توصل فريق بحثي ألماني إلى فاعلية عقار تجريبي في علاج الاضطرابات الهضمية التي تحدث عندما يأكل شخص حساس وراثياً للغلوتين (أطعمة تحتوي على هذا البروتين الموجود في القمح والشعير)، وتم إعلان نتائج التجارب التي أُجريت على هذا العقار أول من أمس في دورية «نيو إنغلاند الطبية». وتشمل أعراض الاضطرابات الهضمية الإسهال وآلام البطن والتعب وفقدان الوزن، ويكمن وراء كل ذلك قيام جهاز المناعة عند هؤلاء بتدمير الهياكل الشبيهة بالشعر في البطانة المعوية التي تسمى «الزغابات»، وهي المسؤولة عن امتصاص العناصر الغذائية من الطعام، لذلك قد يصاب هؤلاء الأشخاص بسوء التغذية ومشكلات مثل فقر الدم وترقق العظام.
وقال ديتليف شوبان، الباحث بالمركز الطبي لجامعة جوهانيس جوتنبريغ الألمانية، الباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشرته شبكة (هيلث داي) بالتزامن مع نشر الدراسة، إن «العلاج الوحيد في الوقت الحالي هو التجنب الصارم للغلوتين في النظام الغذائي اليومي، غير أنه من الصعب الحفاظ على نظام مثل هذا مدى الحياة، حيث يوجد الغلوتين في كثير من الأطعمة المصنّعة، مثل المعكرونة والصلصات والحساء ورقائق البطاطس».
ونظرت الدراسة الجديدة، التي قادها شوبان ورفاقه، فيما إذا كان دواءً تجريبياً يسمى (ZED1227) يمكن أن يمنع هذا الضرر المعوي. ويوضح أن العقار يثبط نشاط إنزيم يسمى ترانسجلوتاميناز2 (TG2) في الأمعاء، ويلعب هذا الإنزيم دوراً رئيسياً في استجابة المناعة الذاتية التي تميز الاضطرابات الهضمية.
وخلال تجربة ضمت 163 بالغاً يعانون من مرض الاضطرابات الهضمية، قام الباحثون بتقسيم المرضى بشكل عشوائي إلى واحدة من أربع مجموعات، ثلاث منها أُعطي من فيها جرعات مختلفة من العقار ليأخذوها كل صباح لمدة ستة أسابيع، وأخذت المجموعة الرابعة حبوب الدواء الوهمي. وبعد 3 دقائق من كل جرعة صباحية، تناول مرضى الدراسة بسكويتاً يحتوي على كمية معتدلة من الغلوتين، كطريقة لاختبار قدرة الدواء على منع الالتهاب الناجم عن الغلوتين. ووجدت التجربة أنه بعد ستة أسابيع، أظهر المرضى الذين تناولوا أي جرعة من الدواء علامات أقل على تلف الأمعاء، مقابل مجموعة الدواء الوهمي.
علاج واعد لاضطرابات مرضى حساسية الغلوتين الهضمية
علاج واعد لاضطرابات مرضى حساسية الغلوتين الهضمية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة