أميركا تدرس استخدام منشأة لـ«ناسا» لإيواء الأطفال المهاجرين

مهاجرون تم ترحيلهم بسرعة من أميركا ينتظرون على الجانب المكسيكي من جسر باسو ديل نورتي الدولي (أ.ف.ب)
مهاجرون تم ترحيلهم بسرعة من أميركا ينتظرون على الجانب المكسيكي من جسر باسو ديل نورتي الدولي (أ.ف.ب)
TT

أميركا تدرس استخدام منشأة لـ«ناسا» لإيواء الأطفال المهاجرين

مهاجرون تم ترحيلهم بسرعة من أميركا ينتظرون على الجانب المكسيكي من جسر باسو ديل نورتي الدولي (أ.ف.ب)
مهاجرون تم ترحيلهم بسرعة من أميركا ينتظرون على الجانب المكسيكي من جسر باسو ديل نورتي الدولي (أ.ف.ب)

يُنظر إلى موقع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) في كاليفورنيا كمركز محتمل لإيواء العدد المتزايد من المهاجرين القادمين عبر الحدود، وفقاً لمصادر مطلعة على الخطط.
وأخبرت المصادر شبكة «إيه بي سي نيوز» أن الخطط لا تزال في حالة تغير مستمر، لكن من المتوقع أن يضم موقع «موفيت فيديرال إيرفيلد» في ماونتن فيو عدداً من الأطفال غير المصحوبين بذويهم الذين تحتجزهم حالياً إدارة الجمارك وحماية الحدود، والذي ارتفع عددهم إلى أقل من 3500 في الأسابيع الأخيرة، وفقاً إلى المصادر ووثائق داخلية.
وقال داريل والر، المتحدث باسم وكالة ناسا لشبكة «إيه بي سي»: «طلبت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية من الوكالات الفيدرالية تحديد ما إذا كانت لديها عقارات شاغرة حالياً قد تكون متاحة ومناسبة للاستخدام المستقبلي المحتمل كمرافق رعاية مؤقتة للأطفال المهاجرين غير المصحوبين بذويهم».
وتابع: «تنسق وزارة الصحة والخدمات الإنسانية ومركز أبحاث (إيمز) التابع لوكالة ناسا تقييماً للمواقع ضمن بعض الممتلكات الشاغرة حالياً في موفيت فيلد، بكاليفورنيا، كي يتمكن الموظفون من تحديد ما إذا كانت بعض المرافق في الموقع مناسبة لتوفير مأوى مؤقت في المستقبل. وهذا الجهد لن يؤثر على قدرة (ناسا) على القيام بمهامها الأولية».
وأكد مكتب إعادة توطين اللاجئين التابع لـلوزارة ليلة أمس (الأربعاء) أنه يدرس فتح مساحة إضافية للأطفال المهاجرين غير المصحوبين بذويهم في موقع «ناسا» في كاليفورنيا.
وقال في بيان: «سينضم مسؤولو (ناسا) إلى طاقم الوزارة أثناء قيامهم بجولة في الممتلكات المتاحة للاستخدام المحتمل في المستقبل«.
وتابع بيان المكتب: «ستحدد الوزارة ما إذا كان سيتم استخدام الموقع لعمليات محددة. نتوقع أن نقرر قريباً جدوى موقع وكالة ناسا ليكون بمثابة مأوى مؤقت لتدفق النازحين في حالات الطوارئ».
وسيعمل الموقع بشكل مشابه للمنشأة في كاريزو سبرينغز بتكساس، حيث يتم إيواء الأطفال المهاجرين حتى يتم لم شملهم مع أفراد الأسرة أو الكفلاء في الولايات المتحدة.
ويوجد حالياً 8 آلاف و100 قاصر في مرافق مشابهة. وتظهر الوثائق أن غالبية القاصرين المحتجزين لدى إدارة الجمارك وحماية الحدود هم فوق سن 13 عاماً، في حين أن ما يقرب من 200 هم دون سن 12 عاماً.
ووفقاً لبيانات وكالة الجمارك وحماية الحدود الصادرة أمس، تم إيقاف أكثر من 100 ألف محاولة عبور غير مصرح بها من المكسيك الشهر الماضي.


مقالات ذات صلة

ترحيل المهاجرين ضمن مهام ترمب في أول أيامه الرئاسية

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

ترحيل المهاجرين ضمن مهام ترمب في أول أيامه الرئاسية

قالت ثلاثة مصادر مطلعة لـ«رويترز» إنه من المتوقع أن يتخذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب عدة إجراءات تنفيذية في أول أيام رئاسته لإنفاذ قوانين الهجرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

ترمب: لن يكون أمامنا خيار سوى تنفيذ «ترحيل جماعي» للمهاجرين غير الشرعيين

قال الرئيس الأميركي المنتخب إن قضية الحدود تعد إحدى أولوياته القصوى، وإن إدارته لن يكون أمامها خيار سوى تنفيذ عمليات «ترحيل جماعي» للمهاجرين غير الشرعيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مهاجرون يستمعون إلى التوجيهات قبل عبور الحدود من المكسيك إلى إل باسو بولاية تكساس الأميركية (أ.ف.ب)

الهجرة غير الشرعية تتراجع مع ارتفاع حدة الخطاب الانتخابي الأميركي

تبدو ضفاف نهر يفصل بين المكسيك وأميركا شبه مهجورة، وغدت ملاجئ مخصصة للمهاجرين شبه خاوية، بعد أن كانت مكتظة سابقاً، نتيجة سياسات أميركية للهجرة باتت أكثر صرامة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا السويد تعزز المساعدات للدول القريبة من مناطق النزاع في محاولة لخفض تدفق المهاجرين (إ.ب.أ)

الحكومة السويدية تخصص مساعدات إنمائية للدول التي يتدفق منها المهاجرون

أعلنت السويد أنها ستعزز المساعدات للدول القريبة من مناطق النزاع وعلى طرق الهجرة، في أول بادرة من نوعها تربط بين المساعدات الإنمائية ومحاولة خفض تدفق المهاجرين.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
أوروبا مبنى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (رويترز)

القضاء الأوروبي يدين قبرص لإعادتها لاجئيْن سورييْن إلى لبنان

دانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، الثلاثاء، قبرص لاعتراضها في البحر لاجئيْن سورييْن وإعادتهما إلى لبنان، دون النظر في طلب اللجوء الخاص بهما.

«الشرق الأوسط» (ستراسبورغ)

السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)

تحتفي وزارة الثقافة السعودية بنظيرتها العراقية في النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتين» خلال الفترة من 18 إلى 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل في «ميقا استوديو» بالرياض، لتقدم رحلة استثنائية للزوار عبر الزمن، في محطاتٍ تاريخية بارزة ومستندة إلى أبحاث موثوقة، تشمل أعمالاً فنيّةً لعمالقة الفن المعاصر والحديث من البلدين.

ويجوب مهرجان «بين ثقافتين» في دهاليز ثقافات العالم ويُعرّف بها، ويُسلّط الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافة السعودية وهذه الثقافات، ويستضيف في هذه النسخة ثقافة العراق ليُعرّف بها، ويُبيّن الارتباط بينها وبين الثقافة السعودية، ويعرض أوجه التشابه بينهما في قالبٍ إبداعي.

ويُقدم المهرجانُ في نسخته الحالية رحلةً ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة، والسمعية في أجواءٍ تدفع الزائر إلى التفاعل والاستمتاع بثقافتَي المملكة والعراق، وذلك عبر أربعة أقسامٍ رئيسية؛ تبدأ من المعرض الفني الذي يُجسّد أوجه التشابه بين الثقافتين السعودية والعراقية، ويمتد إلى مختلف القطاعات الثقافية مما يعكس تنوعاً ثقافياً أنيقاً وإبداعاً في فضاءٍ مُنسجم.

كما يتضمن المهرجان قسم «المضيف»، وهو مبنى عراقي يُشيّد من القصب وتعود أصوله إلى الحضارة السومرية، ويُستخدم عادةً للضيافة، وتُعقدُ فيه الاجتماعات، إلى جانب الشخصيات الثقافية المتضمن روّاد الأدب والثقافة السعوديين والعراقيين. ويعرض مقتطفاتٍ من أعمالهم، وصوراً لمسيرتهم الأدبية، كما يضم المعرض الفني «منطقة درب زبيدة» التي تستعيد المواقع المُدرَجة ضمن قائمة اليونسكو على درب زبيدة مثل بركة بيسان، وبركة الجميمة، ومدينة فيد، ومحطة البدع، وبركة الثملية، ويُعطي المعرض الفني لمحاتٍ ثقافيةً من الموسيقى، والأزياء، والحِرف اليدوية التي تتميز بها الثقافتان السعودية والعراقية.

ويتضمن المهرجان قسم «شارع المتنبي» الذي يُجسّد القيمة الثقافية التي يُمثّلها الشاعر أبو الطيب المتنبي في العاصمة العراقية بغداد، ويعكس الأجواء الأدبية والثقافية الأصيلة عبر متاجر مليئة بالكتب؛ يعيشُ فيها الزائر تجربةً تفاعلية مباشرة مع الكُتب والبائعين، ويشارك في ورش عمل، وندواتٍ تناقش موضوعاتٍ ثقافيةً وفكرية متعلقة بتاريخ البلدين.

وتُستكمل التجربة بعزفٍ موسيقي؛ ليربط كلُّ عنصر فيها الزائرَ بتاريخٍ ثقافي عريق، وفي قسم «مقام النغم والأصالة» يستضيف مسرح المهرجان كلاً من الفنين السعودي والعراقي في صورةٍ تعكس الإبداع الفني، ويتضمن حفل الافتتاح والخِتام إلى جانب حفلةٍ مصاحبة، ليستمتع الجمهور بحفلاتٍ موسيقية كلاسيكية راقية تُناسب أجواء الحدث، وسط مشاركةٍ لأبرز الفنانين السعوديين والعراقيين.

فيما يستعرض قسم «درب الوصل» مجالاتٍ مُنوَّعةً من الثقافة السعودية والعراقية تثري تجربة الزائر، وتُعرّفه بمقوّمات الثقافتين من خلال منطقة الطفل المتّسمة بطابعٍ حيوي وإبداعي بألوان تُناسب الفئة المستهدفة، إذ يستمتع فيها الأطفال بألعاب تراثية تعكس الثقافتين، وتتنوع الأنشطة بين الفنون، والحِرف اليدوية، ورواية القصص بطريقةٍ تفاعلية مما يُعزز التعلّم والمرح.

بينما تقدم منطقة المطاعم تجربةً فريدة تجمع بين النكهات السعودية والعراقية؛ لتعكس الموروث الثقافي والمذاق الأصيل للبلدين، ويستمتع فيها الزائر بتذوق أطباقٍ تراثية تُمثّل جزءاً من هوية وثقافة كل دولة، والمقاهي التي توفر تشكيلةً واسعة من المشروبات الساخنة والباردة، بما فيها القهوة السعودية المميزة بنكهة الهيل، والشاي العراقي بنكهته التقليدية مما يُجسّد روحَ الضيافة العربية الأصيلة.

ويسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة تستعرض الحضارة السعودية والعراقية، وتُبرز التراث والفنون المشتركة بين البلدين، كما يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الشعبين السعودي والعراقي، وتقوية أواصر العلاقات الثقافية بينهما، والتركيز على ترجمة الأبعاد الثقافية المتنوعة لكل دولة بما يُسهم في تعزيز الفهم المتبادل، وإبراز التراث المشترك بأساليب مبتكرة، ويعكس المهرجان حرص وزارة الثقافة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية المملكة 2030».