّة عُقدت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية أنّها «متّحدة في دعم وقف لإطلاق النار» في كل من غزة ولبنان.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)

«طيران الإمارات»: تأخير تسليم طائرات بوينغ عرقل قدرتنا على التوسع

شعار «طيران الإمارات» على طائرة ركاب بمطار دبي الدولي (رويترز)
شعار «طيران الإمارات» على طائرة ركاب بمطار دبي الدولي (رويترز)
TT

«طيران الإمارات»: تأخير تسليم طائرات بوينغ عرقل قدرتنا على التوسع

شعار «طيران الإمارات» على طائرة ركاب بمطار دبي الدولي (رويترز)
شعار «طيران الإمارات» على طائرة ركاب بمطار دبي الدولي (رويترز)

قال تيم كلارك، رئيس شركة طيران الإمارات، اليوم الأربعاء، إن الشركة «محبَطة»؛ لأنها تحتاج إلى طائرات، مضيفاً أنه لو جرى تسليم طائرات «بوينغ 777-9 إكس» في الموعد المحدد لكانت الشركة قد حصلت على 85 طائرة حتى الآن.

وأضاف كلارك، في فعالية بمناسبة تسليم أول طائرة من طراز «إيرباص إيه-350» للشركة الإماراتية: «نسعى للتوسع، كما تعلمون. لكن جائحة كوفيد-19 وسلاسل التوريد قيّدت قدراتنا».

وأبدت طيران الإمارات، أكبر شركة طيران في الشرق الأوسط، استياءها بشكل متزايد بسبب التأخير والضبابية المحيطة بتسليم طائرات «777-9 إكس»، والتي تفاقمت بسبب إضراب للعاملين في مصنع «بوينغ» استمر لأسابيع.

ورداً على سؤال عما إذا كانت هناك أي خطط لمراجعة الطلبيات في ظل التأخير، قال كلارك إن الشركة ستنتظر وترى.

وقال: «مع انتهاء الإضراب وضخ 21 مليار دولار في الشركة، آملُ في أن يعملوا، على مدى الأشهر القليلة المقبلة، على ترتيب أوضاعهم. نتابع ذلك من كثب».

وذكر الرئيس التنفيذي الجديد لـ«بوينغ»، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أن شركة صناعة الطائرات أبلغت العملاء بأنها تتوقع أول تسليم لطائرات «777-9 إكس» في 2026، وذلك بسبب التحديات في التطوير وتوقف اختبار الطيران والعمل.

وقال كلارك أيضاً إن طائرة «إيرباص إيه-350» الجديدة ستقود المرحلة التالية من نمو طيران الإمارات، مما سيمكّنها من دراسة تسيير رحلات إلى وجهات جديدة.