اليمن يتهم الحوثيين برفض السلام ويطلب ضغطاً دولياً لوقف مهاجمة مأرب

وسط تصاعد المعارك والخروق للهدنة الأممية في الحديدة

مقاتلون من الشرعية على الجبهة في مأرب (أ.ف.ب)
مقاتلون من الشرعية على الجبهة في مأرب (أ.ف.ب)
TT
20

اليمن يتهم الحوثيين برفض السلام ويطلب ضغطاً دولياً لوقف مهاجمة مأرب

مقاتلون من الشرعية على الجبهة في مأرب (أ.ف.ب)
مقاتلون من الشرعية على الجبهة في مأرب (أ.ف.ب)

جددت الحكومة اليمنية اتهامها للميليشيات الحوثية المدعومة من إيران برفض كل مقترحات السلام والمساعي الأممية والدولية، كما طالبت بضغط دولي على الميليشيات لوقف هجماتها نحو مأرب، والذهاب إلى سلام يستند إلى المرجعيات الثلاث.
التصريحات اليمنية، جاءت أمس (الثلاثاء)، على لسان مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة عبد الله السعدي خلال اتصال مرئي مع وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو، إذ بحث معها التطورات السياسية والأوضاع الإنسانية في بلاده، وفق ما أفادت به المصادر الرسمية.
وذكرت وكالة «سبأ» أن السعدي «أكد موقف الحكومة اليمنية الثابت من السلام ودعمها لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن للوصول إلى تسوية سياسية لإنهاء الصراع مبنية على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وترحيبها وتعاطيها الإيجابي مع كل المبادرات والمقترحات الهادفة إلى إنهاء الحرب ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني جراء انقلاب الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني».
وأشار السعدي إلى أن «الميليشيات الحوثية تستمر في تصعيدها وهجومها العسكري الوحشي على مأرب، الذي يبرهن على عدم رغبة تلك الميليشيات في إنهاء حربها العبثية التي خلقت أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إلى جانب تعنتها ورفضها لكل المبادرات والمقترحات وعرقلة جهود السلام».
وشدد المندوب اليمني على «ضرورة أن يبذل المجتمع الدولي جهداً جماعياً وخاصة من مجلس الأمن للضغط على الميليشيات الحوثية لوقف هجومها على مأرب الذي يهدف إلى تقويض العملية السياسية ويفاقم من الأزمة الإنسانية»، وإرغام الجماعة على «القبول بخيار السلام والتعاطي الإيجابي مع دعوات وجهود المجتمع الدولي لإنهاء الصراع».
ونقلت المصادر الرسمية اليمنية أن «وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام أشادت بجهود الحكومة اليمنية وتعاونها وتعاطيها الإيجابي مع جهود المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن ومع كل مبادرات السلام»، وأنها «أشارت إلى أن اليمن يمثّل أولوية رئيسية للأمم المتحدة وأن الأمين العام شخصياً يولي أهمية خاصة للأزمة اليمنية وملتزمٌ تماماً بتحقيق تسوية سياسية تفاوضية لإنهاء الصراع في اليمن».
وأعربت روزماري ديكارلو، بحسب المصادر نفسها، عن بالغ قلقها إزاء تصعيد الميليشيات الحوثية الخطير في مأرب، مؤكدة أن التصعيد لن يؤدي إلا إلى إطالة معاناة اليمنيين.
وكان رئيس البرلمان اليمني سلطان البركاني، أكد خلال لقائه في الرياض السفير الفرنسي لدى بلاده جان ماري صفا، على «موقف الشرعية الدستورية الثابت من تحقيق السلام الدائم والعادل والقائم على المرجعيات الثابتة لأي حل سياسي والمتوافق عليها داخلياً والمدعومة إقليمياً ودولياً والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل والقرارات الدولية ذات الصلة وفي مقدمها القرار 2216».
وأفادت المصادر الرسمية بأن البركاني «أشار إلى استمرار ميليشيات الحوثي الانقلابية في عرقلة جهود ومبادرات السلام الإقليمية والدولية كافة، وآخرها المبادرة السعودية لتحقيق السلام وجهود المبعوثين الدولي والأميركي إلى اليمن»، مؤكداً أن «استمرار ميليشيات الحوثي في تصعيدها العسكري على مأرب ينسف جهود السلام كافة ويفتح الباب أمام الخيارات الأخرى كافة لمواجهة هذه الميليشيات الطائفية ومشروعها الإيراني عسكرياً حتى تنصاع للسلام وتوقف حربها وانتهاكاتها بحق اليمنيين».
وطالب رئيس البرلمان اليمني «المجتمع الدولي بتكثيف الضغوط على الميليشيات الانقلابية وداعميها الإيرانيين من أجل التعاطي غير المشروط مع مبادرات السلام الإقليمية والدولية». وقال إن «الميليشيات تستمر في المتاجرة بالأوضاع الإنسانية التي كانت هي السبب الأول في تفاقمها ووصولها إلى هذا الحد».
وعلى صعيد الخروق الحوثية المستمرة للهدنة الأممية في محافظة الحديدة حيث الساحل الغربي لليمن، أفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة بأن الميليشيات فتحت، أمس (الثلاثاء)، نيران أسلحتها على الأحياء السكنية في مدينة حيس جنوب الحديدة مستخدمة الأسلحة الرشاشة، مخلفة حالة من الخوف والهلع في أوساط سكان المدينة.
وأحصى الإعلام العسكري مقتل وإصابة 39 مدنياً، بينهم 18 طفلاً وامرأة، بنيران ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً، في أقل من شهرين. وقال المركز الإعلامي لـ«ألوية العمالقة» إن «المستشفيات والمراكز الطبية في المناطق المحررة بالساحل الغربي استقبلت منذ بداية شهر أبريل (نيسان) الماضي إلى 16 مايو (أيار) الحالي ما لا يقل عن 39 مدنياً، بينهم 18 طفلاً وامرأة، قتلوا وأصيبوا بوسائل قتل حوثية مختلفة».
وأوضح المصدر أن عدد القتلى بلغ 9 مدنيين، بينهم 4 أطفال وامرأة، منهم 7 مدنيين قُتلوا جراء انفجار ألغام وعبوات ناسفة من مخلفات الحوثيين، وآخران قُتِلا بشظايا قذائف؛ إحداها أُطلقت من طائرة حوثية مسيرة.
وأضاف أن 30 مدنياً، بينهم 10 أطفال و4 نساء، تعرضوا للإصابة بشظايا قذائف هاون، وبانفجار ألغام وعبوات ناسفة، وبأعيرة نارية وبقذائف من طائرة مسيرة، وذلك في مديريات الدريهمي وحيس والتحيتا والخوخة والمعافر وذوباب.
وكانت الميليشيات الحوثية استهدفت الأحد الماضي سوقاً شعبية في مديرية الدريهمي بطائرة مسيرة مفخخة، ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة 5 آخرين، وهو الهجوم الذي نددت به الحكومة الشرعية والبعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة «أونمها».
وقالت البعثة، في بيان لها، إن «التقارير تفيد بأن أحد الحوادث الأخيرة أدى إلى مقتل مدني وإصابة 5 آخرين عقب ضربة باستخدام طائرة مسيرة استهدفت مطعماً في منطقة الطائف في الدريهمي حيث تجمع الأهالي خلال العيد».
ونقل البيان عن رئيس بعثة الأمم المتحدة ورئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار الفريق أبهيجيت غوها قوله إن «استمرار تجاهل أرواح المدنيين وتأثير القتال المستمر على المناطق السكنية يجب أن يتوقف». كما دعا إلى «التقيد بحماية المدنيين بموجب القانون الإنساني الدولي».


مقالات ذات صلة

ما تأثير العقوبات الأميركية واستهداف المنشآت الاقتصادية على الحوثيين؟

تحليل إخباري كان ميناء رأس عيسى قبل استيلاء الحوثيين عليه يستخدم لتصدير النفط اليمني (رويترز)

ما تأثير العقوبات الأميركية واستهداف المنشآت الاقتصادية على الحوثيين؟

بينما تسعى الولايات المتحدة لاستنزاف الجماعة الحوثية مالياً بالعقوبات وباستهداف المنشآت الاقتصادية؛ يتوقع خبراء اقتصاديون تأثيرات متفاوتة على الجماعة والسكان.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (سبأ)

​العليمي يؤكد جهوزية القوات المسلحة لخوض معركة الخلاص

تحدث الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني عن عناصر مشجعة لتعديل موازين القوى على الأرض في مقدمتها توافق المكونات الوطنية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي مشاهد لصاروخ سقط في جبل المحويت كشفت عن أرقام مكتوبة بخط بدائي باللغة العربية (الإرياني)

مسؤول يمني: الحوثيون يحاولون إلصاق جرائمهم بالقوات الأميركية

أكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن جماعة الحوثي تحاول إلصاق جرائمها في المناطق المدنية بالقوات الأميركية لخلق حالة من السخط تجاه العملية العسكرية الجارية.

«الشرق الأوسط» (عدن)
المشرق العربي العقيد محمد جابر خلال مشاركته أخيراً لحشد القبائل اليمنية لمواجهة الحوثيين (الشرق الأوسط) play-circle

دعوة القبائل اليمنية لسحب أبنائهم من محارق الموت الحوثية

دعا مسؤولون يمنيون القبائل اليمنية في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، إلى سرعة سحب أبنائهم من المعسكرات التابعة للجماعة وأهمية الابتعاد عن مواقعهم.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي أتباع الجماعة الحوثية يتوعدون ترمب بالهزيمة في تجمع أسبوعي وسط العاصمة صنعاء (أ.ف.ب)

قدرات الحوثيين العسكرية أمام اختبار الصمود تحت ضربات ترمب

أدَّت الضربات الأميركية التي أمر بها ترمب ضد الحوثيين إلى استنزاف قدرات الجماعة، واختراق تحصيناتها الأمنية؛ حيث باتت تواجه حالياً تحديات في تكثيف الهجمات.

وضاح الجليل (عدن)

أميركا: صاروخ حوثي تسبب بالانفجار الذي وقع قرب موقع تراث عالمي

جانب من تشييع 12 شخصا قتلوا في صنعاء جراء القصف (أ.ف.ب)
جانب من تشييع 12 شخصا قتلوا في صنعاء جراء القصف (أ.ف.ب)
TT
20

أميركا: صاروخ حوثي تسبب بالانفجار الذي وقع قرب موقع تراث عالمي

جانب من تشييع 12 شخصا قتلوا في صنعاء جراء القصف (أ.ف.ب)
جانب من تشييع 12 شخصا قتلوا في صنعاء جراء القصف (أ.ف.ب)

قال الجيش الأميركي يوم الخميس إن الانفجار الذي وقع يوم الأحد بالقرب من موقع مدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في العاصمة اليمنية صنعاء نجم عن صاروخ حوثي وليس عن غارة جوية أميركية.

أعلنت وزارة الصحة التابعة للحوثيين مقتل 12 شخصا في الغارة الأميركية بأحد أحياء صنعاء. ومدينة صنعاء القديمة من المواقع المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. وأمر الرئيس دونالد ترمب بتكثيف الضربات الأميركية على اليمن الشهر الماضي، إذ أكدت إدارته أنها ستواصل مهاجمة الحوثيين المتحالفين مع إيران حتى يتوقفوا عن مهاجمة حركة الشحن في البحر الأحمر.

وقال متحدث باسم القيادة المركزية الأميركية إن الأضرار والخسائر التي تحدث عنها مسؤولون حوثيون في اليمن «وقعت على الأرجح»، لكنها لم تكن ناجمة عن هجوم أميركي. وأضاف المتحدث أن أقرب ضربة أميركية من الموقع في تلك الليلة كانت على بعد أكثر من خمسة كيلومترات منه.

وقال المتحدث باسم الجيش الأميركي إن تقييم الجيش للأضرار خلص إلى أن سببها «صاروخ دفاع جوي حوثي» بناء على مراجعة «تقارير محلية شملت مقاطع فيديو توثق وجود كتابة باللغة العربية على شظايا الصاروخ في السوق»، مضيفا أن الحوثيين القوا القبض على يمنيين لاحقا. ولم يقدم أي أدلة.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول حوثي قوله إن النفي الأميركي محاولة لتشويه سمعة الحوثيين.