مصر ترسل سيارات إسعاف إلى غزة لنقل المصابين

معبر رفح من الجانب الفلسطيني (أرشيفية - أ.ف.ب)
معبر رفح من الجانب الفلسطيني (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

مصر ترسل سيارات إسعاف إلى غزة لنقل المصابين

معبر رفح من الجانب الفلسطيني (أرشيفية - أ.ف.ب)
معبر رفح من الجانب الفلسطيني (أرشيفية - أ.ف.ب)

قامت السلطات المصرية، اليوم (السبت)، بفتح معبر رفح البري الحدودي مع قطاع غزة لإدخال سيارات إسعاف إلى القطاع، لنقل المصابين جراء القصف الإسرائيلي إلى المستشفيات المصرية، بحسب ما أكد مسؤولان؛ طبي وحدودي.
وقال المسؤول الطبي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن مصر «فتحت المعبر بشكل استثنائي لدخول عشر سيارات إسعاف مصرية إلى قطاع غزة لنقل الجرحى الفلسطينيين... لتلقي العلاج بمصر».
وأكد المسؤول الحدودي أن فتح المعبر يعتبر «استثنائياً»، بهدف نقل المصابين، لأن العادة تقضي بإغلاقه في أيام العطلات الرسمية، في إشارة إلى عطلة عيد الفطر.
وكانت الهيئة العامة للرعاية الصحية في مصر قالت، في بيان، أمس (الجمعة)، إنه «تم رفع درجة الاستعداد بثلاث منشآت صحية تابعة للهيئة، وذلك حال الاحتياج لمستشفيات إخلاء للجرحى والمصابين من غزة».
وأضاف البيان أنه «تم تعليق إجازات عيد الفطر المبارك لبعض الأطباء والأطقم الطبية والتمريض بهذه المنشآت الطبية استعداداً لاستقبال القادمين من قطاع غزة للعلاج».
واندلعت دوامة العنف الجديدة بعد إطلاق «حماس» صواريخ على إسرائيل «تضامناً» مع مئات الفلسطينيين الذين جرحوا في صدامات مع الشرطة الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى في القدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967.
وجاءت هذه الصدامات بعد تهديدات بطرد عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين يهود.
وبدأت إسرائيل قصف غزة الاثنين رداً على إطلاق صواريخ على القدس من قبل حركة «حماس» ومجموعات فلسطينية مسلحة أخرى في القطاع.
وصباح اليوم (السبت)، تواصل إطلاق صافرات الإنذار في جنوب البلاد.
وبناء على آخر حصيلة نشرتها السلطات الفلسطينية، مساء الجمعة، أدى القصف الإسرائيلي لغزة إلى مقتل 126 شخصاً، بينهم 31 طفلاً، وإصابة 950 بجروح منذ الاثنين.
في المقابل، تم إطلاق أكثر من ألفي صاروخ باتّجاه الأراضي الإسرائيلية منذ الاثنين، ما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص بينهم طفل وجندي، وإصابة أكثر من 560 بجروح.
من جهته، أطلق شيخ الأزهر أحمد الطيب، مساء الجمعة، حملة لدعم الشعب الفلسطيني بلغات عديدة، على صفحاته الرسمية على موقعي «فيسبوك» و«تويتر»، وكتب على «تويتر»: «بكل اللغات... شيخ الأزهر يطلق حملة عالمية لمساندة #الشعب_الفلسطيني».
وجاء في رسالة الطيب لدعم الفلسطينيين باللغة العربية: «أدعو شعوب العالم وقادته لمساندة الشعب الفلسطيني المسالم والمظلوم في قضيته المشروعة والعادلة من أجل استرداد حقه وأرضه ومقدساته».
وأضاف: «أوقفوا القتل وادعموا صاحب الحق، وكفى الصمت والكيل بمكيالين إذا كنا نعمل حقّاً من أجل السلام... أدعو الله أن يرحم شهداء فلسطين، وأن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.