«الأوروبية للأدوية» تحسم الجدل: لقاح أسترازينيكا آمن وفعّال

حملة التطعيم بلقاح «أسترازينيكا» مستمرة في بريطانيا (أ.ف.ب)
حملة التطعيم بلقاح «أسترازينيكا» مستمرة في بريطانيا (أ.ف.ب)
TT

«الأوروبية للأدوية» تحسم الجدل: لقاح أسترازينيكا آمن وفعّال

حملة التطعيم بلقاح «أسترازينيكا» مستمرة في بريطانيا (أ.ف.ب)
حملة التطعيم بلقاح «أسترازينيكا» مستمرة في بريطانيا (أ.ف.ب)

حسمت الوكالة الأوروبية للأدوية، أمس (الخميس)، الجدل المتعلق بسلامة لقاح «أسترازينيكا» المضاد لفيروس كورونا، بتأكيدها أنه آمن وفعال، في وقت ستعلن الحكومة الفرنسية أيضاً قيوداً جديدة لمحاولة وضع حد للموجة الثالثة من الوباء التي تضرب خصوصاً باريس ومنطقتها.
وصرحت مديرة الوكالة إيمر كوك، في مؤتمر عبر الفيديو، أمس، بأن «اللجنة توصلت إلى خلاصة علمية واضحة: إنه لقاح آمن وفعال، و«غير مرتبط بخطر أكبر بحصول تجلطات دموية».
وكانت الدول الأوروبية تنتظر رأي الوكالة، في وقت يعتمد الاتحاد الأوروبي الذي يعاني من نقص في أعداد اللقاحات، على ملايين الجرعات من هذا اللقاح الذي طوره المختبر السويدي البريطاني «أسترازينيكا».
وعلقت نحو 15 دولة من بينها ألمانيا وفرنسا، احترازياً استخدام هذا اللقاح، بعد تسجيل آثار جانبية محتملة، مثل تخثر الدم وجلطات دموية لدى بعض الذين تلقوه.
وحذت الوكالة الأوروبية للأدوية بذلك حذو منظمة الصحة العالمية، التي أوصت أول من أمس (الأربعاء)، بمواصلة استخدامه، معتبرة أن في الوقت الحالي منافع لقاح أسترازينيكا تفوق مخاطره.
وكانت بريطانيا أعلنت انخفاضاً في إمداداتها باللقاحات في أبريل (نيسان)، الذي من المحتمل أن يبطئ حملة تطعيمها، وهي إحدى الحملات الأكثر تقدماً في العالم.
وأفادت وسائل إعلام بريطانية بأن مشكلة الإمدادات ناجمة عن تأخر في تسليم خمسة ملايين جرعة مصنعة في الهند.
وأعلنت المفوضية الأوروبية، من جهتها، أنها ستفعل إجراء تعاقدياً لحل النزاع مع «أسترازينيكا» التي يعدد عدد عمليات تسليم الجرعات من لقاحها أقل بوضوح مما كان متوقعاً.
وتأتي هذه الانتكاسات من اللقاحات في وقت أعربت فيه منظمة الصحة العالمية، أمس، عن «قلقها بشكل خاص حيال الوضع الوبائي في البلقان، كما في العديد من الدول الأخرى في أنحاء وسط أوروبا»، وسط ارتفاع أعداد الإصابات في أوروبا للأسبوع الثالث على التوالي.
وقال المدير الإقليمي للمنظمة في أوروبا هانس كلوغه: «عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب (كوفيد – 19) في أوروبا اليوم أكبر مما كان في الفترة نفسها من العام الماضي».
وأودى الوباء بحياة 2.68 مليون شخص على الأقل في العالم، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية، الخميس، ويخوض عدد من الدول سباقاً مع الزمن ضد الفيروس.
هذه الحال في فرنسا، حيث يُفترض أن يعلن رئيس الوزراء جان كاستيكس، مساءً، قيوداً جديدة في المنطقة الباريسية وشمال البلاد.
وقد تكون هذه القيود إغلاقاً جديداً في عطلة نهاية الأسبوع أو كل الأسبوع، لكن بدون إغلاق المدارس في المبدأ، في وقت تخضع كامل الأراضي الفرنسية لحظر تجول اعتباراً من الساعة السادسة مساء (17.00 ت غ).
وهذه المناطق متأثرة خصوصاً بالتسارع الواضح لانتقال العدوى الذي تشهده فرنسا، حيث تم تسجيل أكثر من 38 ألف إصابة في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء الأربعاء: «من الواضح أن الوضع حساس. سيكون الوضع صعباً حتى منتصف أبريل».
في ألمانيا التي تواجه موجة ثالثة من الوباء، دعت الحكومة السكان إلى أن يكونوا «مسؤولين» وإلى عدم التوجه إلى جزيرة مايوركا الإسبانية، رغم تسيير مئات الرحلات السياحية إليها. وأعلنت بلغاريا التي كانت تفرض حتى الآن إجراءات مرنة حيال الوباء، الخميس، تشديد قيودها، في وقت يرتفع فيه عدد الإصابات بشدة.
وسيتم إغلاق المدارس والجامعات والمطاعم والمسارح ودور السينما والمراكز التجارية والكازينوهات وقاعات الرياضة اعتباراً من الاثنين ولمدة عشرة أيام.
في أوكرانيا، أعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو تشديد القيود في العاصمة اعتباراً من السبت ولثلاثة أسابيع في مواجهة ارتفاع عدد الإصابات بـ«كوفيد – 19».
في تشيلي، يدخل، الخميس، حيز التنفيذ إغلاق جديد في معظم مناطق البلاد، رغم التقدم السريع لحملة التطعيم في البلاد.
وستغلق البيرو متاجرها وستعلق حركة النقل الجوي والبري خلال أسبوع عيد الفصح، في إطار إغلاق وطني.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».