تحتفل شعوب العالم في الثامن من هذا الشهر باليوم العالمي للمرأة. وبهذه المناسبة اختارت هيئة تحرير المجلة النسائية التي توزع مع صحيفة «لوفيغارو» الباريسية، 30 امرأة متميزة دون الثلاثين من العمر، من مختلف الجنسيات، تساهم كل واحدة منهن في صناعة الغد، في بلدها والعالم. وقد ضمت قائمة التفوق شابتين من العالم العربي هما التونسية أميرة يحياوي والمصرية مريم حازم.
ووصفت المجلة الشابات المختارات بأنهن «لامعات وجريئات وباعثات على الإعجاب ويساهمن في صناعة الغد»، انطلاقا من قناعة بأن بناء المستقبل لن يتم من دون النساء. وجاء في تقديم الموضوع أن التاريخ تجاهل المرأة طويلا فإنه لا يمكن أن ينسى نضالها. ولم تعد هناك حاجة، اليوم، لإثبات أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية تعتمد عليها وأن حضورها يعزز النتائج التي تحققها المؤسسات. كما أن حرية المرأة باتت الدليل على عافية المجتمع. وبدل التركيز على الأوضاع الكارثية للنساء في مناطق النزاع، قررت هيئة التحرير البحث عن الدماء الشابة من النساء اللواتي يعملن بدأب في سبيل تطوير مجتمعاتهن. إنهن الشابات اللواتي يمتلكن المستقبل رغم الكثير من المعوقات.
للتونسية أميرة يحياوي مدونة تواصل الكتابة فيها كل يوم للدفاع عن حقوق بنات بلدها. ومثالها الأعلى في نشاطها هو والدها الذي كان قاضيا رافضا للخنوع في زمن النظام السابق. وقد اكتسبت أميرة وعيها منذ أن كانت في سن 17 عاما وذلك بعد موت ابن عم لها تحت التعذيب. وهي قد اكتشفت أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في توعية الناس بعد حادثة البائع الجوال البوعزيزي، فقررت تكريس مدونتها لمناصرة الثورة والاحتجاج على اعتقال المدونين، الأمر الذي بلغت أصداؤه الرأي العام العالمي.
قبل 3 سنوات، بعد انتصار الثورة، أنشأت أميرة مدونة بعنوان «البوصلة» التي كانت تتابع فيها التجاوزات التي تعرقل الديمقراطية الوليدة وتنتقد تغيب نواب الشعب عن حضور جلسات الجمعية الوطنية وتكشف تناقضات بعضهم وتبلغ القراء بقرارات البرلمان أولا بأول. وكان الهدف الأساس حماية القانون التونسي للأحوال الشخصية الذي يعتبر من أكثر التشريعات إنصافا للمرأة في البلاد العربية. وبناء على نشاطها، حصلت أميرة، في العام الماضي، على جائزة مؤسسة شيراك، في فرنسا، وورد اسمها في لائحة مجلة «أرابيان بيزنس» كواحدة من أكثر النساء العربيات تأثيرا. لكن أميرة ما زالت تؤمن أن الثورة لم تنته وتأمل أن يسير الإنفاق الحكومي في طريق تعمير الاقتصاد التونسي.
تبلغ مريم حازم من العمر 23 عاما. ورغم حداثة سنها فإن هذه المصرية نالت، في الخريف الماضي، جائزة «كارتييه» للمبادرات النسائية عن منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط. وهي شريكة في تأسيس ورشة «إصلاح» المصري للتصميم. وتعمل مريم مع طاقم نسائي بالكامل لإعادة الاعتبار للأكياس البلاستيكية التي تتولى إعادة تدويرها لإنتاج بضائع وقطع أثاث أنيقة. وفي ربيع العام الماضي وصلت كراسي أميرة إلى صالون ميلانو للأثاث في إيطاليا. وكانت مشاركة الورشة في هذا الملتقى العالمي المهم فرصة للحصول على طلبات شراء من الكويت وبريطانيا وإيطاليا نفسها.
عربيتان في قائمة 30 شابة من العالم يصنعن الغد
اختارتهما صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية بمناسبة يوم المرأة
عربيتان في قائمة 30 شابة من العالم يصنعن الغد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة