بدء الانتخابات التشريعية في جزر القمر

بدء الانتخابات التشريعية في جزر القمر
TT

بدء الانتخابات التشريعية في جزر القمر

بدء الانتخابات التشريعية في جزر القمر

بدأت جزر القمر انتخابات تشريعية، اليوم (الاحد)، بعد حملة خلت من الحوادث، يتنافس فيها انصار وخصوم الزعيم احمد عبد الله سامبي، الذي ترأس البلاد من 2006 الى 2011.
وفتحت اولى مراكز الاقتراع ابوابها كما هو مقرر في السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (الرابعة بتوقيت غرينتش). وتشكلت طوابير طويلة بحسب مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية. ففي قرية مبيني في كبرى جزر الارخبيل، تسعى النساء اللواتي يرتدين الساري والرجال بدشاديشهم معتمرين الكوفية التقليدية بهدوء، للعثور على اسمائهم او صور هوياتهم على اللوائح الانتخابية المعلقة.
وفي موروني العاصمة سجل اقبال ضعيف في مكاتب التصويت بعد ساعة من الافتتاح.
وقال ناخب يدعى ابراهيم اتومان وصل في الصباح الباكر للادلاء بصوته "نأمل ان تكون الجمعية الجديدة في خدمة الشعب"، ملمحا للفساد الذي ينخر اوصال هذا الارخبيل ذي الديمقراطية الهشة. فالفقر السائد تخفف من وطأته الاموال التي تأتي من المهاجرين وهم عديدون في فرنسا (200 الف الى 300 الف) او في مدغشقر.
وهذا الاقتراع يكتسي اهمية كبيرة قبل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في العام المقبل 2016 بعد مرور اربعين عاما على استقلال هذا الارخبيل المداري الواقع في المحيط الهندي، والذي تحتفظ فرنسا بإحدى جزره (مايوت).
والرهان الابرز للرئيس اكليل ظنين (الاتحاد من اجل تنمية جزر القمر) الذي يفتقر الى الجاذبية، ورجله القوي المحب لفرنسا وزير المالية محمد علي الصويلحي، هو قطع الطريق امام سامبي وحزبه "جووا" (الشمس).
وما يتسبب بالتوتر الرغبة المعلنة للرئيس السابق سامبا في العودة الى الحكم في 2016 ، ما يتنافى مع روحية الدستور الذي ينص على ان يكون الرئيس المقبل من مواليد جزيرة القمر الكبرى وليس من جزيرة انجوان. لكن ممثلي المجتمع المدني يخشون امتناع نسبة مرتفعة عن التصويت.
وقال رئيس بعثة مراقبي الاتحاد الافريقي عمر بريزيكي للوكالة "انهم يتحدثون عن سأم الشعب الذي لا يثق في السياسيين".
وقد رفضت قريتان، احداهما في انجوان والاخرى في جزيرة القمر الكبرى، ان يجري المرشحون حملاتهم، فيما تكاثرت اللافتات التي تدعو الى التصويت بورقة بيضاء في الايام الاخيرة.
وسيفتح حوالى 718 مركزا للتصويت موزعة على الجزر الثلاث، القمر الكبرى وموهيلي وانجوان، حتى الساعة 18:00 بالتوقيت المحلي (15:00 ت غ).
وستصدر اولى التقديرات مساء اليوم (الاحد)، لكن لا ينتظر اعلان النتائج الرسمية غير النهائية قبل الثلاثاء او الاربعاء.
وقال وزير الداخلية حسن حسين ابراهيم عشية الاقتراع لوكالة الصحافة الفرنسية "اننا لسنا في مأمن من الطعون نظرا الى كثافة المرشحين".
والبلد الذي ما زال يترادف غالبا في الذاكرة مع اسم الفرنسي بوب دينار ويقف اليوم على ابواب اكتشافات نفطية جديدة "اوف شور"، ليس في رصيده سوى عشرين عاما من التجربة الديمقراطية. فقد شهد عشرين انقلابا عسكريا او محاولة انقلابية منذ استقلاله في 1975 ما شكل عقبات امام التنمية الاقتصادية والاجتماعية واساء الى الوحدة الوطنية ومؤسسات الدولة.
وتعود المحاولة الانقلابية الاخيرة الى العام 2013. وقد بدأت محاكمة خمسة عشر شخصا بينهم اربعة افارقة على الاقل، من الكونغوليين اضافة الى مواطن تشادي.
واشار تقرير اخير لمفوضية الامم المتحدة لحقوق الانسان الى حالة عدم الاستقرار.
واضاف هذا التقرير "ان كون تجربة الديمقراطية في جزر القمر حديثة العهد يجعل وضع هذا البلد الى اليوم هشا".
من جانبه، قال وزير الداخلية "حتى الان لدينا الثقة، فأجهزتنا الاستخباراتية لم تنقل الي أي شيء يمكن ان يعرقل إجراء هذه الانتخابات".
ولتهدئة الوضع أنشأ الأرخبيل "إطارا للتشاور" يجمع الاحزاب والسلطات والمجتمع المدني.



كيف يهدد سقوط الأسد استراتيجية روسيا في أفريقيا؟

بوتين والأسد يحضران عرضاً عسكرياً في القاعدة الجوية الروسية «حميميم» قرب اللاذقية ديسمبر 2017 (أ.ف.ب)
بوتين والأسد يحضران عرضاً عسكرياً في القاعدة الجوية الروسية «حميميم» قرب اللاذقية ديسمبر 2017 (أ.ف.ب)
TT

كيف يهدد سقوط الأسد استراتيجية روسيا في أفريقيا؟

بوتين والأسد يحضران عرضاً عسكرياً في القاعدة الجوية الروسية «حميميم» قرب اللاذقية ديسمبر 2017 (أ.ف.ب)
بوتين والأسد يحضران عرضاً عسكرياً في القاعدة الجوية الروسية «حميميم» قرب اللاذقية ديسمبر 2017 (أ.ف.ب)

قال تقرير لوكالة «بلومبرغ» للأنباء إن الانهيار السريع لنظام بشار الأسد في سوريا يُهدد قاعدة «حميميم» الجوية، التي اعتمدت عليها روسيا لفرض نفوذها في مختلف أنحاء أفريقيا.

وبحسب التقرير، تستخدم موسكو القاعدة لإرسال أفراد وإمدادات عسكرية إلى مالي وبوركينا فاسو والنيجر، وكل هذه الدول شهدت انقلابات مؤخراً، وقطعت علاقاتها مع الغرب، في حين تقترب من موسكو التي مكّنها هذا الجسر الجوي من إعادة بناء بعض نفوذها الذي اكتسبته في حقبة الحرب الباردة في القارة، خصوصاً في أماكن، مثل جمهورية أفريقيا الوسطى والسودان.

وسمحت قاعدتا «حميميم» الجوية و«طرطوس» البحرية، اللتان تستقبلان الوقود والإمدادات الروسية بتنفيذ توسع رخيص وفعال لنفوذها العسكري والسياسي والاقتصادي في أفريقيا، والآن قد تحتاج الشبكة التي تدعم عمليات روسيا في القارة، والتي تملأ الفراغ الذي خلفته القوات الغربية المغادرة، إلى إصلاح شامل.

استقبال جندي روسي لبشار الأسد خلال زيارته قاعدة «حميميم» العسكرية في اللاذقية 27 يونيو 2017 (أ.ف.ب)

قال أنس القماطي، مدير معهد صادق، وهو مركز أبحاث مقره ليبيا: «من دون جسر جوي موثوق، تنهار قدرة روسيا على فرض قوتها في أفريقيا، والاستراتيجية العملياتية الروسية بأكملها في البحر الأبيض المتوسط ​​وأفريقيا مُعلقة بخيط رفيع».

وقال القماطي إنه وفي حين أن روسيا، التي دعمت السلطات في شرق ليبيا، لديها قدرات تشغيلية في 4 قواعد جوية ليبية (الخادم والجفرة والقرضابية وبراك الشاطئ) فإن هذه القواعد ستكون بعيدة جداً، بحيث لا يمكن استخدامها في جسر مجدد من موسكو بسبب قيود المجال الجوي في أوروبا.

وقال رسلان بوخوف، رئيس مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات ومقره موسكو، إن القاعدة الجوية السورية ستكون «خسارة كبيرة» للعمليات الأفريقية؛ حيث «كانت جميع الإمدادات تمر عبر (حميميم)، وهذا مهم بشكل خاص لبلد من دون ميناء، مثل جمهورية أفريقيا الوسطى».

وبدأت جهود موسكو لإعادة بناء النفوذ في أفريقيا فعلياً عام 2018، عندما تم نشر مرتزقة من مجموعة «فاغنر» المرتبطة بالكرملين في جمهورية أفريقيا الوسطى غير الساحلية، للدفاع عن رئيسها المحاصر ضد هجوم المتمردين.

وفي عام 2019، لعب المقاتلون دوراً رئيساً في محاولة من قِبَل الزعيم الليبي الشرقي خليفة حفتر للاستيلاء على العاصمة طرابلس.

ومنذ ذلك الحين، أرسلت مقاتلين إلى مالي والنيجر وبوركينا فاسو، جنباً إلى جنب مع الأسلحة، ما أدّى إلى زيادة أكبر لبصمتها العالمية خارج الكتلة السوفياتية السابقة.

الرئيس الروسي يلقي كلمة في قاعدة «حميميم» في اللاذقية على الساحل السوري يوم 12 ديسمبر 2017 (سبوتنيك - أ.ب)

وهذا الدعم في خطر؛ لكن المقربين من تلك الحكومات يزعمون أن روسيا ستجد طريقة لمواصلة مساعدتهم.

وقال فيديل غوانجيكا، مستشار رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، إن روسيا «ستكون لديها خطة بديلة»، حتى تظل طرق إمدادها إلى أفريقيا سليمة، سواء باستخدام ليبيا نقطة انطلاق أكثر قوة، أو الوصول إلى جمهورية أفريقيا الوسطى عبر المواني في الكاميرون أو الكونغو، و«لن تكون هناك عواقب على جمهورية أفريقيا الوسطى».

وأضاف غوانجيكا أن أفريقيا الوسطى مستعدة لمساعدة الكرملين في إرسال الإمدادات والجنود من روسيا إلى الحكومات في منطقة الساحل إذا لزم الأمر.

وأعرب إبراهيم حميدو، رئيس إدارة الاتصالات لرئيس الوزراء علي الأمين زين، الذي عيّنه المجلس العسكري في النيجر عام 2023، عن الأفكار نفسها، وقال: «سقوط الأسد لن يُغير علاقاتنا، ويمكن لروسيا أن تجد طرقاً أخرى، من خلال تركيا على سبيل المثال، لدعم النيجر».

وفي حال سمحت تركيا، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي، لبعض رحلات الشحن الروسية إلى ليبيا بالمرور عبر مجالها الجوي، فلا يوجد اقتراح فوري بأنها ستعمل بديلاً للجسر الجوي السوري لموسكو، خصوصاً أن مصالح الثنائي في أفريقيا غالباً ما تتباعد.

واقترحت مونيك يلي كام، وهي سياسية في بوركينا فاسو، تدعم المجلس العسكري وعلاقاته القوية مع روسيا، ليبيا خياراً لمساعدة موسكو على «الحفاظ على نفوذها في القارة».

كما لعبت روسيا دوراً رئيساً في الحرب الأهلية السودانية التي استمرت 20 شهراً؛ حيث ألقت مؤخراً بثقلها خلف الجيش في قتاله ضد «قوات الدعم السريع»، كما تواصل الضغط من أجل إنشاء قاعدة على ساحل البحر الأحمر في البلاد، وهو حلم طويل الأمد، من شأنه نظرياً أن يوسع شبكتها اللوجستية.

مقاتلة روسية في قاعدة «حميميم» جنوب شرقي اللاذقية في سوريا أكتوبر 2015 (سبوتنيك)

ومع ذلك، فإن الاحتفاظ بشبكة النفوذ الروسية مترامية الأطراف في أفريقيا لن يكون سهلاً، وفقاً لأولف ليسينغ، مدير برنامج الساحل في مؤسسة «كونراد أديناور»، وهي مؤسسة بحثية ألمانية.

وقال: «إن سقوط الأسد سيعيق بشكل كبير العمليات العسكرية الروسية في أفريقيا، وكانت جميع الرحلات الجوية لتوريد المرتزقة، وجلب الذخيرة والأسلحة الجديدة، تمر عبر سوريا. إنها مسافة بعيدة للغاية للطيران بطائرة نقل محملة بالكامل من روسيا إلى أفريقيا، وسيتعين على روسيا تقليص مشاركتها في أفريقيا وسيكون ذلك أكثر تكلفة بكثير».