مصر: تشديد على الضوابط الوقائية مع ارتفاع الإصابات

القوات المسلحة المصرية تُعقم المساجد الكبرى (صفحة المتحدث العسكري على فيسبوك)
القوات المسلحة المصرية تُعقم المساجد الكبرى (صفحة المتحدث العسكري على فيسبوك)
TT

مصر: تشديد على الضوابط الوقائية مع ارتفاع الإصابات

القوات المسلحة المصرية تُعقم المساجد الكبرى (صفحة المتحدث العسكري على فيسبوك)
القوات المسلحة المصرية تُعقم المساجد الكبرى (صفحة المتحدث العسكري على فيسبوك)

شدّدت الحكومة المصرية مجدداً، أمس، «على ضرورة الالتزام بتطبيق جميع الإجراءات والضوابط الوقائية للتصدي لانتشار فيروس (كورونا المستجد)، ولا سيما مع تزايد الإصابات». ودعا رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، لـ«تطبيق الغرامات الفورية على المخالفين للضوابط والإجراءات الاحترازية، ومراعاة عدم التزاحم والتكدس في الأسواق والأماكن العامة». في حين وعدت وزارة الصحة المصرية بـ«زيادة عدد مراكز تلقي لقاح الفيروس». وأشارت إلى أن «150 ألف مواطن تلقوا اللقاح حتى الآن».
وواصل منحنى إصابات الفيروس الارتفاع في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية «تسجيل 823 حالة إصابة جديدة، و39 حالة وفاة جديدة». وبحسب وزارة الصحة، فإن «إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بالفيروس، حتى مساء أول من أمس، هو 212130 من ضمنهم 160431 حالة تم شفاؤها، و12526 حالة وفاة».
وقالت وزيرة الصحة المصرية، هالة زايد، إن «تزايد أعداد الإصابات بالفيروس خلال هذه المرحلة، يستوجب التزام المواطنين باتباع الإجراءات الاحترازية والوقائية وخصوصاً ارتداء الكمامة»، موضحة أنه «تم تجهيز (أرض المعارض الدولية) بضاحية مدينة نصر (شرق القاهرة) لتقديم اللقاح لعدد أكبر من المواطنين والعاملين في الجهات الحكومية مع تزايد الأعداد المتوافرة من اللقاح خلال الفترة المقبلة»، لافتة خلال اجتماع مجلس الوزراء المصري، أمس، إلى أنه «نظراً لظروف شهر رمضان، فقد تم مد ساعات عمل مراكز تلقي اللقاح إلى الساعة 10 مساء».
وبينما دعت وزيرة الصحة إلى «أهمية توعية المواطنين بعدم تأثير اللقاح على الصيام أو التسبب في إبطاله، إلى جانب التأكيد على أن اللقاح لا ينتج عنه أي أعراض جانبية»، قال وزير الأوقاف المصري، محمد مختار جمعة، أمس، إن «أخذ لقاح (كورونا) بطريق الحقن لا يبطل الصوم».
في حين أكد وكيل وزارة الصحة للشؤون الوقائية، محمد عبد الفتاح، أن «خطة وزارة الصحة للتطعيم باللقاح تتسم بالمرونة والتحديث خلال مواجهة أزمة الفيروس، حيث جرى البدء بـ40 مركز تطعيم للقاح، وتم زيادة 139 مركزاً، وأخيرا وجهت وزيرة الصحة المصرية بإضافة 200 مركز تطعيم»، موضحاً أن «هناك استعدادا لزيادة مراكز الحصول على اللقاح»، لافتاً في تصريحات متلفزة، مساء أول من أمس، إلى أنه «جرى التسجيل لما يقارب 900 ألف أو مليون مواطن على الموقع الإلكتروني، وما يقرب من 150 ألف مواطن تلقوا لقاح (سنيوفارم) و(أسترازينيكا)».
وفي إطار دور القوات المسلحة المصرية لمساندة أجهزة الدولة المصرية لمجابهة انتشار الفيروس، واصلت الإدارات التخصصية القيام بأعمال التطهير والتعقيم للأماكن التي يرتادها كثير من المواطنين بشكل يومي في رمضان، لتجنب ارتفاع أعداد المصابين. ووفق بيان للمتحدث العسكري المصري، أمس، فإن «عربات التطهير والتعقيم المتحركة والثقيلة وأطقم التطهير المحمولة قاموا بتنفيذ عمليات التطهير والتعقيم الوقائي لعدد من المساجد الكبرى التي تشهد إقبالاً من المصلين لأداء الشعائر خلال رمضان حيث تم تعقيم الجامع الأزهر، ومسجد الحسين (وسط القاهرة)، ومسجد عمرو بن العاص (جنوب القاهرة)». ولفت المتحدث العسكري إلى أن «أعمال التطهير شملت واجهات المساجد والأرضيات والحوائط، واستخدمت في أعمال التطهير والتعقيم المواد الكيميائية المطابقة للمواصفات القياسية بما يحقق أفضل النتائج».


مقالات ذات صلة

صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )

«مقترح مصري» يحرّك «هدنة غزة»

رد فعل امرأة فلسطينية في موقع غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي النازحين بغزة (رويترز)
رد فعل امرأة فلسطينية في موقع غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي النازحين بغزة (رويترز)
TT

«مقترح مصري» يحرّك «هدنة غزة»

رد فعل امرأة فلسطينية في موقع غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي النازحين بغزة (رويترز)
رد فعل امرأة فلسطينية في موقع غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي النازحين بغزة (رويترز)

حديث إسرائيلي عن «مقترح مصري» تحت النقاش لإبرام اتفاق هدنة في قطاع غزة، يأتي بعد تأكيد القاهرة وجود «أفكار مصرية» في هذا الصدد، واشتراط إسرائيل «رداً إيجابياً من (حماس)» لدراسته، الخميس، في اجتماع يترأسه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

تلك الأفكار، التي لم تكشف القاهرة عن تفاصيلها، تأتي في «ظل ظروف مناسبة لإبرام اتفاق وشيك»، وفق ما يراه خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، مع ضغوط من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإطلاق سراح الرهائن قبل وصوله للبيت الأبيض، كاشفين عن أن «حماس» تطالب منذ طرح هذه الأفكار قبل أسابيع أن يكون هناك ضامن من واشنطن والأمم المتحدة حتى لا تتراجع حكومة نتنياهو بعد تسلم الأسرى وتواصل حربها مجدداً.

وكشفت هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء، عن أن «إسرائيل تنتظر رد حركة حماس على المقترح المصري لوقف الحرب على غزة»، لافتة إلى أن «(الكابينت) سيجتمع الخميس في حال كان رد (حماس) إيجابياً، وذلك لإقرار إرسال وفد المفاوضات الإسرائيلي إلى القاهرة».

فلسطيني نازح يحمل كيس طحين تسلمه من «الأونروا» في خان يونس بجنوب غزة الثلاثاء (رويترز)

ووفق الهيئة فإن «المقترح المصري يتضمن وقفاً تدريجياً للحرب في غزة وانسحاباً تدريجياً وفتح معبر رفح البري (المعطل منذ سيطرة إسرائيل على جانبه الفلسطيني في مايو/أيار الماضي) وأيضاً عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة».

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأربعاء، خلال حديث إلى جنود في قاعدة جوية بوسط إسرائيل إنه «بسبب الضغوط العسكرية المتزايدة على (حماس)، هناك فرصة حقيقية هذه المرة لأن نتمكن من التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن».

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أكد، الأربعاء، استمرار جهود بلاده من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة. وقال عبد العاطي، في مقابلة مع قناة «القاهرة الإخبارية»: «نعمل بشكل جاد ومستمر لسرعة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار في غزة»، مضيفاً: «نأمل تحكيم العقل ونؤكد أن غطرسة القوة لن تحقق الأمن لإسرائيل».

وأشار إلى أن بلاده تعمل مع قطر وأميركا للتوصل إلى اتفاق سريعاً.

يأتي الكلام الإسرائيلي غداة مشاورات في القاهرة جمعت حركتي «فتح» و«حماس» بشأن التوصل لاتفاق تشكيل لجنة لإدارة غزة دون نتائج رسمية بعد.

وكان عبد العاطي قد قال، الاثنين، إن «مصر ستستمر في العمل بلا هوادة من أجل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين»، مؤكداً أنه «بخلاف استضافة حركتي (فتح) و(حماس) لبحث التوصل لتفاهمات بشأن إدارة غزة، فالجهد المصري لم يتوقف للحظة في الاتصالات للتوصل إلى صفقة، وهناك رؤى مطروحة بشأن الرهائن والأسرى».

عبد العاطي أشار إلى أن «هناك أفكاراً مصرية تتحدث القاهرة بشأنها مع الأشقاء العرب حول وقف إطلاق النار، وما يُسمى (اليوم التالي)»، مشدداً على «العمل من أجل فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني» الذي احتلته إسرائيل في مايو الماضي، وكثيراً ما عبّر نتنياهو عن رفضه الانسحاب منه مع محور فيلادلفيا أيضاً طيلة الأشهر الماضية.

وكان ترمب قد حذر، الاثنين، وعبر منصته «تروث سوشيال»، بأنه «سيتم دفع ثمن باهظ في الشرق الأوسط» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة قبل أن يقسم اليمين رئيساً في 20 يناير (كانون الثاني) 2025.

دخان يتصاعد بعد ضربة إسرائيلية على ضاحية صبرا في مدينة غزة الثلاثاء (أ.ف.ب)

وأفاد موقع «أكسيوس» الأميركي بأن مايك والتز، مستشار الأمن القومي الذي اختاره ترمب، سيقابل وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمير، الأربعاء، لمناقشة صفقة بشأن قطاع غزة.

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور عبد المهدي مطاوع أن «المقترح المصري، حسبما نُشر في وسائل الإعلام، يبدأ بهدنة قصيرة تجمع خلالها (حماس) معلومات كاملة عن الأسرى الأحياء والموتى ثم تبدأ بعدها هدنة بين 42 و60 يوماً، لتبادل الأسرى الأحياء وكبار السن، ثم يليها حديث عن تفاصيل إنهاء الحرب وترتيبات اليوم التالي الذي لن تكون (حماس) جزءاً من الحكم فيه»، مضيفاً: «وهذا يفسر جهود مصر بالتوازي لإنهاء تشكيل لجنة إدارة القطاع».

وبرأي مطاوع، فإن ذلك المقترح المصري المستوحى من هدنة لبنان التي تمت الأسبوع الماضي مع إسرائيل أخذ «دفعة إيجابية بعد تصريح ترمب الذي يبدو أنه يريد الوصول للسلطة والهدنة موجودة على الأقل».

هذه التطورات يراها الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية اللواء سمير فرج تحفز على إبرام هدنة وشيكة، لكن ليس بالضرورة حدوثها قبل وصول ترمب، كاشفاً عن «وجود مقترح مصري عُرض من فترة قريبة، و(حماس) طلبت تعهداً من أميركا والأمم المتحدة بعدم عودة إسرائيل للحرب بعد تسلم الرهائن، والأخيرة رفضت»، معقباً: « لكن هذا لا ينفي أن مصر ستواصل تحركاتها بلا توقف حتى التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن في أقرب وقت ممكن».

ويؤكد الأكاديمي المصري المتخصص في الشؤون الإسرائيلية الدكتور أحمد فؤاد أنور أن «هناك مقترحاً مصرياً ويسير بإيجابية، لكن يحتاج إلى وقت لإنضاجه»، معتقداً أن «تصريح ترمب غرضه الضغط والتأكيد على أنه موجود بالمشهد مستغلاً التقدم الموجود في المفاوضات التي تدور في الكواليس لينسب له الفضل ويحقق مكاسب قبل دخوله البيت الأبيض».

ويرى أن إلحاح وسائل الإعلام الإسرائيلية على التسريبات باستمرار عن الهدنة «يعد محاولة لدغدغة مشاعر الإسرائيليين والإيحاء بأن حكومة نتنياهو متجاوبة لتخفيف الضغط عليه»، مرجحاً أن «حديث تلك الوسائل عن انتظار إسرائيل رد (حماس) محاولة لرمي الكرة في ملعبها استغلالاً لجهود القاهرة التي تبحث تشكيل لجنة لإدارة غزة».

ويرى أنور أن الهدنة وإن بدت تدار في الكواليس فلن تستطيع حسم صفقة في 48 ساعة، ولكن تحتاج إلى وقت، معتقداً أن نتنياهو ليس من مصلحته هذه المرة تعطيل المفاوضات، خاصة أن حليفه ترمب يريد إنجازها قبل وصوله للسلطة، مستدركاً: «لكن قد يماطل من أجل نيل مكاسب أكثر».