مشروع قرار في الكونغرس يدعم «محاسبة النظام السوري»

واشنطن تشدد على الحل السياسي

مشروع قرار في الكونغرس يدعم «محاسبة النظام السوري»
TT

مشروع قرار في الكونغرس يدعم «محاسبة النظام السوري»

مشروع قرار في الكونغرس يدعم «محاسبة النظام السوري»

طرحت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين والجمهوريين، في الذكرى العاشرة لبدء الاحتجاجات السورية، مشروع قرار يدعو الولايات المتحدة إلى دعم المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري ومحاسبة النظام السوري على «جرائمه».
ويدين المشروع الفظاعات التي ارتكبها نظام الأسد بحق شعبه، ويعيد التأكيد على التزام الولايات المتحدة بتحميل النظام وداعميه مسؤولية جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان. كما يعرب عن الدعم للسوريين المدافعين عن حقوق الإنسان وجهودهم لتوثيق عنف النظام السوري والكشف عنه.
وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية الديمقراطي بوب مننديز: «خلال الأعوام العشرة هذه شهد العالم قدرة (الرئيس بشار) الأسد على قتل وتعذيب وقصف وتجويع شعبه بهدف الحفاظ على سلطته. الشعب السوري عانى طويلاً على يدي جزار يفرض سيطرته وإرهابه بدعم من طهران وموسكو». ودعا مننديز إدارة بايدن إلى توظيف الدبلوماسية للتوصل إلى تدابير ملموسة لمحاسبة الأسد ومساعدة السوريين لتحقيق المصالحة والاستقرار والحرية.
من جهته، قال زعيم الجمهوريين في اللجنة جيم ريش إن «بشار الأسد وداعميه الروس والإيرانيين تسببوا بعذاب السوريين في حملة مطولة من التعذيب والتجويع والهجمات بالأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة»، فيما قالت السيناتور الديمقراطية جين شاهين، وهي من المجموعة التي تدعم مشروع القرار: «في هذه الذكرى، نتذكر كذلك ما هو على المحك في سوريا، وهو مستقبل الشعب السوري وحريته. وشددت شاهين على ضرورة إنهاء الصراع في سوريا ومحاسبة المسؤولين عنه بهدف التوصل إلى سلام مستديم». مضيفة: «على سوريا أن تكون أولوية للأمن القومي الأميركي».
وأكد أعضاء لجنة العلاقات الخارجية الذين دعموا مشروع القرار، وهم 10 من الحزبين، على أهمية الاستمرار بتطبيق بنود «قانون قيصر» الذي أقره الكونغرس، ومواصلة مكافحة تنظيم «داعش» في سوريا.
وذكر المشرعون أن هدف «قيصر» هو محاسبة النظام السوري وداعميه الدوليين على الفظاعات التي ارتكبوها ضد الشعب السوري، وتجريده من الموارد لتمويل ماكينة الحرب التابعة له، إضافة إلى إرسال رسالة واضحة للمجتمع الدولي تحذر من عودة العلاقات إلى طبيعتها مع نظام الأسد ليعود شرعيا».
ويذكر مشروع القرار الدور الإيراني والروسي العسكري في دعم نظام الأسد والمشاركة بالانتهاكات ضد المدنيين بهدف تقديم مصالحهم، ما أدى إلى تقوية المجموعات المتشددة هناك.
ويعتقد أن مشروع القرار «رمزي وغير ملزم للإدارة الأميركية»، وتكمن أهميته في الدعم الذي حصل عليه من جمهوريين وديمقراطيين بارزين في مجلس الشيوخ، الأمر الذي يعكس توافقاً واسعاً في الكونغرس على بنوده.
وقد سبق وقدم النائب الجمهوري جو ويلسون مشروع قانون في مجلس النواب، العام الماضي، بعنوان أوقفوا القتل في سوريا، ولم يتم تبني المشروع نظراً للهجته القاسية التي لا تحظى بدعم أعضاء الحزبين، الذين يعتبرون أن بنود قانون قيصر كفيلة بالتعاطي مع موضوع محاسبة الأسد.
إلى ذلك، قالت متحدثة باسم الخارجية الأميركية «إن الاستقرار في سوريا والمنطقة بشكل أوسع لا يمكن تحقيقه إلا من خلال عملية سياسية تمثل إرادة جميع السوريين». وأضافت في رسالة إلكترونية رداً على طلب من «الشرق الأوسط» التعليق على تصريحات وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد التي انتقد فيها «قانون قيصر» الأميركي: «نحن ملتزمون بالعمل مع الحلفاء والشركاء والأمم المتحدة لضمان إبقاء الحل السياسي في متناول اليد في سوريا».
وقالت المتحدثة: «إن الأزمة الإنسانية شديدة الخطورة في سوريا هي نتيجة مباشرة لعرقلة نظام الأسد للمساعدات المنقذة للحياة، وللفساد المنهجي وسوء الإدارة الاقتصادية. وأضافت المتحدثة: «يتحتم على النظام وداعميه الانخراط بجدية في الحوار السياسي والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى المجتمعات المحتاجة من أجل تحقيق نهاية مستدامة لمعاناة الشعب السوري».
وكان وزير الخارجية الإماراتي دعا إلى رفع العقوبات التي يفرضها قانون قيصر، قائلاً إنها تعرقل عودة سوريا إلى الساحة العربية وإلى الجامعة العربية.
وأضاف في مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف أن «عودة سوريا إلى محيطها أمر لا بد منه، وهو من مصلحة سوريا والمنطقة ككل، والتحدي الأكبر الذي يواجه التنسيق والعمل المشترك مع سوريا هو قانون قيصر». وأضاف: «لا بد من وجود مجالات تفتح سبل العمل المشترك مع سوريا، لكن قانون قيصر يعقدها».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».