حمّانا اللبنانية تستعد لاستقبال «الهيبة 5»

التصوير في البلدة حولها إلى وجهة سياحية مميزة

بلدة حمانا تستقبل «الهيبة» في جزئه الخامس قريباً
بلدة حمانا تستقبل «الهيبة» في جزئه الخامس قريباً
TT

حمّانا اللبنانية تستعد لاستقبال «الهيبة 5»

بلدة حمانا تستقبل «الهيبة» في جزئه الخامس قريباً
بلدة حمانا تستقبل «الهيبة» في جزئه الخامس قريباً

لطالما شكلت بلدة حمّانا المتنية مركز اصطياف مشهور بحيث كانت وجهة معروفة للسياح من أهل الخليج. فكانوا يؤمون فنادقها في السبعينات، مثل «الوردة البيضاء» و«شاغور بالاس» و«كنعان» وغيرها. كما كان بعضهم يفضل امتلاك منزل فيها أو استئجار واحد من بيوتها عريقة الهندسة.
ومع مرور الوقت تبدلت ملامح هذه البلدة، خصوصاً عندما اختارتها شركة الإنتاج «الصباح إخوان» موقعاً لتصوير أجزاء مسلسل «الهيبة» منذ عام 2018.
وبذلك تحولت ساحة البلدة ونبع المياه في وسطها وزواريب متفرعة منها إلى مواقع تصوير أساسية لمشاهد عديدة من هذا العمل الدرامي، الذي لا يزال يلاقي النجاح تلو الآخر بأجزائه الأربعة والخامس على الطريق.
وإذا ما قصدت بلدة حمانا اليوم فستطالعك في ساحة الميدان المطاعم والمقاهي الموزعة على جوانبها وقد أعيد بناء ديكوراتها من قبل البلدية. كما جرى رصّ أرضها بالبلاط الأسود الخاص بالمشاة. فهي في أيام عطلة الأسبوع تشهد كثافة زوار، بحيث يُمنع مرور السيارات على طرقات الميدان ومتفرعاتها وتصبح مخصصة فقط للمشاة.
ويتهافت اللبنانيون من أبناء المنطقة وخارجها على زيارة ساحة حمانا والتقاط صور تذكارية أمام «ملحمة الهيبة» ومركز «مختار الهيبة» و«مقهى الهيبة». وهي مواقع استحدثت بعضها لتتلاءم مع أحداث العمل الدرامي. ويقول أحد أبناء البلدة ميشال الزوقي: «تشهد بلدتنا في موسم الصيف خاصة إقبالاً كبيراً من قبل سياح عرب ومغتربين، وتمتلئ مطاعمها ومقاهيها بالزوار من كل حدب وصوب». ويتابع في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لا شك أن مسلسل (الهيبة) أسهم في شهرة البلدة وتعريفها إلى جيل من الشباب لم يواكب حقبتها الذهبية في السبعينات. وهناك كثيرون يقفون أمام معالم الميدان المتسمة بطابع المسلسل يلتقطون صوراً تذكارية، فيكونون سعداء في الجلوس على كرسي جبل شيخ الجبل في مقهى الهيبة، أو زيارة الملحمة التي وقف الممثل عادل كرم أكثر من مرة يصور مشاهده فيها».
ويشير الزوقي إلى أنّ الملحمة تعود إلى لحام من البلدة وهو شربل ناصيف، وكان هو من يمارس مهنة الجزار في المسلسل، بعيداً إلى حد ما عن الكاميرا، لأنّ مهمة قطع اللحوم هي فن بحد ذاته، واختير ليقوم بها لأنّه يحترفها. ويعلق: «البلدة برمتها تنتعش في مواسم تصوير الـ(هيبة)، ولقد تعرفنا إلى أبطاله عن قرب«.
اليوم تستعد بلدة حمانا لاستقبال «الهيبة» في جزئه الخامس. ويقول إدمون رزق ابن البلدة: «كان من المقرر أن يبدأ التصوير في هذا الشهر من السنة، ولكنّه أُجّل حتى نهاية الموسم، لأنّ البلدة في الصيف تزدحم بسكانها وبالسياح، فيصبح من الصعب التحكم بالطرقات وإقفالها».
المعروف أنّ الجزء الخامس من المسلسل وعنوانه «الهيبة جبل» سيلعب بطولته إلى جانب الممثل السوري تيم حسن الممثلة اللبنانية إيميه صياح، ويشارك فيه باقي فريق العمل من وجوه تابعناها في الأجزاء الأربعة منه، وحده الممثل السوري أويس مخللاتي لن يشارك فيه. وتردد أنّ كتاب الجزء الخامس اختاروا نهاية لدور الفنان أويس مخللاتي في الجزء الأخير من المسلسل بحيث تعلن وفاته، وأنّ الطلاق بينه وبين الشركة المنتجة تمّ ويعود لخلافات بين الطرفين.
عملية تصوير المسلسل في جزئه الخامس انطلقت مع بداية شهر مايو (أيار) الماضي، في مواقع أخرى غير بلدة حمانا. ونشر بطل العمل تيم حسن على أحد حساباته الإلكترونية، صورة له، مشيراً إلى أنّها من ضمن أحد مشاهد الجزء الجديد.
بعض بيوت بلدة حمانا باتت ترتبط ارتباطاً مباشراً بأبطال الهيبة، كالمنزل الذي يقطنه شاهين ووالدته (الممثلان عبده شاهين وختام اللحام)، فهي تعود إلى واحد من أهالي حمانا هو جوزيف أبو فرح، فهو كغيره من أبناء البلدة تعاونوا مع شركة الصباح، وقدموا بيوتهم لاستخدامها في عملية التصوير. ويعلق جاك يمين من أبناء البلدة: «كثيرون من أهل البلدة يستفيدون مادياً من المسلسل، خصوصاً أصحاب أي موقع يستخدم في تصوير مشاهد العمل، فيجري دفع مبالغ مالية في مقابل استئجارها».
وما لا يعرفه كثيرون هو أن منزل جبل شيخ الجبل لا يمت لبلدة حمانا بأي صلة، بل هو يقع في بلدة بصوص. تم اختياره من قبل شركة الصباح ليكون منزل البطل الرئيسي للعمل الدرامي. ويعود هذا المنزل لأحد الأطباء اللبنانيين من آل طراد واستوحاه من العمارة الفرنسية القديمة، واستقدم لهذا الهدف المهندس المعماري فادي وردة، وتولى هندسته الداخلية فضل الله داغر وجورج عيد الهبر. ويتألف البيت من طابقين أحدهما مخصص لغرف النوم، وآخر للمطبخ وغرفتي جلوس، وتحيط به حديقة واسعة، واستخدمت جميع أقسامه في مشاهد رئيسية من المسلسل.
حالياً يروج موسم قطاف الكرز في بلدة حمانا الذي تنظم شركات نقل وأخرى تعمل في السياحة الداخلية رحلات خاصة للمشاركة فيه. ويقول عبده صاحب مطعم «أبو ملحم» في البلدة، إنّ الساحة تزدهر في فصل الصيف، ويصبح من الصعب في أيام عطلة الأسبوع حجز مقعد في مطعمه. ويتابع: «المطاعم في حمانا تقدم مأكولات مختلفة بينها اللبناني والإيطالي والفرنسي، إضافة إلى تلك المعروفة بوجباتها السريعة. وحاولنا الحفاظ على الطابع القروي في غالبيتها فأبقينا على هندستها العريقة. كما استخدمنا في معظمها كراسي الخيزران التي تذكرنا بمقاهينا القديمة».
وإذا ما زرت بلدة حمانا لا بد أن تتوقف عند باعة الحلويات فيها من آل عريضي، لتذوق أشهى كعكة كنافة بالجبن. وإذا ما أكملت طريقك نحو الميدان يستوقفك منزل الأديب الفرنسي لامارتين، الذي سكن بلدة حمانا لمدة طويلة. وهو معلم سياحي يزوره الناس من حمانا وخارجها، ويشغله اليوم أحد القضاة اللبنانيين.
وبين ملامح مسلسل «الهيبة» التي تطبع البلدة، ومقاهيها الزاهية الألوان الموزعة على «السوق التحتاني» والميدان، تمضي يوماً سياحياً بامتياز تختتمه بارتشاف فنجان قهوة في مقهى «أبو بطرس» الواقع وسط الساحة. وتعود منها محملاً بالكرز البلدي المقطوف للتو من قبل أهالي البلدة. كما ترافقك، في طريق الرجعة، كواليس مسلسل «الهيبة»، فتتفقد فرحاً ومع ابتسامة عريضة الصور التي التقطتها بقرب معالمها للذكرى.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.