تصعيد حوثي بالحديدة والجيش اليمني يستعيد مواقع في البيضاء

TT

تصعيد حوثي بالحديدة والجيش اليمني يستعيد مواقع في البيضاء

أفادت مصادر عسكرية رسمية بأن الميليشيات الحوثية واصلت أمس (الجمعة) خروقها للهدنة الأممية في مناطق متفرقة من محافظة الحديدة الساحلية (غرب)، وذلك بالتزامن مع استعادة الجيش ورجال القبائل العديد من المواقع في محافظة البيضاء (جنوب شرق صنعاء).
في هذا السياق، أفاد المركز الإعلامي لألوية العمالقة بأن الميليشيات الحوثية تكبّدت خلال الـ24 الساعة الماضية، خسائر بشرية ومادية ثقيلة في صفوفها، إثر تصعيدها وخروقها لاتفاق التهدئة بجبهات القتال جنوب الحديدة.
ونقل المركز عن مصدر عسكري في القوات المشتركة قوله إن ميليشيا الحوثي عاودت هجومها، في ساعات متأخرة من مساء الخميس، لانتشال جثث قتلاها الذين لقوا حتفهم شمال غربي منطقة بيت مغاري غرب مدينة حيس.
وبحسب المصدر، فإن هذا الهجوم تزامن مع هجوم مماثل للميليشيات من جهة مفرق العدين غرب المدينة المحاذي للحدود الإدارية لمحافظة إب، لكن القوات المشتركة تصدت للهجوم دون أن تحقق الميليشيات أي تقدم على الأرض.
وبينما تستمر الجماعة المدعومة من إيران في انتهاك الهدنة الأممية القائمة بموجب اتفاق ستوكهولم منذ أواخر 2018، أفاد الإعلام العسكري بأن هذه الانتهاكات تسببت في مقتل وإصابة 40 مدنياً بينهم 12 طفلاً وامرأة، في مناطق الساحل الغربي اليمني، خلال 43 يوماً ماضية.
وبحسب مصادر طبية، فإن المستشفيات والمراكز الطبية في المناطق المحررة بالساحل الغربي استقبلت منذ 17 مايو (أيار) الماضي إلى نهاية شهر يونيو (حزيران)، ما لا يقل عن 40 مدنياً، بينهم 12 طفلاً وامرأة، قتلوا وأصيبوا بوسائل قتل حوثي مختلفة.
وأوضحت المصادر أن عدد القتلى بلغ 8 مدنيين، بينهم امرأتان، وأن منهم 3 مدنيين قتلوا بانفجار ألغام وعبوات ناسفة، وثلاثة آخرين سقطوا بطلق ناري، وأن اثنين آخرين قتلا بشظايا قذائف مدفعية.
وبيّنت المصادر أن 32 مدنياً بينهم 4 نساء و6 أطفال تعرضوا للإصابة، حيث أصيب منهم 10 مدنيين بانفجار مخلفات الحوثي، و9 آخرون بطلق ناري، و13 مدنياً بشظايا قذائف متنوعة.
وأشارت المصادر إلى أن مديرية حَيْس تصدرت المركز الأول لأعداد الضحايا بواقع 12 مدنياً، تليها مديرية التحيتا بـ11 مدنياً، فيما توزعت الحالات الأخرى على مدينة الحديدة، ومديريات الدريهمي، والخوخة وذو باب.
وكان الإعلام العسكري للقوات المشتركة (حكومية) كشف عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 57 مدنياً، بينهم 27 طفلاً وامرأة، منذ بداية شهر مارس (آذار) إلى منتصف شهر مايو من العام الجاري، في مناطق الساحل الغربي، بنيران ميليشيات الحوثي، ضمن خروق الجماعة المتكررة للهدنة الأممية وجرائمها المستمرة ضد المدنيين.
على صعيد آخر، أفادت مصادر الإعلام العسكري بأن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية أطلقت، صباح أمس (الجمعة)، عملية عسكرية في مديرية الصومعة بمحافظة البيضاء، بهدف استعادة السيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي.
وبحسب هذه المصادر، شنّت القوات الحكومية هجوماً واسعاً على مواقع وتجمعات لميليشيا الحوثي إلى الغرب من مركز مديرية الصومعة باتجاه مديرية البيضاء، شاركت فيه وحدات من الجيش بالإضافة إلى المقاومة الشعبية في جبهة الحازمية.
وأسفرت العملية - وفق المصادر - عن تحرير مواقع عدة، من بينها شاردة الأريل وقرية ذي مضحاكي وصولاً إلى منطقة المسحر، في حين ما زالت القوات تحاصر مجاميع أخرى من الميليشيات.
وفي جبهات محافظة مأرب المجاورة، أفادت المصادر بأن الميليشيات الحوثية تحاول إعادة ترتيب صفوفها بعد أن تلقت خسائر كبيرة في الأيام الأخيرة جراء هجماتها المتكررة في مناطق الكسارة والمشجح وجبل مراد والمناطق الأخرى في الشمال الغربي للمحافظة.
وبحسب تقديرات عسكرية، فإن الميليشيات خسرت أكثر من 7 آلاف عنصر على الأقل منذ كثفت الهجمات على مأرب ابتداء من فبراير (شباط) الماضي، غير أن ذلك لم يحل بينها وبين تكرار الهجمات واستقدام المزيد من المقاتلين، إذ تراهن على مواصلة القتال للسيطرة على موارد المحافظة النفطية.
وترفض الميليشيات المدعومة من إيران حتى اللحظة خطة أممية مدعومة أميركياً ودولياً لوقف القتال مقابل تدابير إنسانية واقتصادية تتعلق بإعادة تشغيل الرحلات التجارية من مطار صنعاء وتخفيف قيود الرقابة المفروضة على الواردات إلى ميناء الحديدة مقابل تحويل عائدات الجمارك لصرف رواتب الموظفين.
ولا تزال الإدارة الأميركية تراهن على الضغوط التي تبذلها لإرغام الجماعة الانقلابية على وقف الحرب بموجب الخطة الأممية، لكن مراقبين يمنيين يرون أن الجماعة لن تستجيب لهذه الضغوط إلا بمقدار ما يمكن أن تحققه من مكاسب سياسية واقتصادية تكفل لها الاستمرار في مساعيها لتوطيد أركان الانقلاب والهيمنة على البلاد.


مقالات ذات صلة

نتنياهو يوجه الجيش بـ«تدمير البنى التحتية» للحوثيين

المشرق العربي قادة حوثيون ومسؤولون أمميون يتفقدون آثار الضربات الإسرائيلية في الحديدة (أ.ف.ب)

نتنياهو يوجه الجيش بـ«تدمير البنى التحتية» للحوثيين

أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعضاء الكنيست، أمس، بأنه طلب من الجيش تدمير البنى التحتية التابعة للحوثيين بعدما أطلق انقلابيو اليمن صواريخ.

«الشرق الأوسط» (القدس)
العالم العربي منذ أكثر من عام بدأت الجماعة الحوثية هجماتها في البحر الأحمر وتصعيدها ضد إسرائيل (أ.ف.ب)

تطورات المنطقة وأوضاع الداخل تعزز خلافات الأجنحة الحوثية

تفاقمت الخلافات بين الأجنحة الحوثية على مستقبل الجماعة، بسبب المواجهة مع إسرائيل والغرب، بين المطالبة بتقديم تنازلات والإصرار على التصعيد.

وضاح الجليل (عدن)
الولايات المتحدة​ أرشيفية لمقاتلة أميركية تستعد للإغارة على مواقع للحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

الجيش الأميركي يعلن سقوط مقاتلة في البحر الأحمر بـ«نيران صديقة»

أعلن الجيش الأميركي، أن طيارين اثنين من البحرية الأميركية قد تم إسقاطهما فوق البحر الأحمر في حادثة تبدو أنها نتيجة «نيران صديقة».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي لقطات نشرها الجيش الإسرائيلي في 19 ديسمبر 2024 تظهر غارات إسرائيلية على أهداف للحوثيين (رويترز)

اليمن يدين الغارات الإسرائيلية ويحمّل الحوثيين المسؤولية

وسط قلق أممي من التصعيد، أدان مجلس القيادة الرئاسي في اليمن الغارات الإسرائيلية الجديدة على صنعاء والحديدة، وحمّل الحوثيين مسؤولية تعريض اليمن لانتهاك سيادته.

علي ربيع (عدن)
تحليل إخباري دمار كبير في إحدى محطات الكهرباء بصنعاء إثر الغارات الإسرائيلية (رويترز)

تحليل إخباري ضربات إسرائيل في صنعاء تضاعف المخاوف المعيشية والأمنية

يخشى السكان في صنعاء من تأثير الضربات الإسرائيلية على معيشتهم وحياتهم ومن ردة فعل الجماعة الحوثية واستغلال الفرصة لمزيد من الانتهاكات بحقهم.

وضاح الجليل (عدن)

مقتل شخصين وجرح آخر في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان

القوات الإسرائيلية تفجر عدة منازل في جنوب لبنان (رويترز)
القوات الإسرائيلية تفجر عدة منازل في جنوب لبنان (رويترز)
TT

مقتل شخصين وجرح آخر في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان

القوات الإسرائيلية تفجر عدة منازل في جنوب لبنان (رويترز)
القوات الإسرائيلية تفجر عدة منازل في جنوب لبنان (رويترز)

قتل شخصان وجرح شخص آخر في غارة إسرائيلية مساء اليوم (الاثنين)، على جنوب لبنان.

ووفقاً لوكالة الأنباء الألمانية، سقط قتيلان وجرح شخص في غارة إسرائيلية استهدفت مجموعة من الأشخاص قرب المدرسة الرسمية في بلدة الطيبة في جنوب لبنان، بحسب ما أعلنت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية.

ونفذت القوات الإسرائيلية تفجيراً كبيراً في بلدة كفركلا في جنوب لبنان، أدى إلى تدمير حارة بكاملها وسط البلدة، بحسب ما أعلنته قناة «المنار» المحلية التابعة لـ«حزب الله».

وأقدمت القوات الإسرائيلية على تفجير عدة منازل بمنطقتي البستان والزلوطية في قضاء صور جنوب لبنان، بحسب ما أعلنت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية.

ونفذت جرافة إسرائيلية بعد ظهر اليوم، عملية تجريف بحماية دبابة ميركافا عند الأطراف الشمالية لبلدة مارون الراس في جنوب لبنان، وسط إطلاق رصاص متقطع باتجاه أطراف مدينة بنت جبيل الجنوبية، بحسب ما أعلنته قناة «المنار» المحلية التابعة لـ«حزب الله».

كما أقدم الجيش الإسرائيلي على تفجير عدد من المنازل في بلدة الناقورة، تزامناً مع تحليق للطيران المروحي والاستطلاعي الإسرائيلي في أجواء المنطقة.

ورفع الجيش الإسرائيلي العلم الإسرائيلي على تلة في منطقة إسكندرونا بين بلدتي البياضة والناقورة المشرفة على الساحل عند مدخل بلدة الناقورة الرئيس في جنوب لبنان.

يذكر أن الرئيس الأميركي جو بايدن كان قد أعلن في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. وبدأ تنفيذ وقف إطلاق النار فجر اليوم التالي.

وتخرق إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ بشكل يومي.