مصر تحذر من موجة ثالثة للوباء

السيسي يوجه بتوفير التمويل لإنتاج لقاحات محلياً

أحد مراكز التطعيم في الإسماعيلية (رويترز)
أحد مراكز التطعيم في الإسماعيلية (رويترز)
TT

مصر تحذر من موجة ثالثة للوباء

أحد مراكز التطعيم في الإسماعيلية (رويترز)
أحد مراكز التطعيم في الإسماعيلية (رويترز)

وسط تحذيرات من انتشار فيروس كورونا المستجد خلال الموجة الثالثة، وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بـ«إزالة أي عوائق مالية تقف أمام مصر لإنتاج لقاحات (كورونا) على أرضها بما يكفي ما تحتاجه البلاد». وقال مستشار الرئيس المصري للشؤون الصحية والوقائية، محمد عوض تاج الدين، أمس، إن «الرئيس السيسي شدد على ضرورة توفير كل الاعتمادات المالية اللازمة، سواء بالمؤسسات الصحية أو الطبية والوقائية والمنتجة للدواء والأجهزة الطبية في مكافحة الوباء».
في حين بحثت وزيرة الصحة والسكان، هالة زايد، مع السفير الروسي لدى مصر جيورجي بوريسينكو، أمس، سبل التعاون لتوفير اللقاح الروسي «سبوتنك في». وقال مساعد وزيرة الصحة والسكان للإعلام والتوعية، خالد مجاهد، إن «الاجتماع تناول بحث فرص تصنيع اللقاح الروسي في مصر من خلال الشركات المصرية لضمان تلبية احتياجات مصر من اللقاحات، وزيادة فرص الاستثمارات، تمهيداً للتصدير للدول الأفريقية»، لافتاً إلى أن «اللقاح الروسي حصل على موافقة هيئة الدواء المصرية، ويُعطى على جرعتين بينهما 21 يوماً».
فيما أكد السفير الروسي «دعم بلاده الكامل للتعاون مع مصر خلال التصدي للجائحة في إطار عمق وترابط العلاقات بين مصر وروسيا»، مؤكداً «سعيه لإسراع إنهاء إجراءات إرسال كميات من اللقاح الروسي إلى مصر».
وفي إفادة رسمية أعلنت «الصحة المصرية» أنه «تم تسجيل 850 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معملياً للفيروس، و44 حالة وفاة جديدة»، مشيرة إلى أن «إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بالفيروس، حتى مساء أول من أمس، هو 216334 من ضمنهم 163479 حالة تم شفاؤها، و12738 حالة وفاة».
وأعلن المتحدث الرسمي باسم هيئة الدواء المصرية، محمود يس، أمس، أن «الهيئة استطاعت خلال العام الماضي تسجيل 16 مستحضراً من المستحضرات الدوائية الخاصة بعلاج الفيروس، وذلك وفقاً لآلية التسجيل الاستثنائي لبعض المستحضرات التي أقرتها الهيئة في أبريل (نيسان) الماضي». وأشارت رئيس الإدارة المركزية للمستحضرات الصيدلية بهيئة الدواء، حنان أمين، حسب بيان لـ«مجلس الوزراء المصري»، أمس، إلى أن «هيئة الدواء المصرية وجهت شركات الأدوية بضرورة زيادة إنتاجها من المستحضرات الدوائية المستخدمة في بروتوكول العلاج، وأنها قامت باتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان سرعة واستمرار ضخ المستحضرات الدوائية مع ضرورة الحفاظ على الخطط الإنتاجية للمستحضرات المهمة والاستراتيجية، وكذلك الحفاظ على المخزون الاستراتيجي من المواد الخام، وهو الأمر الذي تتم متابعته والتفتيش المستمر عليه من قبل التفتيش الصيدلي بهيئة الدواء».
من جهته، أشار مستشار الرئيس المصري للشؤون الصحية والوقائية إلى أن «مصر سوف تكون قاعدة مساهمة في إمداد الدول الصديقة وأفريقيا بصفة خاصة ومنطقة الشرق الأوسط بما تحتاجه من هذه اللقاحات»، موضحاً في تصريحات متلفزة له نقلتها وكالة أنباء «الشرق الأوسط»، أمس، أن «أزمة (كورونا) أثبتت أن وجود كيانات قوية علمية صحية وبشرية تخدم قطاع اللقاحات أصبحت ضرورة قومية مهمة للغاية»، مؤكداً أن «مصر تعاملت بحكمة شديدة، سواء من الناحية المؤسسية أو الدولة أو الكوادر البشرية المصرية في التعامل مع أزمة (كورونا)».
وقال مستشار الرئيس المصري للشؤون الصحية والوقائية، إننا «نمر بالمرحلة الثالثة من وباء (كورونا)، ونحتاج أن نتعاون ونتكامل للحد من انتشار الفيروس وتداعياته»، مضيفاً أنه «سيتم تقديم تسهيلات للحصول على اللقاح، حيث سيتم الإعلان عن أماكن جديدة لتسجيل الحصول على اللقاح، تيسيراً على كبار السن ممن لا يستطيعون التسجيل الإلكتروني للحصول على الجرعة الأولى والثانية».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».