وصف نوع جديد من الشفق القطبي بعد 19 عاماً من حدوثه

TT

وصف نوع جديد من الشفق القطبي بعد 19 عاماً من حدوثه

لآلاف السنين كان البشر في خطوط العرض العليا مفتونين بالشفق القطبي، ومع ذلك حتى بعد كل هذا الوقت، يبدو أن شرائط الضوء الراقصة فوق الأرض لا تزال تحمل بعض الأسرار. ويحدث الشفق القطبي عندما تتفاعل الجسيمات المشحونة المتدفقة من الشمس - والتي تسمى الرياح الشمسية - مع الفقاعة المغناطيسية الواقية للأرض، وبعض هذه الجسيمات تهرب وتسقط باتجاه كوكبنا، والطاقة المنبعثة أثناء اصطدامها بالغازات في الغلاف الجوي للأرض تولد الضوء المرتبط بالشفق القطبي.
وفي دراسة جديدة نشرت بالعدد الأخير من دورية «فيزياء الفضاء للأبحاث الجيوفيزيائية»، أبلغ علماء الفيزياء بقيادة جامعة أيوا الأميركية، عن نوع جديد من عروض الشفق القطبي، وذلك بعد فحص فيديو تم التقاطه قبل 19 عاماً، حيث أبلغ الباحثون عن حالة يتحول فيها وهج خافت شبيه بالخلفية مصاحب للضوء الأكثر إشراقاً المرتبط عادة بالشفق القطبي - إلى الظلام، كما لو تم مسحه بواسطة نشاف عملاق، ثم بعد فترة قصيرة من الوقت، يظهر الوهج الذي تم تعتيمه فجأة.
ويقول الباحثون إنّ هذا السلوك، الذي أطلقوا عليه اسم «الممحاة الشفقية المنتشرة»، لم يُذكر قط في الأدبيات العلمية.
وتقول أليسون جاينز، الأستاذة المساعدة في قسم الفيزياء وعلم الفلك في جامعة ولاية أيوا والمؤلفة المشاركة بالدراسة في تقرير نشره أول من أمس الموقع الإلكتروني للجامعة «إن أهم شيء أننا لم نكن نعرف هذا السلوك من قبل ولكننا نعرف الآن أنه موجود، وهذا يعني أنّ هناك عملية تخلقه، وقد تكون عملية لم نبدأ في النظر إليها بعد لأننا لم نعرف أبداً أنها كانت تحدث حتى الآن».
ويعود الفضل في هذا الاكتشاف إلى ديفيد كنودسن، الفيزيائي في جامعة كالغاري، الذي جهّز في 15 مارس (آذار) 2002. كاميرا فيديو لتصوير الشفق القطبي في بلدة تشرشل على طول خليج هدسون في كندا.
وكانت جلسة التصوير محبطة بعض الشيء، فرغم أن التنبؤات الجوية أشارت إلى سماء صافية ومظلمة، وهي ظروف مثالية عادة لمشاهدة الشفق القطبي، فإنّه لم تكن هناك إضاءة مبهرة تحدث، ومع ذلك، كان كنودسن يستخدم كاميرا مصممة خصيصاً لالتقاط ضوء منخفض المستوى، مثل نظارات الرؤية الليلية.
رغم أنّ كنودسن وفريقه لم يروا سوى الظلام في الغالب، بينما كانوا يحدقون بأعينهم لأعلى، فإنّ الكاميرا كانت تلتقط جميع أنواع النشاط الشفقي، بما في ذلك السلوك غير المعتاد حيث اختفى التوهج ثم عاد مرة أخرى.
وأثناء مراجعة الفيديو دوّن كنودسن في دفتر ملاحظاته ظهور هذا السلوك غير المعتاد، وظل الأمر قاصراً على ما دُوّن في دفتره الشخصي، غير أنّ مناقشة علمية مع بعض الزملاء قادتهم إلى إجراء مزيد من الفحص للفيديو وتسجيل هذا السلوك الجديد للشفق القطبي كنوع جديد في دراسة علمية.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.