«جوزات السفر الخضراء» تعطي أملاً بعودة الحياة الطبيعة وتثير المخاوف

مسافرون ينتظرون دورهم للخضوع لاختبار الكشف عن «كورونا» في مطار فيوميتشينو الإيطالي (أرشيفية - أ.ف.ب)
مسافرون ينتظرون دورهم للخضوع لاختبار الكشف عن «كورونا» في مطار فيوميتشينو الإيطالي (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

«جوزات السفر الخضراء» تعطي أملاً بعودة الحياة الطبيعة وتثير المخاوف

مسافرون ينتظرون دورهم للخضوع لاختبار الكشف عن «كورونا» في مطار فيوميتشينو الإيطالي (أرشيفية - أ.ف.ب)
مسافرون ينتظرون دورهم للخضوع لاختبار الكشف عن «كورونا» في مطار فيوميتشينو الإيطالي (أرشيفية - أ.ف.ب)

قالت حكومات إن الوثائق التي يطلق عليها بعضهم «جوزات السفر الخضراء» التي تثبت تعاطي اللقاح يمكن أن تمهد الطريق للتعافي من جائحة «كورونا» التي أعاقت اقتصاديات كثير من الدول، وتسببت في وفاة ما يقرب من 2.5 مليون شخص حتى الآن.
ولكن شبكة «إيه بي سي» الأميركية حذرت من أن تلك الوثائق يمكن أن تزيد تقسيم العالم على أسس الثروة وامتلاك اللقاحات، مما يخلق قضايا أخلاقية ولوجيستية تثير قلق صانعي القرار في العالم.
ولفتت الشبكة الأميركية إلى أن اللقاح غير متوفر للجميع في العالم، سواء بسبب الكمية المعروضة أو التكلفة، فيما لا يريد بعض الناس تلقيه لأسباب مختلفة.
ونقلت الشبكة عن لورانس جوستين، الأستاذ بجامعة جورج تاون مدير المركز التعاوني لمنظمة الصحة العالمية بشأن قانون الصحة الوطني والعالمي، قوله إن «المبدأ الأساسي لحقوق الإنسان هو الإنصاف وعدم التمييز».
وذكر أن «هناك أزمة أخلاقية ضخمة على الصعيد العالمي لأن الدول ذات الدخل المرتفع، مثل إسرائيل أو الولايات المتحدة أو دول الاتحاد الأوروبي، من المحتمل أن تتحقق لديها مناعة القطيع بحلول نهاية هذا العام، ولكن في دول أخري لن يتم تطعيم معظم الناس خلال سنوات كثيرة»، وتساءل: «هل نريد حقاً إعطاء الأولوية للأشخاص الذين لديهم بالفعل كثير من الامتيازات؟!».
وقالت «إيه بي سي» إن هذا التساؤل يلاحق المجتمع الدولي، حيث بدأت الدول الأكثر ثراء في اكتساب قوة ضد فيروس «كورونا» عبر امتلاك اللقاحات. وأوضحت أنه تم تشكيل مبادرة في أبريل (نيسان) من قبل منظمة الصحة العالمية، أطلق عليها «كوفاكس»، بهدف إيصال اللقاحات إلى الدول الفقيرة في الوقت نفسه تقريباً الذي تنظم فيه الدول الغنية حملات التطعيم، ولكن هذا الهدف لم يتحقق، حيث قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، هذا الأسبوع، إن 80 في المائة من 210 ملايين جرعة تم إعطاؤها لـ10 دول فقط.
وكانت غانا أول دولة من بين الـ92 دولة المشاركة في المبادرة الأممية التي تحصل على اللقاحات المجانية، حيث تلقت (الأربعاء) 600 ألف جرعة من بين ملياري جرعة تهدف منظمة الصحة إلى توزيعها هذا العام.
ولفتت الشبكة الأميركية إلى أن الدول الغنية، مثل بريطانيا، بدأت الحديث عن أنها تدرس إمكانية إصدار «شهادة» يمكن استخدامها من قبل منظمي الفعاليات الكبرى، حيث تستعد لتخفيف قيود الإغلاق هذا العام.
وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون: «لا يمكننا التمييز ضد الأشخاص الذين لا يستطيعون الحصول على اللقاح لأي سبب من الأسباب».
وتسارع كثير من الدول في أوروبا لتطوير أنظمة اعتماد اللقاحات الخاصة بها للمساعدة في إحياء موسم السفر خلال الصيف، مما يولد خطراً يتمثل في عدم عمل الأنظمة المختلفة بشكل صحيح عبر حدود القارة.
وقال أندرو باد، الرئيس التنفيذي لشركة القياسات الحيوية للوجه (iProov) التي تختبر تقنية جواز سفر التطعيم الرقمي في المملكة المتحدة إن التحديات الأخلاقية والاجتماعية والسياسية والقانونية أكبر من التحديات الفنية بشأن تلك الوثائق، وتابع: «كيف نوازن بين الحقوق الأساسية للمواطنين والفوائد التي تعود على المجتمع؟».


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)

دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار غير ملزم صدر بغالبية ساحقة وصوّتت ضدّه خصوصا الولايات المتحدة وإسرائيل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة.

والقرار الذي صدر بغالبية 158 دولة مؤيدة في مقابل 9 دول صوّتت ضدّه و13 دولة امتنعت عن التصويت، يدعو إلى "وقف لإطلاق النار فوري وغير مشروط ودائم" وكذلك أيضا إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن"، وهي صيغة مشابهة لتلك التي وردت في مشروع قرار استخدمت ضدّه واشنطن في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الفيتو في مجلس الأمن الدولي.

واستخدمت الولايات المتحدة يومها حق النقض لحماية إسرائيل التي تشن منذ أكثر من سنة هجوما عسكريا في قطاع غزة ردا على هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية. وعطّل الأميركيون في حينها صدور قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق نار "فوري وغير مشروط ودائم" في غزة، مشترطين من أجل إقرار أي هدنة إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع منذ هجوم حماس.

وقبيل التصويت على النصّ، قال نائب السفيرة الأميركية في الأمم المتّحدة روبرت وود إنّه سيكون من "المخزي" تبنّي مشروع القرار لأنّه "قد يوجّه إلى حماس رسالة خطرة مفادها أنّ لا حاجة للتفاوض أو لإطلاق سراح الرهائن"، في وقت تحدّثت فيه وزارة الدفاع الإسرائيلية عن "فرصة" لإبرام اتفاق لاستعادة الرهائن.

بدوره قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون إنّ "تصويت اليوم ليس تصويت رحمة، بل هو تصويت تواطؤ" و"خيانة" و"تخلّ" عن الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني.