القاهرة وواشنطن تنسقان لدعم التعاون العسكري ومواجهة «التحديات»

قائد القوات البحرية المصرية يلتقي نظيره الأميركي في الإسكندرية

قائد القوات البحرية المصرية يلتقي الفريق بابارو (المتحدث العسكري)
قائد القوات البحرية المصرية يلتقي الفريق بابارو (المتحدث العسكري)
TT

القاهرة وواشنطن تنسقان لدعم التعاون العسكري ومواجهة «التحديات»

قائد القوات البحرية المصرية يلتقي الفريق بابارو (المتحدث العسكري)
قائد القوات البحرية المصرية يلتقي الفريق بابارو (المتحدث العسكري)

نسقت مصر وأميركا أمس، لدعم «التعاون العسكري ومواجهة (التحديات)». والتقى الفريق أحمد خالد، قائد القوات البحرية المصرية، الفريق بحرى صامويل بابارو، قائد القوات البحرية التابعة للقيادة المركزية الأميركية وقائد الأسطول الخامس وقائد القوة البحرية المشتركة (CMF) والوفد المرافق له، بمقر قيادة القوات البحرية بقاعدة رأس التين البحرية بالإسكندرية، وذلك خلال زيارته الرسمية لمصر. ووفق بيان للمتحدث العسكري المصري أمس، فقد «عقد الجانبان جلسة مباحثات تناولت دعم علاقات التعاون العسكري والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وتنسيق الجهود بشأن سبل مواجهة (التهديدات) و(التحديات) المشتركة فيما يتعلق بأمن واستقرار المنطقة، وتعظيم مشاركة مصر في القوة البحرية المشتركة (CMF) بما يتناسب مع دور مصر المحوري كقوة مؤثرة بالمنطقة».
وبحسب بيان المتحدث العسكري المصري، فإن «قائد القوات البحرية التابعة للقيادة المركزية الأميركية أكد حرص بلاده على زيادة أوجه التعاون البحري مع مصر، من خلال التوسع في مجال التدريبات المشتركة»، موضحاً أن «مصر تمثل مفتاح الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط».
من جانبه، أشاد الفريق خالد بتطور علاقات التعاون العسكري المشترك بين القوات البحرية لكلا البلدين الصديقين، خاصة في «المجالات التقنية ونقل وتبادل الخبرات في عمليات الأمن البحري، ومجال الأمن السيبراني والتدريبات المشتركة»... حضر اللقاء عدد من قادة القوات البحرية المصرية والأميركية.
إلى ذلك، شهد الفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، أمس، المرحلة الرئيسية للمشروع التدريبي «الفاتح - 2021»، والذي تنفذه إحدى وحدات المنطقة الجنوبية العسكرية، بالتعاون مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، والذي استمر لأيام عدة، وذلك في إطار الخطة السنوية للتدريب القتالي لتشكيلات ووحدات القوات المسلحة.
وأكد بيان للمتحدث العسكري المصري أمس، أن «المرحلة الرئيسية للمشروع التدريبي تضمنت، عرض الإجراءات المنفذة أثناء مرحلة التحضير والتنظيم للمعركة والتحرك للتغلب على عناصر نطاق الأمن ودفع القوة الرئيسية لتحقيق المهام المخطط، والتخطيط لتطهير إحدى جزر البحر الأحمر وقرية حدودية من العناصر (الإرهابية المتسللة)، وتنفيذ رمايات (غير نمطية) بالذخيرة الحية»، لافتاً بأنه «قد ظهر خلال المرحلة ما وصلت إليه العناصر المشاركة من مهارات قتالية عالية ودقة، في تنفيذ المهام المخططة والطارئة بكفاءة عالية».
وناقش رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية عدداً من القادة والضباط المشاركين بالمشروع في أسلوب تنفيذهم للمهام المكلفين بها، وقام بفرض عدد من المواقف التكتيكية الطارئة للتأكد من «قدرتهم على اتخاذ القرار السليم لمواجهـة التغيـرات الحادة والسريعة أثنـاء سير المعركة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.