عندما بدأ علماء الآثار التنقيب في الأرض بالقرب من تل العصر الحديدي في و«يتنهام كلامبس» الذي يعد أحد معالم «أوكسفوردشاير» الشهيرة، كانوا يأملون في اكتشاف شيء مثير للاهتمام لأن المنطقة كانت مأهولة بالسكان منذ أكثر من 3000 سنة. حسبما ذكرت «الغارديان» البريطانية. لكن المفاجأة كانت اكتشاف مستوطنة تعود للعصر الحديدي مع بقايا أكثر من عشرة منازل مستديرة يعود تاريخها ما بين 100 إلى 400 عام قبل الميلاد بالإضافة إلى فيلا رومانية ضخمة بنيت في أواخر القرن الثالث إلى أوائل القرن الرابع.
كانت الهياكل ستظل مدفونة تحت المناظر الطبيعية الخضراء المترامية الأطراف لولا قرار «مؤسسة إيرث ترست» الخيرية البيئية التي تهتم بها لإعادة تطوير مركز الزوار الخاص بها، وكان التحقيق من عدم احتواء المنطقة على آثار جزءًا من خطة العمل. ووصفت ليزا وستكوت ويلكنز، العاملة في مؤسسة «ديغ فينتشرس» وهي مؤسسة اجتماعية ذات صلة بعلم الآثار، الاكتشاف بأنه «مذهل»، مضيفة «كانت هذه منازل للسكان. كنا طيلة العام الماضي وخلال الفترة الطويلة التي قضيناها جميعًا منذ بداية الاكتشاف مشغولين بالتفكير في كل منزل تكتشفه كاملا. فقد كنا نفكر في كيفية معيشة الناس وكيف كانوا يستخدمون تلك المساحات. هذا بالنسبة لي هو الشيء الأكثر إثارة لأنه مثير للذكريات للغاية».
وعندما سئلت ما إذا كانت لديهم توقعات كبيرة عندما بدأوا الحفر، أجابت: «كنا نأمل فقط ولم يكن لدينا يقين بالتأكيد. كانت لدينا فكرة أن هذا المكان كان يضم مستوطنات في الماضي. لكن بصراحة من المدهش أن الكثير من الأدلة قد ظهرت بشأن الحياة اليومية الفعلية للناس. لقد كانت واحدة من تلك الحفريات التي تشعرك بأنه يمكنك الوصول إليها بل ولمسها تقريبًا».
وذكر كريس كاسويل، رئيس العمل الميداني في «ديغ فينتشر» أن الحفريات السابقة في المنطقة كشفت عن أدلة على وجود مستوطنين من العصر البرونزي والعصر الحديدي والعصر الروماني، مضيفا «لكن لم يكن لدينا أي فكرة عن وجود أي شيء من هذا القبيل».
يبلغ قطر كل مساحة مستديرة من العصر الحديدي حوالي 10 أمتار، وكان سكانها مزارعين يعيشون على هذه الأرض. لا يزال ما لا يقل عن ثلاثة أرباع الفيلا الرومانية مدفونة لأنها تتجاوز مساحة الحفريات التي تمتد على مساحة تزيد قليلاً عن هكتار. ورغم أن الجدران قد تحولت إلى أنقاض، إلا أنها تعطي مخططًا أرضيًا واضحًا لمبنى كبير بتصميم «ممر مجنح». كما عثر علماء الآثار على مقبرتين رومانيتين على الأقل بهما أكثر من 40 قبراً وأفراناً حجرية لتجفيف الذرة. وتشمل الاكتشافات الأخرى أوان من العصر الحديدي محفوظة في حالة جيدة ومشطين من العظام الرومانية والأدوات الجراحية والكثير من قطع الفخار. وقال كاسويل، «إنها مستوطنة كبيرة للعصر الحديدي. ربما لا يكون الأمر مفاجئًا لأننا عند سفح ويتنهام كلامبس، وهو مرتفع ضخم. ومن المحتمل أن تمتد المستوطنة وسط المناظر الطبيعية خارج المكان الذي امتد نظرنا إليه». وتابع، «عادة نخرج ونقوم بعمل تقنية الجيوفيزياء التي تعطي صورة لما قد يكون تحت الأرض. لكن في هذا الموقع، لم يظهر أي من هذا. لقد أظهرت بعض الأشياء الغريبة التي لم نتبينها... لذا فهي غير متوقعة تمامًا».
وحسب جين مانلي، المديرة التنفيذية لشركة «إيرث تراست»، «فإن عصر الحصون التلالية في العصر الحديدي التي نحتها أسلافنا في «منطقة وييتنام كلامبس» من الطباشير لهي سمة مميزة للمناظر الطبيعية المحلية. نحن متحمسون للغاية بشأن هذه الاكتشافات». الجدير بالذكر أن المنظمة تبحث الآن عن طرق لإحياء هذه الشعوب القديمة من خلال بناء ثلاثة منازل مستديرة مماثلة لتلك الموجودة في العصر الحديدي لكي يتمكن الزوار من رؤية كيف كانت تلك المستوطنات تبدو ذات يوم.
حفائر تكشف عن الحياة المنزلية في العصر الحديدي
حفائر تكشف عن الحياة المنزلية في العصر الحديدي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة