باكستاني متهم بمساعدة {القاعدة} سيفرج عنه بعد 16 سنة في سجن غوانتانامو

الباكستاني سيف الله باراشا (أ.ب)
الباكستاني سيف الله باراشا (أ.ب)
TT

باكستاني متهم بمساعدة {القاعدة} سيفرج عنه بعد 16 سنة في سجن غوانتانامو

الباكستاني سيف الله باراشا (أ.ب)
الباكستاني سيف الله باراشا (أ.ب)

قالت محامية أحد الباكستانيين المعتقلين في سجن «غوانتانامو» إنه جرى إبلاغه يوم الاثنين بقرار إطلاق سراحه بعد أكثر من 16 عاماً قضاها في الحجز بالقاعدة الأميركية في كوبا من دون محاكمة أو توجيه تهمة له. الرجل يدعى سيف الله باراشا ويبلغ الآن 73 عاماً، وكان قد اعتقل عام 2003 في تايلاند، بتهمة مساعدة تنظيم «القاعدة»، وسُجن في «غوانتانامو» عام 2004. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن محاميته شيلبي سوليفان بنيس، التي مثلته في جلسة استماع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أمام «مجلس مراجعة سجناء غوانتانامو»، أن المجلس برأه مع رجلين آخرين. وأضافت أنه «كالعادة لم يقدم المجلس أسباباً تفصيلية لقراره، وخلص فقط إلى أن باراشا (ليس تهديداً مستمراً)» للولايات المتحدة. وقالت إن «هذا القرار لا يعني أن إطلاق سراحه بات وشيكاً، لكنها خطوة حاسمة قبل أن تتفاوض الإدارة الأميركية على اتفاقية إعادة توطين مع باكستان من أجل عودته». وكانت إدارة الرئيس جو بايدن قد أعلنت أنها تعتزم استئناف الجهود لإغلاق السجن في قاعدة «غوانتانامو»، وهي العملية التي أوقفها الرئيس السابق دونالد ترمب. وقالت محامية باراشا إنها تعتقد أنه سيعود إلى منزله في الأشهر القليلة المقبلة؛ لأن «الباكستانيين يريدون عودته، وفهمنا أنه لا توجد عوائق أمام عودته».
وكان باراشا؛ وهو رجل أعمال ثري في باكستان، يعيش في الولايات المتحدة ويمتلك عقارات في مدينة نيويورك. وزعمت السلطات الأميركية أنه كان يقوم بتسهيل أمور تنظيم «القاعدة» ونشاطاته، وقدم مساعدة مالية لاثنين من المتهمين بتنفيذ هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. لكن باراشا يؤكد أنه لم يكن يعلم أنهما من «القاعدة» وينفي تورطه في أي عمل إرهابي. وتقول الولايات المتحدة إن بإمكانها احتجاز المعتقلين إلى أجل غير مسمى دون تهمة بموجب قوانين الحرب الدولية. وفي نوفمبر، مثل باراشا، الذي يعاني من عدد من الأمراض؛ بما في ذلك مرض السكري وأمراض القلب، للمرة الثامنة أمام «مجلس المراجعة»، الذي أنشأه الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما للتأكد من منع إطلاق سراح السجناء الذين تعتقد السلطات أنهم قد ينخرطون مرة أخرى في أعمال معادية للولايات المتحدة بعد إطلاق سراحهم.
من جهة أخرى؛ أعلنت بيث جاكوب، محامية أحد السجناء اليمنيين ويدعى عثمان عبد الرحيم عثمان، المحتجز أيضاً دون تهمة في «غوانتانامو» منذ فتح السجن في يناير (كانون الثاني) 2002، أن «مجلس مراجعة السجناء» وافق على تبرئته أيضاً. وقالت جاكوب إن عثمان؛ الذي تحدثت معه عبر الهاتف، «كان سعيداً ومرتاحاً ويأمل أن يؤدي ذلك بالفعل إلى إطلاق سراحه». ولا يزال في «غوانتانامو» 9 رجال محتجزين تمت تبرئتهم للإفراج عنهم، بمن فيهم شخص تمت تبرئته منذ عام 2010، لكن الولايات المتحدة تكافح منذ عهد أوباما، للعثور على دول ثالثة لقبولهم بسبب رفض دولهم استقبالهم، كما لا تريد إعادة اليمنيين إلى بلادهم بسبب الحرب الأهلية هناك.


مقالات ذات صلة

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا اللفتنانت جنرال فيض حميد (منصة إكس)

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

بدأ الجيش الباكستاني محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية، في خطوة من المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم التحديات القانونية ضد رئيس الوزراء السابق المسجون.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا أمرت النيابة العامة الفيدرالية بألمانيا باعتقال رجل يشتبه في كونه عضواً بجماعة «حزب الله» اللبنانية بهانوفر حيث يُعتقد أنه يعمل لصالحها داخل ألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا: إيداع سوري مشتبه في تعاطفه مع «داعش» بالحبس الاحتياطي

بعد عملية واسعة النطاق نفذتها الشرطة البافارية الأحد تم إيداع شخص يشتبه في أنه من المتعاطفين مع «تنظيم داعش» قيد الحبس الاحتياطي.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ - شتوتغارت )
آسيا شرطي يراقب أفراداً من الأقلية المسيحية الباكستانية وهم يستعرضون مهاراتهم في الاحتفال بأعياد الميلاد على أحد الطرق في كراتشي بباكستان 8 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

باكستان: مقتل شخصين يحملان متفجرات بانفجار قرب مركز للشرطة

انفجرت عبوة ناسفة كان يحملها مسلحان مشتبه بهما على دراجة نارية في جنوب غربي باكستان، بالقرب من مركز للشرطة، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
أفريقيا وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

بوركينا فاسو: حكومة جديدة شعارها «الحرب على الإرهاب»

أعلن العسكريون الذين يحكمون بوركينا فاسو عن حكومة جديدة، مهمتها الأولى «القضاء على الإرهاب»، وأسندوا قيادتها إلى وزير أول شاب كان إلى وقت قريب مجرد صحافي.

الشيخ محمد (نواكشوط)

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.