«الصحة العالمية» توصي بـ«أسترازينيكا» حتى لمن تجاوزوا 65 عاماً

جنوب أفريقيا تستخدم لقاح «جونسون آند جونسون»

«الصحة العالمية» توصي بـ«أسترازينيكا» حتى لمن تجاوزوا 65 عاماً
TT

«الصحة العالمية» توصي بـ«أسترازينيكا» حتى لمن تجاوزوا 65 عاماً

«الصحة العالمية» توصي بـ«أسترازينيكا» حتى لمن تجاوزوا 65 عاماً

أعلنت لجنة خبراء اللقاحات التابعة لمنظمة الصحة العالمية أمس (الأربعاء) أن اللقاح المضاد لفيروس كورونا الذي طوّره مختبر أسترازينيكا البريطاني، يمكن استخدامه لدى من تجاوزت أعمارهم 65 عاماً.
وفي توصياتها المرتقبة حول هذا اللقاح، نصحت المجموعة الاستراتيجية الاستشارية لخبراء منظمة الصحة العالمية أيضاً باستخدام هذا اللقاح «حتى مع انتشار نسخ متحوّرة في بلد ما».
وقال رئيس مجموعة الخبراء أليخاندرو كرافيوتو في مؤتمر صحافي إن «الذين تتجاوز أعمارهم 65 عامًا يجب أن يحصلوا على اللقاح».
وتأتي هذه التوصيات في وقت راكم اللقاح الذي طوّره مختبر أسترازينيكا البريطاني وجامعة أوكسفورد في الأسابيع الأخيرة، النكسات مع التشكيك في فعاليته لدى من هم فوق 65 عاماً وفي الدول التي سجلت نسخًا متحوّرة شديدة العدوى للفيروس.
إلا أن وزير الصحة في جنوب أفريقيا أعلن أمس (الأربعاء) أنّ بلاده ستبدأ حملتها لتلقيح سكانها ضد فيروس كورونا باستخدام لقاحات شركة «جونسون آند جونسون» للأدوية، بعد تعليق العمل بلقاح أكسفورد- أسترازينيكا بسبب شكوك حول فاعليته.
وأوقف البلد الأكثر تضرراً من الوباء في أفريقيا التلقيح الذي كان من المفترض أن يبدأ بأكسفورد- أسترازينيكا هذا الأسبوع، بعد أن وجد العلماء أن اللقاح فشل في منع المرض الخفيف والمتوسط الناجم عن النسخة المتحورة الجنوب أفريقية، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال وزير الصحة زويلي مخيزي في إفادة صحافية: «بالنظر إلى نتائج دراسات الفاعلية... ستستمر الحكومة في المرحلة الأولى المخطط لها من التطعيم باستخدام لقاحات جونسون آند جونسون بدلاً من لقاح أسترازينيكا». وتابع: «لقد ثبت أن لقاح جونسون آند جونسون فعال ضد النسخة» الجنوب أفريقية، دون أن يذكر موعدا محددا لبدء عملية التلقيح.

طلبت جنوب أفريقيا حتى الآن تسعة ملايين جرعة من لقاحات «جونسون آند جونسون»، من المتوقع وصول شحنة صغيرة منها الأسبوع المقبل. ومع ذلك، فمن المحتمل أن تستخدم الشحنة الأولى «كمخزون أبحاث»، على ما قال مخيزي.
تسعى شركة أسبن العملاقة للأدوية في جنوب أفريقيا، وهي شركة متعاقدة مع شركة جونسون آند جونسون لتصنيع لقاحات، إلى إنتاج جرعاتها الأولى الشهر المقبل.
وقال مخيزي «إنهم مصممون بشدة على تسريع هذا الإنتاج في جنوب أفريقيا»، مضيفاً أن المخزون سيكون متاحاً في أبريل (نيسان). أدى تأخير التطعيم في جنوب أفريقيا إلى انتكاسة لهدف طموح لتلقيح حوالي 40 مليون شخص، 67 في المائة من السكان، بحلول نهاية عام 2021.
كانت البلاد بطيئة في اللحاق بالتدافع العالمي للحصول على اللقاحات ولم تتلق سوى أولى الجرعات في الأول من فبراير (شباط).
تم إنتاج مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا بواسطة معهد سيروم في الهند، الذي اشترت منه جنوب أفريقيا 500 ألف جرعة إضافية.
وأوضح الوزير أنّ جنوب أفريقيا تدرس بيع أو مبادلة هذه الجرعات مع الدول التي تواجه السلالة الأصلية لفيروس كورونا، مصرا على عدم إهدار أي شيء.
اقترح العلماء إعطاء بعض من لقاح أسترازينيكا - أكسفورد لعدة آلاف من الأشخاص في جنوب أفريقيا لمعرفة ما إذا كان لا يزال بإمكانه منع العدوى الشديدة من النسخة الجديدة.
يتم تأمين لقاحات إضافية من شركة الأدوية الأميركية فايزر، ومن خلال برنامج كوفاكس الأممي (آلية الوصول العالمي للقاح المضاد لكوفيد - 19).
وتحاول جنوب أفريقيا الخروج من موجة ثانية من الإصابات بالفيروس كورونا التي تغذيها بشكل خاص النسخة المتحورة من الفيروس والتي يعتقد أنها أكثر قابلية للانتقال من النسخة الأصلية.
وسجّلت البلاد قرابة 1.5 مليون حالة إصابة وأكثر من 46 ألف حالة وفاة جراء الفيروس الفتّاك.


مقالات ذات صلة

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أن قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا مصر تستعرض تجربتها في علاج الوافدين من «فيروس سي» خلال ورشة عمل بالتعاون مع المركز الأوروبي لعلاج الأمراض والأوبئة (وزارة الصحة المصرية)

مصر تعالج الوافدين ضمن مبادرات قومية رغم «ضغوط» إقامتهم

لم تمنع الضغوط والأعباء المادية الكبيرة التي تتكلفها مصر جراء استضافة ملايين الوافدين، من علاج الآلاف منهم من «فيروس سي»، ضمن مبادرة رئاسية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك طفل مصاب بجدري القردة يتلقى الرعاية الصحية (أ.ب)

«الصحة العالمية»: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة

قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، إن تفشي جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)

أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، الأربعاء، نداء لجمع أكثر من 47 مليار دولار، لتوفير المساعدات الضرورية لنحو 190 مليون شخص خلال عام 2025، في وقتٍ تتنامى فيه الحاجات بسبب النزاعات والتغير المناخي.

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة عن العمل الإنساني لعام 2025»، إن الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأطفال والنساء والأشخاص ذوو الإعاقة والفقراء، يدفعون الثمن الأعلى «في عالم مشتعل».

سودانيون فارُّون من المعارك بمنطقة الجزيرة في مخيم للنازحين بمدينة القضارف (أ.ف.ب)

وفي ظل النزاعات الدامية التي تشهدها مناطق عدة في العالم؛ خصوصاً غزة والسودان وأوكرانيا، والكلفة المتزايدة للتغير المناخي وظروف الطقس الحادة، تُقدِّر الأمم المتحدة أن 305 ملايين شخص في العالم سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية، العام المقبل.

أطفال يحملون أواني معدنية ويتزاحمون للحصول على الطعام من مطبخ يتبع الأعمال الخيرية في خان يونس بقطاع غزة (إ.ب.أ)

وأوضح «أوتشا»، في تقريره، أن التمويل المطلوب سيساعد الأمم المتحدة وشركاءها على دعم الناس في 33 دولة و9 مناطق تستضيف اللاجئين.

وقال فليتشر: «نتعامل حالياً مع أزمات متعددة... والفئات الأكثر ضعفاً في العالم هم الذين يدفعون الثمن»، مشيراً إلى أن اتساع الهوة على صعيد المساواة، إضافة إلى تداعيات النزاعات والتغير المناخي، كل ذلك أسهم في تشكُّل «عاصفة متكاملة» من الحاجات.

ويتعلق النداء بطلب جمع 47.4 مليار دولار لوكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية لسنة 2025، وهو أقل بقليل من نداء عام 2024.

وأقر المسؤول الأممي، الذي تولى منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بأن الأمم المتحدة وشركاءها لن يكون في مقدورهم توفير الدعم لكل المحتاجين.

أم أوكرانية تعانق ابنها بعد عودته من روسيا... الصورة في كييف يوم 8 أبريل 2023 (رويترز)

وأوضح: «ثمة 115 مليون شخص لن نتمكن من الوصول إليهم»، وفق هذه الخطة، مؤكداً أنه يشعر «بالعار والخوف والأمل» مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة»، للمرة الأولى من توليه منصبه.

وعَدَّ أن كل رقم في التقرير «يمثل حياة محطمة» بسبب النزاعات والمناخ «وتفكك أنظمتنا للتضامن الدولي».

وخفضت الأمم المتحدة مناشدتها لعام 2024 إلى 46 مليار دولار، من 56 ملياراً في العام السابق، مع تراجع إقبال المانحين على تقديم الأموال، لكنها لم تجمع إلا 43 في المائة من المبلغ المطلوب، وهي واحدة من أسوأ المعدلات في التاريخ. وقدمت واشنطن أكثر من 10 مليارات دولار؛ أي نحو نصف الأموال التي تلقتها. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن عمال الإغاثة اضطروا لاتخاذ خيارات صعبة، فخفّضوا المساعدات الغذائية 80 في المائة في سوريا، وخدمات المياه في اليمن المعرَّض للكوليرا. والمساعدات ليست سوى جزء واحد من إجمالي إنفاق الأمم المتحدة، التي لم تفلح لسنوات في تلبية احتياجات ميزانيتها الأساسية بسبب عدم سداد الدول مستحقاتها. وعلى الرغم من وقف الرئيس المنتخب دونالد ترمب بعض الإنفاق في إطار الأمم المتحدة، خلال ولايته الرئاسية الأولى، فإنه ترك ميزانيات المساعدات في الأمم المتحدة بلا تخفيض. لكن مسؤولين ودبلوماسيين يتوقعون تقليل الإنفاق في ولايته الجديدة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

من جانبه، قال يان إيغلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين: «الولايات المتحدة علامة استفهام كبيرة... أخشى أننا ربما نتعرض لخيبة أمل مريرة؛ لأن المزاج العام العالمي والتطورات السياسية داخل الدول ليست في مصلحتنا». وكان إيغلاند قد تولّى منصب فليتشر نفسه من 2003 إلى 2006. والمشروع 2025، وهو مجموعة من المقترحات المثيرة للجدل التي وضعها بعض مستشاري ترمب، يستهدف «الزيادات المسرفة في الموازنة» من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. ولم تردَّ الإدارة التي يشكلها ترامب على طلب للتعليق. وأشار فليتشر إلى «انحلال أنظمتنا للتضامن الدولي»، ودعا إلى توسيع قاعدة المانحين. وعند سؤال فليتشر عن تأثير ترمب، أجاب: «لا أعتقد أنه لا توجد شفقة لدى هذه الحكومات المنتخبة». ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أحد التحديات هو استمرار الأزمات لفترة أطول تبلغ عشر سنوات في المتوسط. وقال مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية، إن بعض الدول تدخل في «حالة أزمة دائمة». وحلّت المفوضية الأوروبية، الهيئة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي، وألمانيا في المركزين الثاني والثالث لأكبر المانحين لميزانيات الأمم المتحدة للمساعدات، هذا العام. وقالت شارلوت سلينتي، الأمين العام لمجلس اللاجئين الدنماركي، إن إسهامات أوروبا محل شك أيضاً في ظل تحويل التمويل إلى الدفاع. وأضافت: «إنه عالم أكثر هشاشة وعدم قابلية على التنبؤ (مما كان عليه في ولاية ترمب الأولى)، مع وجود أزمات أكثر، وإذا كانت إدارة الولايات المتحدة ستُخفض تمويلها الإنساني، فقد يكون سد فجوة الاحتياجات المتنامية أكثر تعقيداً».