أميركا تدخل سباق الطاقة المتجددة مع الصين

في إطار المنافسة الاستراتيجية الثنائية الطويلة الأمد

تشير التصريحات الرسمية الأميركية إلى أن الولايات المتحدة عازمة على خوض منافسة حتمية مع الصين في نطاقات الطاقة المتجددة (رويترز)
تشير التصريحات الرسمية الأميركية إلى أن الولايات المتحدة عازمة على خوض منافسة حتمية مع الصين في نطاقات الطاقة المتجددة (رويترز)
TT

أميركا تدخل سباق الطاقة المتجددة مع الصين

تشير التصريحات الرسمية الأميركية إلى أن الولايات المتحدة عازمة على خوض منافسة حتمية مع الصين في نطاقات الطاقة المتجددة (رويترز)
تشير التصريحات الرسمية الأميركية إلى أن الولايات المتحدة عازمة على خوض منافسة حتمية مع الصين في نطاقات الطاقة المتجددة (رويترز)

سلطت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية الضوء على تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأخيرة، التي قال فيها إن الاستثمار في الطاقة المتجددة أمر حتمي للتنافس الأميركي مع الصين، وذلك قبل يومين من انعقاد «قمة المناخ» في البيت الأبيض، حيث يأمل قادة واشنطن في إعادة تأكيد تأثير الولايات المتحدة عالمياً على سياسات المناخ.
وأفادت الصحيفة، في تعليق لها بهذا الشأن، بأن بلينكن حذر أيضاً في تصريحاته من أن «تتخلف» الولايات المتحدة عن الصين فيما يخص الاقتصاد الأخضر، مشيراً إلى أن الصين تمتلك نحو ثلث براءات اختراع الطاقة المتجددة في العالم، وهي أكبر منتج ومصدر للألواح الشمسية وتوربينات الرياح والبطاريات والسيارات الكهربائية في العالم. وقال: «من الصعب تخيل فوز الولايات المتحدة في المنافسة الاستراتيجية طويلة الأمد مع الصين إذا لم نتمكن من قيادة ثورة الطاقة المتجددة».
وتعقيباً على ذلك، قالت «فاينانشيال تايمز» إن تعليقات بلينكن في هذا الشأن تسلط الضوء على المخاطر التي تواجه أكبر اقتصادين في العالم في الاستجابة لأزمة المناخ.
وأشارت إلى تعهد الرئيس الصيني شي جينبينغ بأن تصل بلاده إلى صافي انبعاثات كربون صفري بحلول عام 2060؛ حيث تتنافس بكين لأن يُنظر إليها على أنها رائدة في مفاوضات المناخ العالمية. وفي الوقت نفسه، قالت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إنها تسعى إلى «إعادة الدخول في معركة المناخ»، بهدف تحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050، وذلك بعد 4 سنوات سحبت خلالها إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب الولايات المتحدة من «اتفاقية باريس للمناخ»، وتراجعت عن القوانين والالتزامات الخاصة بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري... ولذلك أكد بلينكن أنه إذا لم تلحق الولايات المتحدة باستثمارات الطاقة النظيفة،
فإنها «ستهدر فرصة مهمة لتشكيل مستقبل المناخ في العالم بطريقة تعكس مصالحنا وقيمنا، وسنفقد عدداً لا يحصى من الوظائف للشعب الأميركي».
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الرئيس بايدن، الذي أعاد الولايات المتحدة إلى «اتفاق باريس» في أول يوم له بمنصبه، يستعد لاستضافة 40 من قادة العالم في قمة مناخية افتراضية ستعقد يومي الخميس والجمعة المقبلين، لمناقشة تعزيز أهداف الانبعاثات قبل «مؤتمر المناخ» ضمن الدورة السادسة والعشرين لـ«مؤتمر الأطراف» التابع للأمم المتحدة، المقرر عقدها في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
من جانبه، تعهد جون كيري، المبعوث الأميركي لشؤون المناخ، في نهاية الأسبوع الماضي، بأن تتعاون الولايات المتحدة مع الصين لمعالجة قضايا تغير المناخ، رغم التوترات المتزايدة بين الدولتين الكبيرتين على المستويين السياسي والتجاري، غير أن القمة المقبلة تعدّ جزءاً من جهود بايدن لعرض سياسات الطاقة الخضراء الجديدة، حيث تسعى الإدارة الأميركية إلى توليه زمام قيادة المنافسة طويلة الأمد مع الدولة الآسيوية.
لذلك صب بلينكن اهتمامه على شؤون الاقتصاد الأخضر، وأن قيمة السوق العالمية للطاقة المتجددة من المتوقع أن تصل إلى 2.15 تريليون دولار بحلول عام 2025، وأن «هذا يزيد على 35 ضعف حجم السوق الحالية لمصادر الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة»، مضيفاً أن قطاعي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح كانا من بين القطاعات الأسرع نمواً في سوق الوظائف في أميركا.


مقالات ذات صلة

عبد العزيز بن سلمان: قطاع المعادن جزءٌ لا يتجزّأ من أمن الطاقة

الاقتصاد وزير الطاقة السعودي يتحدث في إحدى جلسات مؤتمر التعدين بالرياض (الشرق الأوسط)

عبد العزيز بن سلمان: قطاع المعادن جزءٌ لا يتجزّأ من أمن الطاقة

أعلن وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان أن هناك سباقاً عالمياً لتأمين المعادن الحرجة، موضحاً أن قطاع المعادن جزء لا يتجزأ من أمن الطاقة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد زوار جناح شركة «مصدر» الإماراتية في القمة العالمية لطاقة المستقبل 2025 (إ.ب.أ)

الإمارات وإيطاليا وألبانيا توقع اتفاقية لربط شبكات الطاقة البحرية

وقَّعت إيطاليا وألبانيا والإمارات العربية المتحدة، يوم الأربعاء، صفقة بقيمة مليار يورو (نحو مليار دولار) لبناء ربط بحري للطاقة المتجددة عبر البحر الأدرياتيكي.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الاقتصاد الشيخ محمد بن زايد وعدد من رؤساء الدول في افتتاح «أسبوع أبوظبي للاستدامة» (وام)

«أسبوع أبوظبي» يؤكد ضرورة التوازن بين الحصول على الطاقة وضمان الاستدامة

أكدت الإمارات على أن العالم يشهد مرحلة تغييرات جذرية تقودها ثلاثة عوامل قوية ومؤثرة تتضافر معاً لإعادة صياغة وتشكيل المستقبل

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الاقتصاد شعار «مصدر» في فعاليات «القمة العالمية لطاقة المستقبل» (وام)

«مصدر» الإماراتية تدشن منشأة لإنتاج «واحد» غيغاوات من الطاقة المتجددة

قال الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل سلطان الجابر إن الشركة دشنت منشأة قادرة على إنتاج واحد غيغاوات من الطاقة النظيفة دون انقطاع.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
عالم الاعمال «جي إف إتش» تستثمر في «إنفينيرجي» بالتعاون مع «بلاكستون»

«جي إف إتش» تستثمر في «إنفينيرجي» بالتعاون مع «بلاكستون»

أعلنت «مجموعة جي إف إتش المالية» عن استثمارها في «إنفينيرجي»؛ الشركة العاملة في تشغيل وتطوير حلول الطاقة النظيفة.


«المركزي السعودي» يتيح خدمة «غوغل باي» خلال 2025

شعار البنك المركزي السعودي في مؤتمر التقنية المالية (تصوير: تركي العقيلي)
شعار البنك المركزي السعودي في مؤتمر التقنية المالية (تصوير: تركي العقيلي)
TT

«المركزي السعودي» يتيح خدمة «غوغل باي» خلال 2025

شعار البنك المركزي السعودي في مؤتمر التقنية المالية (تصوير: تركي العقيلي)
شعار البنك المركزي السعودي في مؤتمر التقنية المالية (تصوير: تركي العقيلي)

وقّع البنك المركزي السعودي (ساما) وشركة «غوغل» اتفاقية لإتاحة خدمة الدفع «غوغل باي» خلال هذا العام، عبر نظام المدفوعات الوطني (مدى) في المملكة.

وقال البنك المركزي السعودي في بيان، يوم الأربعاء، إن المستخدمين سيتمكنون من إجراء عمليات دفع وشراء متطورة وآمنة في المتاجر وعبر التطبيقات والإنترنت باستخدام «غوغل باي».

كما ستمكّن الخدمة المستخدمين من إضافة وإدارة بطاقات «مدى» والبطاقات الائتمانية الرقمية بسهولة وأمان عبر تطبيق «غوغل والت».

وتُعد خدمة «غوغل» للمدفوعات جزءاً من سلسلة حلول تهدف إلى تلبية احتياجات السوق، والارتقاء بمكانة السعودية بصفتها إحدى الدول في مجال التقنية المالية، بحسب البيان.

وتأتي هذه الاتفاقية في إطار جهود البنك المركزي لتعزيز منظومة المدفوعات الرقمية في المملكة التي تتماشى مع «رؤية 2030». وتعكس التزام «ساما» بتطوير بنية تحتية قوية للمدفوعات الرقمية للتحول إلى مجتمع أقل اعتماداً على النقد، من خلال توفير حلول دفع رقمية متقدمة تتواءم مع المعايير الدولية، وفق البنك المركزي.