«التاج الفوتوغرافي» يُعيد اكتشاف تراث الإسكندرية

معرض يضم 136 صورة لأشهر معالم المدينة المصرية

TT

«التاج الفوتوغرافي» يُعيد اكتشاف تراث الإسكندرية

عبر امتزاج الرؤية العصرية لفن التصوير الفوتوغرافي بعبق وسحر مدينة الإسكندرية الساحلية في مصر، يمكن لزوار معرض «التاج الفوتوغرافي» الذي ينظمه متحف المجوهرات الملكية بالتعاون مع نادي عدسة لفنون الفوتوغرافيا، أن يتذوقوا رائحة اليود في فضاء الأعمال المشاركة حتى لو لم يكن البحر ضمن مفردات الصورة، إذ إن المعرض يبرز جماليات العمارة والفنون التراثية لأشهر المعالم الملكية التي أنشئت في عهد أسرة محمد علي، فضلاً عن المكونات الجمالية لتفاصيل الحياة اليومية في ظل جائحة «كورونا» داخل متحف المجوهرات الملكية.
يشارك في المعرض 64 فناناً إسكندرانياً، ويضم 136 صورة، تنقسم إلى مجموعتين؛ الأولى تبرز جماليات فنون العمارة بأشهر المعالم الملكية في المدينة، فيما ترصد المجموعة الثانية شكل الحياة داخل متحف المجوهرات الملكية.
وتُعد الأعمال المشاركة حصيلة الإنتاج الفني للدورة الثانية من مهرجان «التاج الفوتوغرافي»، الذي ينظمه متحف المجوهرات الملكية بالتعاون مع نادي عدسة لفنون الفوتوغرافيا، بهدف إبراز جماليات المعالم الأثرية والقصور الملكية التي أنشئت في عهد أسرة محمد علي في المدينة وفق ريهام شعبان، مديرة متحف المجوهرات الملكية، التي تقول لـ«الشرق الأوسط» إن «المهرجان يهدف إلى استخدام فن التصوير الفوتوغرافي في إبراز جماليات المعالم الأثرية الملكية التي بُنيت في عهد أسرة محمد علي، وكذلك الترويج لمقتنيات متحف المجوهرات الملكية وعمارته المتميزة، وقد استمرت جولات التصوير بالمعالم الأثرية المختلفة نحو ثلاثة أشهر».
ومن أبرز المعالم التي تضمنتها الجولات وأبرزتها الأعمال المشاركة، أوبرا الإسكندرية، وكاتدرائية القديس مرقس، ومنطقة المتنزه، والمقابر اللاتينية، واستاد الإسكندرية، ومتحف الفنون الجميلة، ومتحف الإسكندرية القومي.
وتبرز روح المدينة المصرية الفريدة التي تستمدها من البحر المتوسط في جميع الأعمال المشاركة عبر تداخل فني تمتزج فيه جماليات المعالم الأثرية وفنون العمارة مع رائحة البحر كمكون ثقافي حفر تفرد المدينة ورسم تفاصيل خصوصيتها الثقافية منذ مئات السنين.
واستخدم العديد من الفنانين تقنيات التصوير الحديثة لرسم أبعاد أفكارهم، ما جعل الكثير من الصور تتحول إلى رؤية فنية خاصة ترسم خيوطها مفردات وتكوينات تتداخل فيها أحجار المعالم الأثرية مع روح المدينة وأهلها وشخصيتها، ففي عمل للفنان أحمد سامي هاشم، بدت المعالم الرئيسية لمنطقة المنتزه الشهيرة مجتمعة في لقطة واحدة، كما وظف الفنان الضوء ليعطي للمشهد حيوية الزمن واستمراريته، من خلال اقتناص مفردات وخيوط تغيرات ضوء النهار منذ الظهيرة حتى وقت الغروب الذي يمثل ذروة التفاعل بين المعالم الأثرية والزمن، ويقول الفنان أحمد سامي هاشم، لـ«الشرق الأوسط»، إن «توظيف الضوء بالصورة تم عبر التقاط أكثر من لقطة لاقتناص حركة النهار وتغيره منذ وقت الظهيرة حتى غروب الشمس، وتجميعها ليصبح الضوء أحد أبطال المشهد ومكوناً أساسيا لمفردات اللوحة».
وفازت صورة «بانوراما المتنزه» للفنان أحمد سامي هاشم بالمركز الأول في فئة «الإسكندرية الملكية» وجائزة الأفضل مشاركة خلال فعاليات افتتاح المعرض الذي يستمر لمدة شهر ضمن 6 فائزين من الفنانين المشاركين، بينهم الفنان الدكتور أشرف سعد جلال، الذي فاز بالجائزة الأولى في فئة «الحياة في القصر»، فيما فاز بالمركز الثاني في فئة «الإسكندرية الملكية» الفنان عادل بيومي عن صورة لفنار المتنزه، والمركز الثالث الفنانة إسراء حفني عن صورة لأوبرا الإسكندرية، وفي فئة «الحياة في القصر» فاز بالمركز الثاني الفنان محمد هشام، والمركز الثالث الفنانة هبة حلبي.
واقتنص الفنان الدكتور أشرف سعد جلال لقطة لأحد زوار متحف المجوهرات الملكية في ظل جائحة كورونا يتطلع إلى لوحة زيتية تصور روميو وجولييت. ويقول الدكتور علاء الباشا، مدير نادي عدسة لفنون الفوتوغرافيا، لـ«الشرق الأوسط» إن «الأعمال المشاركة بالمعرض أبرزت جماليات المعالم الأثرية الشهيرة بالإسكندرية الملكية بشكل مختلف يوظف الحركة مع مفردات وتكوين فن التصوير الفوتوغرافي بما عكس روح المدينة وشخصيتها الفريدة وعناصر تميزها، فضلاً عن تداخل مكونات الصورة الثابتة للمعالم الأثرية مع حركة الزمن والبشر».


مقالات ذات صلة

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

يوميات الشرق تم بيع القطعة النادرة بـ2.09 مليون دولار ضمن مزاد في جنيف (أ.ف.ب)

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

بيعت قطعة نقود ذهبية رومانية نادرة جداً تحمل صورة بروتوس، أحد المشاركين في قتل يوليوس قيصر، لقاء 2.09 مليون دولار ضمن مزاد أقيم الاثنين في جنيف

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق بقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود لعصر الإيوسيني المبكر في طبقات لصخور جيرية (الشرق الأوسط)

اكتشاف تاريخي لبقايا كائنات بحرية في السعودية عمرها 56 مليون سنة

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية اليوم (الأحد)، عن اكتشاف لبقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود للعصر الإيوسيني المبكر.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق معرض يحكي قصة العطور في مصر القديمة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

معرض أثري يتتبع «مسيرة العطور» في مصر القديمة

يستعيد المتحف المصري بالتحرير (وسط القاهرة) سيرة العطر في الحضارة المصرية القديمة عبر معرض مؤقت يلقي الضوء على صناعة العطور في مصر القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الفيلا تدلّ على «أسلوب حياة فاخر» (تيفونت أركيولوجي)

اكتشاف آثار فيلا رومانية فاخرة على الأرض البريطانية

اكتشف علماء آثار و60 متطوّعاً فيلا رومانية تدلّ على «أسلوب حياة فاخر»، وذلك في مقاطعة يلتشاير البريطانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

في إنجاز عربي جديد يطمح إلى صون التراث وحفظ الهوية، أعلنت منظمة «اليونيسكو»، الأربعاء، عن تسجيل عنصر «الحناء» تراثاً ثقافياً لا مادياً.


«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.