النفط يتراجع بضغط من المخزونات الأميركية و{كورونا}

الخام الإيراني يربك السوق مع أنباء رفع العقوبات

ارتدت أسعار النفط بوتيرة سريعة من مستوى 70 دولاراً للبرميل (رويترز)
ارتدت أسعار النفط بوتيرة سريعة من مستوى 70 دولاراً للبرميل (رويترز)
TT

النفط يتراجع بضغط من المخزونات الأميركية و{كورونا}

ارتدت أسعار النفط بوتيرة سريعة من مستوى 70 دولاراً للبرميل (رويترز)
ارتدت أسعار النفط بوتيرة سريعة من مستوى 70 دولاراً للبرميل (رويترز)

تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد زيادة المخزونات الأميركية وارتفاع معدل إصابات كورونا في بعض الدول الآسيوية، فضلاً عن أنباء تقدم في المحادثات بين القوى العالمية وإيران لإحياء الاتفاق النووي، مما قد يعيد ملايين براميل النفط للسوق.
تراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يوليو (تموز) بنسبة 3.6 في المائة إلى 65.99 دولار للبرميل، في الساعة 15:33 بتوقيت غرينتش، كما تراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط تسليم يونيو (حزيران) بنسبة 4.2 في المائة إلى 62.70 دولار للبرميل.
خام برنت تجاوز 70 دولاراً للبرميل خلال تعاملات أول من أمس للمرة الأولى منذ 15 مارس.
وتراجعت أسواق الأسهم وسط مخاوف تتعلق بالتضخم، وارتفع الدولار، ما حال دون ارتفاع الأسعار. كما أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية أمس أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي في حين تراجعت مخزونات كل من البنزين ونواتج التقطير.
وقالت الوكالة الحكومية إن مخزونات الخام زادت 1.3 مليون برميل على مدار الأسبوع المنتهي في 14 مايو (أيار) لتصل إلى 486 مليون برميل مقارنة مع توقعات محللين استطلعت «رويترز» آراءهم لزيادة قدرها 1.6 مليون برميل.
وارتفع استهلاك مصافي التكرير للخام بمقدار 96 ألف برميل يومياً الأسبوع الماضي. وزادت معدت تشغيل المصافي 0.2 نقطة مئوية. وأشارت بيانات إدارة معلومات الطاقة إلى أن مخزونات البنزين الأميركية هبطت مليوني برميل الأسبوع الماضي إلى 234.2 مليون برميل بينما كانت توقعات المحللين تشير إلى انخفاض قدره 886 ألف برميل.
وتراجعت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، 2.3 مليون برميل إلى 132.1 مليون برميل مقابل توقعات بانخفاض قدره 386 ألف برميل.
وأظهرت البيانات أيضاً أن صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام هبط الأسبوع الماضي بمقدار 587 ألف برميل يوميا إلى 3.11 مليون برميل يومياً.
يأتي هذا فيما يرى نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، عجزاً نفطياً في السوق العالمية رغم تسجيل بعض الدول زيادة في عدد الإصابات بكوفيد - 19.
وقال نوفاك للصحافيين: «هناك بالتأكيد عجز في السوق، مما يساعد على تقليل الفائض (في مخزونات النفط) المتبقي من العام الماضي، ليصل بها تدريجياً إلى مستوى متوسط خمس سنوات.
«أسعار النفط مستقرة... وهو ما يعني أن السوق متوازنة مع زيادة طفيفة في الطلب على الإمدادات».
لكن منظمة البلدان المصدرة للبترول تتوقع تعافياً قوياً في الطلب في 2021 بسبب نمو في الصين والولايات المتحدة.
واتفقت {أوبك} وحلفاؤها، في إطار مجموعة {أوبك بلس}، في أبريل (نيسان) على تخفيف تدريجي للقيود على إنتاج النفط اعتباراً من مايو. ومن المقرر عقد اجتماعهم المقبل في الأول من يونيو.
في الأثناء، خلصت ثلاثة تقييمات إلى أن صادرات النفط الإيرانية، التي كانت في اتجاه صعودي تزامناً مع إحراز تقدم في المحادثات الرامية لإحياء اتفاق 2015 النووي، انخفضت منذ بداية مايو، مما يعكس تراجع الطلب من الصين.
وقال مصدر تجاري في 14 مايو، إن بترو لوجيستكس، التي تتتبع تدفقات النفط، أبلغت عملاءها بأن صادرات الخام الإيرانية انخفضت لبعض الوقت إلى الصفر في مايو، من حوالي 703 آلاف برميل يوميا في أبريل، عازية ذلك إلى تباطؤ تسليمات مصافي التكرير الصينية المستقلة.
وقالت بترو لوجيستكس التي مقرها جنيف، وفق «رويترز»، إن الرقم يجري تحديثه مع ظهور مزيد من المعلومات.
وقال رئيسها التنفيذي دانيال جيربر: «رصد محللونا تباطؤا ملحوظا للصادرات في أوائل مايو، وهو ما تزامن مع زيادة في التخزين العائم في الشرق».
كانت الصين تتلقى المزيد من الخام الإيراني خلال الشهور القليلة الماضية. ولم يعلق متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية على تباطؤ المشتريات الصينية من النفط الإيراني في مايو، لكنه قال إن مثل هذا التبادل التجاري الثنائي للطاقة أمر عادي.
وقال: «تجري الصين وإيران تعاوناً اقتصادياً وتجارياً عادياً، يشمل الطاقة، في إطار القانون الدولي، والتعاون في هذا الصدد منطقي ومشروع».
وقالت سارة فاخشوري المستشارة لدى «إس في بي إنترناشونال»: «تراجعت الصادرات إلى أقل من 600 ألف برميل يومياً منذ الأول من مايو وحتى الآن».


مقالات ذات صلة

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات تضخمية جديدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد يقف المشاركون وموظفو الأمن خارج مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باكو (إ.ب.أ)

الدول في «كوب 29» لا تزال بعيدة عن هدفها بشأن التمويل المناخي

كانت عوامل التشتيت أكبر من الصفقات في الأسبوع الأول من محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، الأمر الذي ترك الكثير مما يتعين القيام به.

«الشرق الأوسط» (باكو)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
TT

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)

رفعت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، اليوم، تصنيف السعودية إلى «Aa3» من«A1»، مشيرة إلى جهود المملكة لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

وتستثمر المملكة، أكبر مصدر للنفط في العالم، مليارات الدولارات لتحقيق خطتها «رؤية 2030»، التي تركز على تقليل اعتمادها على النفط وإنفاق المزيد على البنية التحتية لتعزيز قطاعات مثل السياحة والرياضة والصناعات التحويلية.

وتعمل السعودية أيضاً على جذب المزيد من الاستثمارات الخارجية لضمان بقاء خططها الطموحة على المسار الصحيح.

وفي الشهر الماضي، سعى وزير الاستثمار السعودي إلى طمأنة المستثمرين في مؤتمر بالرياض بأن السعودية تظل مركزاً مزدهراً للاستثمار على الرغم من عام اتسم بالصراع الإقليمي.

وقالت موديز في بيان: «التقدم المستمر من شأنه، بمرور الوقت، أن يقلل بشكل أكبر من انكشاف المملكة العربية السعودية على تطورات سوق النفط والتحول الكربوني على المدى الطويل».

كما عدلت الوكالة نظرتها المستقبلية للبلاد من إيجابية إلى مستقرة، مشيرة إلى حالة الضبابية بشأن الظروف الاقتصادية العالمية وتطورات سوق النفط.

وفي سبتمبر (أيلول)، عدلت وكالة «ستاندرد اند بورز» نظرتها المستقبلية للسعودية من مستقرة إلى إيجابية، وذلك على خلفية توقعات النمو القوي غير النفطي والمرونة الاقتصادية.