إحالة 215 «إخوانيا» في مصر للمحاكمة بتهمة تشكيل «كتائب مسلحة»

انفجار قنبلة بخط سكك حديدية يوقف القطارات بين القاهرة والإسكندرية لساعات

إحالة 215 «إخوانيا» في مصر للمحاكمة بتهمة تشكيل «كتائب مسلحة»
TT

إحالة 215 «إخوانيا» في مصر للمحاكمة بتهمة تشكيل «كتائب مسلحة»

إحالة 215 «إخوانيا» في مصر للمحاكمة بتهمة تشكيل «كتائب مسلحة»

أحال النائب العام المصري أمس، 215 شخصا من عناصر جماعة الإخوان، المصنفة كتنظيم إرهابي، إلى محكمة الجنايات، لإدانتهم بتأسيس جماعة مسلحة تحت اسم «كتائب حلوان»، قامت بتنفيذ أعمال عدائية تشمل جرائم قتل بحق أفراد في الشرطة، وتخريب المنشآت العامة. فيما ينتظر أن تصدر محكمة جنايات القاهرة اليوم (الاثنين) حكمها بحق الناشط علاء عبد الفتاح و24 متهما آخرين، في قضية أحداث مظاهرات مجلس الشورى.
وكانت مجموعة من عناصر الإخوان، ومن مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، قد أعلنت في فيديو نشرته على الإنترنت في أغسطس (آب) العام الماضي، تشكيل «كتائب حلوان»، توعدت فيه باستهداف قوات الجيش والشرطة ردا على عملياتهم ضد أنصار مرسي، وفقا لما جاء في بيان التأسيس الذي أذاعه ملثمون يرتدون زيا أسود.
ومنذ عزل مرسي في 3 يوليو (تموز) العام الماضي، وقعت العديد من أعمال العنف والتفجيرات، بدأت في شمال سيناء (شمال شرقي البلاد)، وانتقلت إلى العاصمة القاهرة وعدد من المحافظات الأخرى، استهدفت في معظمها قوات للجيش والشرطة، وقتل خلالها المئات منهم.
وأصدر المستشار هشام بركات النائب العام أمس أمرا بإحالة 215 من عناصر جماعة الإخوان، إلى محكمة الجنايات، وذلك لتشكيلهم «كتائب حلوان»، في إشارة إلى منطقة حلوان (جنوب العاصمة القاهرة)، وهي منطقة تعرف بانتشار أنصار جماعة الإخوان فيها، الذين يخرجون للتظاهر بصفة مستمرة ضد النظام الحالي. تضمن قرار النائب العام استمرار حبس 125 متهما احتياطيا على ذمة القضية، والأمر بضبط وإحضار بقية المتهمين الهاربين وتقديمهم للمحاكمة محبوسين.
وكشفت التحقيقات التي باشرتها نيابة أمن الدولة العليا، قيام قادة جماعة الإخوان، بوضع مخطط إرهابي من داخل محبسهم بهدف إسقاط نظام الحكم، وتم نقل التكليفات لعناصر الجماعة خارج السجون، فأسسوا تنفيذا له 3 لجان نوعية بالقاهرة والجيزة اضطلعت كل منها بتأسيس مجموعات مسلحة عرفت باسم «كتائب حلوان» وتكونت من عناصر من الجماعة الإرهابية وروابط الألتراس ومن الكيان المسمى «تحالف دعم الشرعية»، فضلا عن إشراكهم لعدد من العناصر الجنائية معهم لتتولى تنفيذ عمليات عدائية ضد أفراد وضباط الشرطة ومنشآتها وتخريب الأملاك والمنشآت العامة، خاصة أبراج ومحولات الكهرباء.
وأظهرت التحقيقات ارتكاب تلك المجموعات لعدد من وقائع استهداف قوات الشرطة، التي أسفرت عن مقتل 3 مجندين وإصابة 12 ضابطا وفرد شرطة وأحد المواطنين، إلى جانب استهداف وإتلاف عدد من المنشآت.
واعترف 51 متهما، خلال التحقيقات، بانضمامهم إلى المجموعات المسلحة وارتكابهم للوقائع المذكورة، فضلا عن إحرازهم الأسلحة النارية والذخائر والمفرقعات، في إطار انضمامهم للمجموعات سالفة البيان، كما تم ضبط أوراق تنظيمية بحوزة قادة جماعة الإخوان الإرهابية بمحبسهم، حوت تفاصيل بنود المخطط الإرهابي كتدبير التجمهرات ورصد وحرق النقاط الشرطية ومحولات الكهرباء ومحطات الغاز. كما تم ضبط عدد من الأسلحة بحوزة المتهمين، من بينها بنادق آلية ومسدسات وقنابل وعبوات متفجرة، إضافة إلى أدوات تستخدم في صناعة المفرقعات. وأثبت الفحص الفني للأسلحة المضبوطة استخدامها في وقائع القتل المشار إليها.
في السياق ذاته، توقفت حركة القطارات بين القاهرة والإسكندرية، صباح أمس لعدة ساعات، إثر انفجار قنبلة بدائية الصنع على شريط السكك الحديدية بالقرب من محطة كفر الزيات - طنطا. وتسببت تلك الواقعة في تأخر نحو 4 قطارات كانت قادمة في الاتجاهين ما بين القاهرة والإسكندرية.
وقال اللواء أسامة بدير مدير أمن الغربية إنه تلقى إخطارا من شرطة النقل والمواصلات بانفجار قنبلة بدائية الصنع بالقرب من محطة كفر الزيات، وإن خبراء المفرقعات أبطلوا مفعول جسم غريب آخر، مشيرا إلى أنه تم تمشيط المنطقة بالكامل للبحث عن أي مفرقعات أخرى، موضحا أنه تم تكثيف الخدمات الأمنية على محطات السكك الحديدية وانتشار الأكمنة الثابتة والمتحركة بمداخل ومخارج المحافظة لتأمينها.
إلى ذلك، من المنتظر أن تصدر محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار حسن فريد، اليوم (الاثنين)، حكمها بحق الناشط السياسي الشهير علاء عبد الفتاح و24 متهما آخرين، في قضية أحداث المظاهرات أمام مقر مجلس الشورى التي جرت في 26 نوفمبر (تشرين الأول) عام 2013، وما شهدته من أعمال شغب وقطع للطريق وتظاهر دون تصريح مسبق واعتداء المتظاهرين على قوات الأمن.
وسبق وأن قضى بمعاقبة المتهمين جميعا في القضية في شهر يونيو الماضي (غيابيا) بالسجن المشدد لمدة 15 عاما، وتغريم كل منهم مبلغا وقدره 100 ألف جنيه، ووضعهم تحت المراقبة الشرطية لمدة 5 سنوات من تاريخ صدور الحكم قبل أن تتم إعادة الإجراءات في القضية بعد ضبط المتهمين.
وأسندت النيابة إلى عبد الفتاح سرقته جهاز اللاسلكي من أحد الضباط بالإكراه، بالاشتراك مع بقية المتهمين الـ24، وكذا ارتكابهم جميعا لجرائم التجمهر، وتنظيم مظاهرة دون إخطار السلطات المختصة بالطريق الذي حدده القانون، وإحراز الأسلحة البيضاء أثناء المظاهرة، وتعطيل مصالح المواطنين وتعريضهم للخطر، وقطع الطريق، والتعدي على موظف عام أثناء تأدية وظيفته، والبلطجة.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.