ارتياح يمني لإدراج الحوثيين على اللائحة الأممية لمنتهكي حقوق الأطفال

أطفال يمنيون يجلسون على صخور جبل في مديرية بني مطر بصنعاء (إ.ب.أ)
أطفال يمنيون يجلسون على صخور جبل في مديرية بني مطر بصنعاء (إ.ب.أ)
TT

ارتياح يمني لإدراج الحوثيين على اللائحة الأممية لمنتهكي حقوق الأطفال

أطفال يمنيون يجلسون على صخور جبل في مديرية بني مطر بصنعاء (إ.ب.أ)
أطفال يمنيون يجلسون على صخور جبل في مديرية بني مطر بصنعاء (إ.ب.أ)

أثار قرار الأمم المتحدة بتجديد إدراج الجماعة الحوثية على اللائحة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال ارتياحاً في الأوساط اليمنية، لا سيما الأوساط الحقوقية، إذ عده ناشطون قراراً مستحقاً لجهة الجرائم الواسعة التي ارتكبتها الجماعة بحق صغار السن، سواء عبر تجنيدهم للقتال أو باستهدافهم بالقصف والألغام وحرمانهم من حقوقهم الأساسية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قرر (الجمعة) تجديد إدراج الحوثيين على اللائحة الأممية السوداء للدول والجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال في تقريرها الصادر لهذا العام، 2021. وذلك بعد أن تم إدراجهم لأول مرة في عام 2007.
وعلى وقع القرار الأممي أطلق العشرات من الناشطين اليمنيين أمس (السبت) حملة إلكترونية واسعة تحت وسم (الحوثي قاتل الأطفال) لمطالبة المجتمع الدولي بتصنيف ميليشيا الحوثي منظمة إرهابية، ومساعدة أطفال اليمن كي ينعموا بحقهم في حياة آمنة يحصلون فيها على الحد الأدنى من حقوقهم التي أهدرتها ميليشيا الحوثي.
وبحسب مسؤول وحدة الرصد والتوثيق في التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، رياض الدبعي فإن الأمم المتحدة أدرجت الحوثيين لقائمة العار المنتهكين لحقوق الأطفال أثناء النزاع المسلح لأول مرة في 2007. وتم تجديد الاسم في 2016. فيما أقر أمين عام الأمم المتحدة بقاء الاسم ضمن قائمة العار هذا العام، بسبب ارتكابهم جميع الانتهاكات الستة بحق الأطفال، والتي منها التجنيد القسري والإخفاء والاختطاف والزج بهم للصفوف الأولى في القتال وأخذهم بالترغيب أو الترهيب.
وبين الدبعي لـ«الشرق الأوسط» أن الأمم المتحدة صنفت الحوثيين ضمن الفئة (أ) لأنها تمارس الانتهاكات ولا تقدم أي حلول أو مبادرات لحماية الأطفال في اليمن، في حين رحب الأمين العام بالتزامات الحكومة اليمنية بإنهاء كافة أشكال التجنيد التي تخص الأطفال والمبادرات التي تقدمها الحكومة لحماية الأطفال.
وقال الدبعي: «بحسب مسودة التقرير التي أصدرتها الأمم المتحدة فإنه تم توثيق اعتداءات جنسية ولفظية على الأطفال واختطافات ومنع وصول للمساعدات، بالإضافة لاغتصاب فتيات من قبل الحوثيين».
ورحب التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (تحالف رصد) بقرار الأمين العام للأمم المتحدة بتجديد إدراج ميليشيا الحوثي على اللائحة السوداء للدول والجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال. ويشدد تحالف رصد على أهمية القرار من أجل زيادة الضغوط على الميليشيا الحوثية لوقف تجنيد الأطفال وإشراكهم بالعمليات العسكرية.
حيث عملت ميليشيا الحوثي منذ مايو (أيار) 2014 بوتيرة عالية على استقطاب وتجنيد الأطفال وإشراكهم في العمليات العسكرية، واستخدمت في سبيل ذلك المدارس والمساجد والمراكز الصيفية ووسائل الإعلام. فقد وثق راصدو تحالف رصد شهادات وتسجيلات مصورة لمسؤولين حوثيين وهم يحرضون الطلاب في المدارس العامة أثناء زياراتهم إلى تلك المدارس، وخصوصاً في مدارس التعليم الأساسي والثانوي، إضافة إلى إبراز وسائل إعلام ميليشيات الحوثي لمقاتلين أطفال يتقدمون المعارك، ويتحدثون إلى تلك الوسائل عن تجاربهم في القتال. ووثق تحالف رصد خلال الفترة من مايو (أيار) 2014 وحتى مايو 2021 تجنيد الميليشيا عدد 12 ألفاً و54 طفلاً بينهم 308 أطفال مجندون ينتمون للفئة العمرية 8 - 11 عاماً، وعدد 4430 طفلاً ينتمون للفئة العمرية 12 - 14 عاماً، وعدد 7305 أطفال ينتمون للفئة العمرية 15 - 17 عاماً.
وقد كانت محافظة عمران أكثر المحافظات اليمنية عدداً في تجنيد الميليشيا للأطفال، حيث سُجل فيها تجنيد 1935 طفلاً مجنداً تلتها محافظة ذمار بعدد 1861 طفلاً مجنداً ثم محافظة صنعاء بعدد 1861 طفلاً مجنداً ومحافظة تعز بعدد 1248 طفلاً مجنداً ثم صعدة بعدد 1116 طفلاً مجنداً وأمانة العاصمة بعدد 1031 طفلاً مجنداً ومحافظة حجة بواقع 803 أطفال.
كما وثق الفريق الميداني لتحالف رصد عدد 6729 طفلاً مجنداً لا يزالون مستمرين بالقتال مع الميليشيا فيما قتل عدد 2450 طفلاً في العمليات العسكرية وأصيب عدد 498 طفلاً وتم أسر 790 طفلاً في الجبهات المختلفة في حين عاد 1004 إلى أسرهم ولا يزال مصير 572 طفلاً مجهولاً حتى اللحظة.
وفي هذا الصدد طالب تحالف رصد الميليشيا الحوثية على الإيقاف الفوري لعمليات التجنيد وإشراك الأطفال في العمليات العسكرية وتجنيبهم ويلات الحرب. كذلك مطالبة منظومة الأمم المتحدة ومكتب المبعوث الأممي على الضغط على الميليشيا وعدم استهدافها للأطفال، والدعوة إلى تطبيق قرار الأمين العام بإدراج الميليشيا على اللائحة السوداء بإجراءات عملية على أرض الواقع.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.