* قبل 53 عاما، وضع قادة ثورة 26 سبتمبر من «الضباط الأحرار» الذين قضوا على حكم أسرة حميد الدين في الشمال في أولوياتهم، بناء جيش وطني قوي، وهي نفس الأهداف التي وضعها ثوار 14 أكتوبر في الجنوب، لكن الحكومات المتعاقبة في اليمن شماله وجنوبه، تجاهلت ذلك وبنت جيشا ولاؤه الأكبر للسلطة الحاكمة، التي كانت تسارع في إجراء تغييرات عميقة في تكويناته بما يحقق لها الولاء المطلق وإقصاء المخالفين لها.
تتوزع قوات الجيش وفق آخر هيكلة أجريت عليه عام 2012. على 5 تشكيلات هي: القوات البرية، وتشمل 7 مناطق عسكرية، والقوات البحرية والدفاع الساحلي، والقوات الجوية والدفاع الجوي، وقوات حرس الحدود، والاحتياط الاستراتيجي، والتي تضم وحدات الحرس الجمهوري، والعمليات الخاصة وتشمل 5 ألوية، إضافة إلى ألوية الصواريخ والألوية الرئاسية، ويعتبر رئيس الجمهورية وفقا للدستور هو القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن، وجاء ترتيب الجيش اليمني، في المرتبة 43 عالميا في قائمة أقوى جيوش العالم لعام 2013. التي يعدها سنويا موقع «غلوبال فاير باور» المتخصص في مجال التسلح وفي المرتبة الخامسة عربيا بعد مصر والسعودية والجزائر وسوريا، وتنفق الحكومة سنويا في موازنتها على الجيش نحو 1.07 مليار دولار، ما نسبته 2.9% من الناتج المحلي الإجمالي، ويبلغ عدد أفراده نصف مليون جندي تقريبا، مع توقعات بوجود مثلهم كأسماء وهمية ضمن عمليات الفساد التي استفاد منها قادة عسكريون. وظل الجيش موزعا بين قوتين رئيسية هما: الفرقة الأولى مدرع بقيادة اللواء علي محسن الأحمر والحرس الجمهوري والقوات الخاصة بقيادة العميد أحمد نجل الرئيس السابق صالح، وبقي قسم آخر تابع لوزارة الدفاع يضم وحدات قليلة التأهيل والتسليح.
* قوات الفرقة
* تتكون من نحو 21 لواء، 5 ألوية رئيسية كانت تتبع الفرقة، فيما تتوزع بقية الوحدات على ما كان يسمى المنطقة الشمالية الغربية، وكانت تحت قيادة اللواء علي محسن الأحمر الرجل الثاني في عهد الرئيس صالح، وقد انشق عنه عام 2011، وتولى قيادة جيش أنصار الثورة المؤيد لثورة الشباب، ليتم التآمر عليه من قبل جماعة الحوثي وصالح، وانتهى به المطاف في 21 سبتمبر 2014. خارج البلاد، بعد رفضه قيادة المعركة ضد الحوثيين، وتم اقتحام معسكراته ونهب أسلحته، ولم يسلم أي معسكر تابع له إلا الوحدات التي تم نقلها إلى محافظات جنوبية والتي لا تخضع لسيطرة الحوثيين، وقد ذكر الكاتب الصحافي مروان الغفوري، في توثيقه لكيفية انهيار معسكرات الفرقة بالقول: «إنه مع أول اقتحام ناجح قامت به ميليشيات الحوثي للعاصمة صنعاء كان قائد المنطقة السادسة، اللواء الحاوري، وهو قائد عسكري موال لصالح وللحوثيين معا، أمر بسحب كل النقاط العسكرية وفتح عشرات الطرق أمام الميليشيا، لقد تبخّرت المنطقة العسكرية في وضح النهار ولم يبق منها سوى أسوار شاهقة وموصدة من الداخل على العربات والأفراد».
* قوات النخبة
* تتكون وحداتها من 40 لواء عسكريا تقريبا، بما فيها القوات الخاصة والتشكيلات العسكرية المختلفة وتتركز أغلبها في محيط العاصمة صنعاء والمحافظات والمناطق النفطية والاقتصادية مثل عدن وتعز ومأرب والحديدة وذمار وحضرموت، كان يقودها العميد أحمد نجل صالح وتدين بالولاء لهمها، وهي الوحدات العسكرية التي لم تتعرض للانهيار أو الاستنزاف، أو المواجهة مع الحوثيين، وقد فشل الرئيس هادي في استقطاب قادة هذه الوحدات أو تغيير ولائها، وأغلب قادتها ينتمون إلى بلده سنحان مسقط رأس صالح، ومنطقة آنس في ذمار المحاذية لها.
تتمركز هذه الوحدات في المناطق الحيوية في البلاد وتتخذ من جنوب العاصمة بمنطقة السواد، مقرا لقيادتها وتضم في صفوفها قوات النخبة التي تتمثل في القوات الخاصة ومكافحة الإرهاب إلى جانب قوات الحرس الجمهوري التي تتمتع بالتدريب والتسليح الحديث، وتعد هذه الوحدات ذات تسليح متطور، وتشير مصادر عسكرية إلى أن صالح كان يدير هذه القوات حتى وهو خارج السلطة عبر القادة الذين يدينون له بالولاء، والذين رفضوا مطلع العام الحالي تنفيذ أوامر الرئيس هادي للدفاع عن العاصمة والقصور الرئاسية. وقبل نحو أسبوع اندلعت مواجهات عنيفة بين الحوثيين ومعسكر الصباحة وهو أحد أكبر معسكرات القوات الخاصة في محاولة للسيطرة عليه، وتضاربت الأنباء حول صحة سيطرتهم عليهم، ليظهر زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في خطابه الأخير معتذرا لحزب المؤتمر عن هذه المواجهات، وقال إنها «حادثة عارضة ولا تستهدف إخوتنا في المؤتمر الشعبي العام»، وهذه أول مرة يتحدث فيها زعيم جماعة عن تبعية قوات عسكرية لحزب سياسي، وقد يكون ذلك محاولة منه لخلط الأوراق وبعث رسائل تهديد لحليفه صالح الذي يحتفظ بهذه القوات، لكن السؤال الذي يطرح نفسه إلى متى يستمر هذا الحلف؟، فأغلب المراقبين يتوقعون أن تكون المواجهة القادمة هي بين صالح والحوثيين وستكون أعنف من السابق، ويتوقع مراقبون أنها ستتركز في المناطق الزيدية، وقد كشف قائد عسكري كبير عند سؤاله عن ترسانة الحرس بعد انقلاب الحوثيين، فقال: «يكفي 30 في المائة منها لتحرير اليمن بأكمله».
* قوات وزارة الدفاع
* تتكون هذه الوحدات في أغلبها من بقايا الجيش الجنوبي الذي انهار بعد حرب 1994، بين الشمال والجنوب، وأغلب أفرادها كانوا يتبعون ما تبقى من جيش في الجنوب وتضم جنودا من المنتمين إلى مناطق غير زيدية، وتسليحها ضعيف وكذلك التدريب وتتوزع في مناطق بعيدة عن مراكز المدن الرئيسية وهي عبارة عن ألوية مشاة ومكنيك واستطلاع وإمداد فضلا عن قوات البحرية وغيرها من التشكيلات التي تعتبر مساندة للجيوش.