ردود الفعل على تصريحات دي ميستورا حول «الأسد جزء من الحل لتقليل العنف» تتصاعد

جماعة سورية مسلحة تقاطع المبعوث الدولي.. ومكتبه يؤكد تمسكه ببيان جنيف

ردود الفعل على تصريحات دي ميستورا حول «الأسد جزء من الحل لتقليل العنف» تتصاعد
TT

ردود الفعل على تصريحات دي ميستورا حول «الأسد جزء من الحل لتقليل العنف» تتصاعد

ردود الفعل على تصريحات دي ميستورا حول «الأسد جزء من الحل لتقليل العنف» تتصاعد

انتقدت جماعة سورية معارضة مسلحة أمس الاثنين مبعوثا للأمم المتحدة يسعى لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بين القوات السورية والجماعات المسلحة في حلب، وقالت إنها لن تلتقي به لأنه تبنى «مواقف غير نزيهة».
وجاء بيان «مجلس قيادة الثورة» عقب تصريحات لستيفان دي ميستورا الجمعة الماضي، وصف فيها الرئيس السوري بشار الأسد بأنه «جزء من الحل الرامي لتقليل العنف»، وأضاف أنه سيستمر في المباحثات معه بعد أن أجرى في الأسبوع الماضي محادثات في دمشق.
وقال البيان «قرر المجلس بفصائله مجتمعة رفض اللقاء مع المبعوث الأممي لمواقفه غير النزيهة تجاه ثورة الشعب السوري».
ومنذ أكتوبر (تشرين الأول) يعمل دي ميستورا على وضع خطة للتوسط من أجل «تجميد محلي» في سوريا، حيث أدت الحرب الأهلية إلى مقتل أكثر من 200 ألف شخص في 4 أعوام. وكانت جماعات مسلحة معارضة في الشمال قد أبدت تحفظات على الخطة قائلة إنها قد تفيد قوات الأسد.
وفي وقت سابق هذا الشهر قال دبلوماسيون إن المحادثات بشأن الخطة وصلت إلى طريق مسدود بعد أن قالت دمشق إنها لا ترى حاجة لتقديم تنازلات للجماعات المسلحة اليائسة.
وفي اتصال لـ«الشرق الأوسط» مع مديرة مكتب مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا جولييت توما، للتعليق على موقف الفصيل المعارض، إضافة لإلقاء الضوء على تصريح دي ميستورا ألغامض الأسبوع الماضي، قالت: «يشدد مكتبه على أن بيان جنيف (من عام 2012) هو نقطة الاستناد الأساسية فيما يتعلق بالوصول إلى حل سياسي طويل الأمد للأزمة السورية، وعلى الرئيس الأسد والسلطات السورية المساهمة في الوصول إلى حل يضع حدا للعنف والمأساة الإنسانية في سوريا».
وأضافت: حاليا يقوم المبعوث الخاص بتركيز جهوده على الوصول إلى تجميد للقتال الدائر في حلب وتخفيض نسبة العنف. وتابعت بقولها: «يُعتبر الرئيس الأسد، الذي يمثل طرفا من أطراف النزاع، عنصرا حيويا من أجل تحقيق تجميد القتال على الأرض في حلب».
على صعيد آخر قال مسؤول في الخارجية الأميركية طلب عدم نشر اسمه لـ«الشرق الأوسط»، إن الولايات المتحدة ستظل تدعو إلى رحيل الرئيس الأسد. وإن دي ميستورا غيّر تصريحاته في وقت لاحق. وأضاف مسؤول الخارجية أن «التعامل مع الأسد مرحلي وذلك بغرض حل المشكلة». وأضاف: «نحن نعترف بدور حكومة الأسد في حل المشكلة، من دون أن يقلل ذلك من تأكيدنا بأن الأسد يجب أن يرحل». ونوه المسؤول إلى تصريحات أدلت بها أول من أمس، جنيفر بساكي، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، وقالت فيها إن الولايات المتحدة تدعم جهود مبعوث الأمم المتحدة، وإنها تعمل لمساعدته في إنجاز مهمته.
وكانت جنيفر بساكي، قالت الشهر الماضي، في إجابة عن سؤال في مؤتمرها الصحافي اليومي عن اشتراك نظام الأسد في هذه الاجتماعات: «نحن نعلم أن نظام الأسد يجب أن يكون جزءا من المفاوضات للوصول إلى صيغة الحكم الانتقالي. واضح أنه لا بد أن يكون له مقعد على الطاولة. هذا هو السبب في أن ممثليه كانوا جزءا من أول جولتين في جنيف». لكنها أضافت: «نحن واضحون في أن الأسد يجب أن يرحل. لقد فقد كل الشرعية».
وكانت الخارجية الفرنسية على لسان وزيرها فابيوس، صرحت أنه «لن يكون هناك حل حقيقي في سوريا دون رحيل رأس النظام بشار الأسد»، مؤكدة على مواقف فرنسا الثابتة تجاه «الأزمة السورية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.