ألقى شعار معرض الرياض الدولي للكتاب «الكتاب.. تعايش» بظلاله على أجواء المعرض، وسم من خلال شعاره ملامح المعرض في دورته الجديدة وافتتح أبوابه للزوار أمس بعد انطلاقته ليلة البارحة الأولى، إذ خلا من المظاهر التي كانت تغلف أجواءه في الأعوام الماضية رغم نجاحاته كحدث ثقافي سنوي لافت، ليأتي المعرض هذا العام في ظل أحداث إقليمية ذات شأن، وفي مرحلة مهمة من تاريخ الأمة التي تسود فيها تنظيمات العنف والإرهاب، وتطغى على المشهد لغة القتل والدمار والاحتقان ليأتي الكتاب رافعا سلاح التعايش ومجسدا من خلال معروضاته وفعاليته هذا الشعار إذ غابت في يومه الأول المظاهر التي كانت تغلف أجواءه في الأعوام الماضية واختفت مظاهر الاحتقان والتوجس والخوف من معروضات وعناوين بعض دور النشر التي يرى الغاضبون أنها تخالف السائد والمألوف وتمس الثوابت والمسلمات وهي رؤى شخصية بحتة ومتشددة ولا تعبر عن الواقع خاصة أن هذه العناوين خضعت للرقابة قبل فسحها والسماح بعرضها وبيعها في دور النشر المشاركة.
ولوحظ أن الكثير من الزوار نهجوا أسلوبا حضاريا في إيصال ملاحظاتهم على المعروضات من الكتب من خلال تعبئة الاستمارات الخاصة بذلك التي وفرتها إدارة المعرض وإيصالها إليها والقيام بالبت فيها فورا والتأكد من مدى وجاهتها، وعلى ضوئها يتم مصادرة الكتب أو إرجاعها إلى ناشريها ومنع بيعها، أو تجاهل هذه الملاحظات وهو ما كان معمولا به سابقا.
وسار المعرض الذي فتح أبوابه للزوار أمس بهدوء وسكينه، وشهد تدفق أعداد كبيرة من الزوار سجل فيها العنصر النسائي الحضور الأكبر، كما حضر الطفل بقوة في المعرض، إذ تم عرض مجموعة من كتب الأطفال المتنوعة، وتخصيص ورش عمل وبيئات تدريب تعليمية وثقافية أشرف عليها مختصون، في حين سجلت أغلب دور النشر إقبالا فاق التوقعات خصوصا في الفترة الصباحية التي عادة ما يكون الحضور متواضعا نظرا لارتباط الزوار في أعمالهم، وتنوعت معروضات الدور المشاركة وكان للرواية وكتب السير والفلسفة والمؤلفات الحديثة المتعلقة بحركات الإسلام السياسي، وتبعات الربيع العربي.
ورغم تغريدات أطلقها متشددون على مواقع التواصل الاجتماعي، بضرورة حشد الطاقات والدعوة إلى حضور المعرض بقوة وكثرة للاحتجاج والوقوف في وجه ما سموه بالمخالفات الشرعية ومنع عرض عناوين وكتب تمس الثوابت والمسلمات إلا أن شيئا من هذا لم يحدث حيث ساد الهدوء أروقة المعرض وأجنحته ولم يتعرض البائعون وعارضو الكتب لأي نوع من الضغوطات.
إلى ذلك، بدأت أمس توقيعات الكتب من قبل مؤلفيها، بالمعرض، من خلال المنصتين الرجالية والنسائية، إذ وقع خلف الضيف على ديوانه «أكبر من غيابك»، وعبد الكريم الخزرج على كتابه «حدثني أحدهم»، وحامد العنزي على كتابه «مذكرات طالب»، ولجين حقي على كتابها «مقعد الاستجواب»، وبندر أبانمي على كتابه «مواقف الحرة في تجنب مشاركة الضرة»، وأحمد حسن مشرف على كتابه «ثورة الفن»، وماجد مقبل على رواية «سيكبر أنفها»، فضلا عن جملة من الكتب الحاضرة بمعرض الرياض الدولي للكتاب.
في مقابل ذلك، ضاعفت جامعة الملك سعود من تدويرها للكتب، من 4 آلاف كتاب خلال مشاركتها في المعرض العام الماضي، ليصل هذا العام إلى 8 آلاف كتاب.
واختارت الجامعة شعار «ضع كتابك وخذ آخر» ليكون أبرز زوايا جناحها، ضمن جهودها المجتمعية لتعميم هواية القراءة بين أفراد المجتمع.
من جانبها، شاركت دارة الملك عبد العزيز في المعرض، وذلك من خلال إصداراتها العلمية المتخصصة في التاريخ والجغرافيا والآثار والأطالس والموسوعات والكتب المترجمة من اللغة العربية وإليها في تاريخ السعودية وتاريخ الجزيرة العربية، وتعرض الدارة في جناحها المصمم على شكل قصر المربع التاريخي في مقر المعرض قائمة إصدارات تبلغ أكثر من 250 إصدارا ضمن سلاسل علمية هي سلسلة توثيق تاريخ الأسرة المالكة، وسلسلة مصادر تاريخ الجزيرة العربية المخطوطة، وسلسلة الإصدارات التوثيقية، وسلسلة الكتب المترجمة والأطالس والموسوعات، وسلسلة كتاب الدارة، وسلسلة الرسائل العلمية، بحيث تلبي اهتمامات القراء في مجال التاريخ والآثار والتراث، وتحقق تكاملا في توثيق حلقات التاريخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي للمجتمع السعودي.
كما تعرض الدارة في جناحها إصدارات الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس السعودية، وكذلك إصدارات مركز تاريخ مكة المكرمة الذي تشرف عليه الدارة باللغتين العربية والإنجليزية.
وقررت دارة الملك عبد العزيز عرض تلك الإصدارات بأسعار مخفضة تصل إلى 50 في المائة لتكون في متناول جميع الراغبين في اقتناء كتب الدارة، كما أتاحت الدارة من خلال برنامج «تواصل» إمداد المسجلين فيه بإصداراتها وإعلامهم بمناسباتها العلمية على مدار العام.
ومن أبرز الإصدارات التي تشارك بها الدارة لأول مرة في المعرض كتاب «معجم البلدان والقبائل في شبه الجزيرة العربية والعراق وجنوبي الأردن وسيناء» 12 مجلدا ترجمه وعلق عليه الدكتور عبد الله بن ناصر الوليعي، كما ستعرض الدارة في جناحها كتاب «الأوقاف على الحرمين الشريفين خارج المملكة العربية السعودية» تأليف الدكتور عبد الله بن ناصر السدحان، كذلك سيعرض لأول مرة كتاب «الحجيج التونسيون زمن الاستعمار الفرنسي» من تأليف نجيب بن مرعي، ومن الإصدارات الجديدة للدارة أيضا كتاب «موضع غزوة حنين» من تأليف عبد الله بن محمد الشايع، وكتاب «رد محمد بن ربيعة على أحمد بن منقور» مراجعة وتعليق أيمن بن عبد الرحمن الحنيحن، وكتاب «خير الدين الزركلي.. دراسة وتوثيق» تأليف أحمد إبراهيم العلاونة، وكتاب «الأعلاق» تحقيق سعد بن محمد آل عبد اللطيف.
ويعرض جناح جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية التي تعد أكبر ناشر للدراسات الأمنية عربيا وإقليميا نحو 580 إصدارا علميا، من مطبوعات الجامعة وإصداراتها في مختلف المجالات، التي أثرت المكتبة الأمنية العربية المتخصصة، كما تعرض مكتبة أمنية رقمية تخدم الأجهزة الأمنية العربية والباحثين والمهتمين، باعتبار المكتبة الإلكترونية مكونا أساسيا ورئيسيا من مكونات التعليم الحديث إضافة إلى الأدلة والنشرات التعريفية والملصقات والدوريات الإعلامية، وأفلام وثائقية تعرف بمناشط الجامعة وإبراز الجوانب المهمة من الإنجازات التي حققتها في مجال اختصاصها واهتمامها كمكافحة الإرهاب والمخدرات والظواهر الإجرامية المستحدثة والأمن الفكري، وحقوق الإنسان، ومكافحة الاتجار بالبشر والأمن النووي وغيرها.
اختفاء مظاهر الاحتقان والتوجس بمعرض الرياض للكتاب في يومه الأول
حضور قوي للمرأة والطفل ومؤلفات تبعات {الربيع العربي}
اختفاء مظاهر الاحتقان والتوجس بمعرض الرياض للكتاب في يومه الأول
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة