مدينة سعودية تشرع في التحوّل إلى الاستدامة عبر عمليات التدوير

أسطول معدات متقدمة لجمع النفايات الصلبة وتطهير الحاويات في المدينة المنورة

المدينة المنورة تسارع في التحول إلى أعمال التدوير (الشرق الأوسط)
المدينة المنورة تسارع في التحول إلى أعمال التدوير (الشرق الأوسط)
TT

مدينة سعودية تشرع في التحوّل إلى الاستدامة عبر عمليات التدوير

المدينة المنورة تسارع في التحول إلى أعمال التدوير (الشرق الأوسط)
المدينة المنورة تسارع في التحول إلى أعمال التدوير (الشرق الأوسط)

بادرت المدينة المنورة (غرب السعودية) بالشروع في الاستجابة إلى التوجهات الاستراتيجية لـ«رؤية المملكة» المتعلقة بالاستدامة وتعزيز البيئة والحفاظ عليها، عبر انطلاق مشاريع إعادة التدوير، وتحقيق هدف تحويل نسبة استراتيجية معتبرة لتدوير النفايات.
أفصحت شركة «بيئة السعودية» العاملة  في الابتكار والحلول المستدامة في الشرق الأوسط، عن انطلاقة أعمال وتسريع جهود الاستدامة وتعزيز جودة الحياة، المتسقة مع «رؤية 2030»، حيث كشف لـ«الشرق الأوسط» المهندس محمد الحوسني الرئيس التنفيذي للاستشارات البيئية والبحث العلمي والابتكار، والرئيس التنفيذي في شركة «بيئة - السعودية» عن عمل يتضمن حلولاً متكاملة لإدارة النفايات، التي ترتكز على محورَي الاستدامة والتحوّل الرقمي، تم البدء بها في المدينة المنورة، لتكون سبّاقة في هذا المجال بين المدن السعودية.
وأضاف الحوسني: «انطلقت عمليات الشركة في منطقة المدينة المنورة بنهاية 2020، بعد اختيارها من قِبل أمانة منطقة المدينة المنورة شريكاً لإدارة النفايات وخدمة الملايين من سكان وزوار المدينة المنورة»، مستطرداً: «بدأت عملياتنا رغم تفشي جائحة فيروس (كورونا)، والصعوبات التي واجهت بلدان العالم، وفرض الإغلاقات المتكررة والتدابير الاحترازية، إلا أننا تمكنا من تجاوز تلك التحديات وجلب الآليات والمعدات الضرورية لتدشين العمليات»، مشيراً إلى الدعم الكبير الذي وجدوه من الجهات المعنية وأمانة منطقة المدينة المنورة ساهمت في استمرارية العمليات دون انقطاع أو تأثر وإنجاز المهام في الموعد المحدد، ومنذ بدء العمل، حيث نجحت الشركة في تأمين خدمات الدعم من البنية التحتية المحلية، وبناء شراكات مع البائعين والمورّدين المحليين في المملكة خلال فترة الجائحة، وبشكل سريع وعالي الكفاءة.
وبحسب الحوسني، تتضمن أعمال «بيئة» في توظيف آلاف العمال على خدمة المدينة المنورة من خلال جمع النفايات الصلبة ونقلها، فضلاً عن تطهير وتعقيم حاويات النفايات، عبر أسطول حديث ومتكامل من المركبات المتقدمة والمعدات الثقيلة وشاحنات التخلص من النفايات.
وبموجب التعاقد مع أمانة منطقة المدينة المنورة، ستوفر «بيئة» خدمات جمع النفايات الصلبة ونقلها، فضلاً عن تطهير وتعقيم 40.6 ألف حاوية نفايات، وتجهيزات تضم 3 آلاف عامل و488 قطعة من المعدات الثقيلة وأسطول من المركبات، بما في ذلك وحدات جمع النفايات، وكنس الشوارع.



السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.