دراسة: عقاب طفلك بدنياً قد يؤثر على نمو دماغه

تعرض الطفل للضرب قد يؤثر مستقبلاً في قدرته على صنع القرار ومعالجة المواقف (ديلي ميل)
تعرض الطفل للضرب قد يؤثر مستقبلاً في قدرته على صنع القرار ومعالجة المواقف (ديلي ميل)
TT
20

دراسة: عقاب طفلك بدنياً قد يؤثر على نمو دماغه

تعرض الطفل للضرب قد يؤثر مستقبلاً في قدرته على صنع القرار ومعالجة المواقف (ديلي ميل)
تعرض الطفل للضرب قد يؤثر مستقبلاً في قدرته على صنع القرار ومعالجة المواقف (ديلي ميل)

حذرت دراسة جديدة من أن صفع وضرب الآباء لأطفالهم يمكن أن يؤثر على نمو أدمغتهم ويؤثر على استجاباتهم العصبية لما يحدث حولهم.
وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فقد حققت الدراسة، التي أجراها باحثون بجامعة هارفارد الأميركية، في آثار الضرب والعقاب البدني، على أدمغة 147 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 10 و11 عاماً.
وقام الباحثون بتصوير أدمغة الأطفال باستخدام جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، أثناء مشاهدتهم لشاشة كومبيوتر تعرض صوراً مختلفة لممثلين بتعبيرات وجه «مخيفة» وآخرون بتعبيرات «محايدة».
وتم تحليل الصور التي التقطها جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي لتحديد ما إذا كانت تعبيرات الوجه المختلفة تثير أنماطاً متباينة من أنشطة الدماغ لدى الأطفال الذين تعرضوا للصفع من قبل آبائهم مقارنة بأولئك الذين لم يتعرضوا لذلك.
ووجدت الدراسة أن الأطفال الذين تعرضوا للضرب كان لديهم استجابة عصبية أكبر في مناطق متعددة من قشرة الفص الجبهي بالدماغ عند مشاهدتهم لتعبيرات الوجه المخيفة، مقارنة بالأطفال الآخرين الذين لم تظهر عليهم استجابات مقلقة.
وأشار فريق الدراسة إلى أن هذه الاستجابات قد تؤثر مستقبلاً على قدرتهم على صنع القرار ومعالجة المواقف.
كما كشف الباحثون أن ضرب الآباء لأطفالهم يترك تأثيراً على أدمغتهم مشابهاً للتأثير الذي تتركه «أشكال العنف الأكثر شدة» التي قد يتعرضون لها.
وقالت كاتي ماكلولين، التي قادت فريق الدراسة: «نحن نعلم أن الأطفال الذين يتعرضون للعقاب البدني من أسرهم هم أكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب ومشاكل السلوك ومشاكل الصحة العقلية الأخرى، لكن الكثير من الناس لا يفكرون في الضرب كشكل من أشكال العنف». وأضافت: «في هذه الدراسة، أردنا فحص ما إذا كان تأثير الصفع على أدمغة الأطفال واستجاباتهم العصبية قريباً من التأثير الذي يتركه العنف الشديد الذي قد يتعرضون له خارج المنزل. وقد وجدنا أن التأثيرين متشابهان بشكل كبير».
ويعتقد الباحثون أن الدراسة هي خطوة أولى نحو مزيد من التحليل للتأثيرات المحتملة للعقاب البدني على نمو دماغ الأطفال.
وعلق متحدث باسم «الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال» على الدراسة بقوله: «هناك دليل واضح على أن العقاب الجسدي يضر برفاهية الأطفال وقد يعرضهم لمشكلات صحية في المستقبل».
وعبر المتحدث عن أمله في أن تشجع نتائج الدراسة الآباء على استخدام طرق بديلة إيجابية لتعليم أطفالهم الفرق بين الصواب والخطأ، وأن «تفتح أعين الناس على العواقب السلبية المحتملة للعقاب البدني بطرق لم يفكروا بها من قبل».


مقالات ذات صلة

نقص الحديد في بداية الحمل قد يصيب طفلك بأمراض القلب

صحتك نقص الحديد في بداية الحمل قد يصيب طفلك بأمراض القلب (رويترز)

نقص الحديد في بداية الحمل قد يصيب طفلك بأمراض القلب

كشفت دراسة جديدة، عن أن انخفاض مستويات الحديد في بداية الحمل يزيد بشكل كبير من خطر إصابة الأطفال بأمراض القلب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك توجد البروبيوتيك في الزبادي اليوناني والعادي (رويترز)

أطعمة تقلل الشعور بالقلق والتوتر

كشفت دراسة جديدة أن الأطعمة التي تحتوي على البروبيوتيك يمكن أن تسهم بشكل فعال في تحسين الصحة النفسية وتقليل التوتر والقلق.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك 6 علامات رئيسية تُنبئ بضرورة استشارة طبيبك بشأن نومك (رويترز)

6 علامات تحذيرية بشأن النوم تخفي مشكلات وخيمة على صحتك الجسدية والعقلية

أصبح من المعلوم أن الحصول على قسط كافٍ من النوم ضروري لتحسين صحة الإنسان، ومع ذلك، يعاني ملايين الأشخاص من أجل الحصول على الفترة الكافية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك طبيب ينظر إلى فحوصات التصوير المقطعي للدماغ في معهد بانر لألزهايمر في فينيكس (أ.ب)

5 إجراءات للوقاية من الاكتئاب والخرف والسكتة الدماغية

أكدت دراسة جديدة أن ما لا يقل عن 60 في المائة من حالات السكتة الدماغية، و40 في المائة من حالات الخرف، و35 في المائة من حالات الاكتئاب يمكن التصدي لها

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
رياضة عربية في السنوات الأخيرة شهد عالم الرياضة واللياقة البدنية تصاعداً لافتاً في شعبية رياضة البيلاتس (الشرق الأوسط)

ثورة البيلاتس: كيف غزت «الريفورمر» عالم اللياقة؟

في السنوات الأخيرة، شهد عالم الرياضة واللياقة البدنية تصاعداً لافتاً في شعبية رياضة البيلاتس، وتحديداً «بيلاتس ريفورمر»، التي تحوّلت من ممارسة علاجية إلى نمط حي

فاتن أبي فرج (بيروت )

الرضّع يتعلمون كلمات جديدة من دون رؤية ما ترمز إليه

الرضّع قادرون على استنتاج معاني الكلمات من السياق (جامعة نورثويسترن)
الرضّع قادرون على استنتاج معاني الكلمات من السياق (جامعة نورثويسترن)
TT
20

الرضّع يتعلمون كلمات جديدة من دون رؤية ما ترمز إليه

الرضّع قادرون على استنتاج معاني الكلمات من السياق (جامعة نورثويسترن)
الرضّع قادرون على استنتاج معاني الكلمات من السياق (جامعة نورثويسترن)

كشفت دراسة أميركية أن الأطفال الرضّع بعمر 15 شهراً قادرون على تعلم كلمات جديدة تُشير إلى أشياء لم يشاهدوها من قبل، فقط من خلال السياق اللغوي للكلام الذي يسمعونه.

وأوضح الباحثون من جامعتي «نورثويسترن» و«هارفارد»، أن هذه النتائج تُعزز أهمية التفاعل اللغوي المستمر مع الأطفال، حتى لو لم يكونوا قد بدأوا الكلام بعد، إذ تُسهم الكلمات التي يسمعونها في بناء قاعدة معرفية مبكرة تدعم تعلمهم لاحقاً، ونُشرت النتائج، الأربعاء، بدورية «PLOS One».

ويتمتع البشر بقدرة لغوية فريدة تُمكّنهم من تعلُّم كلمات جديدة حتى دون مشاهدة الأشياء التي تُشير إليها تلك الكلمات بشكل مباشر؛ حيث يلتقطون معانيها بسلاسة من خلال المحادثات اليومية، اعتماداً على السياق العام لفهمها. لكن متى تبدأ هذه القدرة في الظهور؟ وما الذي يُمكّن الطفل من بناء تصور ذهني لشيء لم يره بعينيه؟

للإجابة عن هذه الأسئلة، شملت الدراسة 134 رضيعاً، نصفهم في عمر 12 شهراً ونصفهم الآخر في عمر 15 شهراً، وجرى تنفيذ تجربة مكوَّنة من 3 مراحل.

في الأولى، عُرضت صور لأشياء مألوفة ترافقها كلماتها، مثل تفاحة، وموزة، وعنب، لتعزيز الفهم الأساسي لدى الطفل.

وفي المرحلة الثانية، استُخدمت كلمة جديدة مثل كومكوات (نوع غير شائع من الفاكهة يشبه البرتقال) في سياق حديث عن الفواكه، في حين لم يكن الكائن المشار إليه ظاهراً أمام الطفل.

أما في الثالثة، فعُرض على الأطفال شيئان جديدان هما كومكوات، ومضرب خفق مثلاً، وسُئلوا: «أين الكومكوات؟».

وأظهرت النتائج أن الأطفال بعمر 15 شهراً نظروا لفترة أطول نحو الكومكوات (الفاكهة) مقارنة بالعنصر الآخر (الأداة)، رغم أنهم لم يروه من قبل، ما يُشير إلى أنهم استخدموا السياق اللغوي لتوقُّع أن الكلمة تُشير إلى فاكهة.

فيما لم يُظهر الأطفال بعمر 12 شهراً هذا التفضيل، ما يدل على أن القدرة على الاستنتاج من السياق تبدأ بالتطور بعد سن السنة بقليل.

ووفقاً للباحثين، فإن هذه الدراسة تُثبت أن الأطفال لا يحتاجون إلى رؤية الشيء ليتعلموا اسمه، بل يُمكنهم استنتاج معنى الكلمة من خلال الاستماع للمحادثات اليومية، حتى عندما لا يكون الكائن موجوداً أمامهم.

وقالت الدكتورة ساندرا واكسمان، الباحثة الرئيسية في الدراسة بجامعة نورثويسترن: «تُعد هذه النتائج أول دليل مباشر على أن الأطفال في هذه السن المبكرة قادرون على تكوين تمثيل ذهني لكائن ما بمجرد الاستماع إلى كلمات جديدة في سياق لغوي غني، حتى إن لم يكونوا قد رأوا هذا الشيء فعلياً».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «كثيرون يعتقدون أن الأطفال لا يستطيعون تعلُّم الكلمات الجديدة إلا إذا شاهدوا الشيء الذي تُشير إليه الكلمة مباشرة، لكن في الواقع، الأطفال يسمعون كلمات كثيرة في محادثات يومية لا تتعلق بأشياء موجودة أمامهم، ومع ذلك يُمكنهم ربط المعنى بالسياق».