تحذير روسي من مواجهة إسرائيلية ـ إيرانية محتملة في سوريا

«حزب الله» يسعى إلى الحصول على صواريخ موجهة عالية الدقة

دبابات إسرائيلية في الجولان السوري المحتل يوم 25 ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)
دبابات إسرائيلية في الجولان السوري المحتل يوم 25 ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

تحذير روسي من مواجهة إسرائيلية ـ إيرانية محتملة في سوريا

دبابات إسرائيلية في الجولان السوري المحتل يوم 25 ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)
دبابات إسرائيلية في الجولان السوري المحتل يوم 25 ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)

نشرت وسائل إعلام روسية تقارير استندت إلى معطيات إسرائيلية ترجح احتمال وقوع مواجهة بين إسرائيل وقوات إيرانية في جنوب سوريا، وحذرت من أن الطرفين قد يستخدمان أسلحة فائقة الدقة، بعد توافر معطيات عن سعي فصائل موالية لإيران للحصول على صواريخ موجهة.
ولفتت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إلى أن «سيناريو تحول الجنوب السوري إلى ساحة حرب يغدو أقرب إلى التنفيذ خلال عام 2021». ولفتت إلى أن هذه ستكون «الحرب الإسرائيلية الأولى في مناطق الشمال»، في إشارة إلى الحدود الشمالية للدولة العبرية، مضيفة أن إسرائيل بدأت بالفعل استعدادات واسعة لهذا السيناريو.
واستندت الصحيفة، في تحليلها، إلى تقرير أصدره معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، اشتمل على تقييم التهديدات الرئيسية في العام الجديد. وقالت إن التقرير الإسرائيلي لم يقتصر على التوصية بالاستعداد جيداً لمثل هذا التطور، لكنه لفت أيضاً إلى أن القوات الموالية لإيران، وفقاً لمعطيات متوافرة، باتت قادرة على زيادة دقة ضرباتها على المواقع الإسرائيلية بشكل كبير.
ونقلت عن التقرير أن «على إسرائيل أن تظل مصممة على مواصلة عملياتها النشطة لإضعاف المحور الذي تقوده إيران من أجل منعها من إنشاء وتعزيز جبهة عسكرية متاخمة لإسرائيل». ويرى محللون أن «أحد الجوانب المهمة لهذا التهديد هو محاولات (حزب الله) الحصول على صواريخ موجهة عالية الدقة، التي قد تشكل مشكلة أكثر خطورة للدفاع الجوي الإسرائيلي من القذائف البسيطة التي تم استخدامها حتى الآن».
ولم يستبعد خبراء نقلت الصحيفة آراءهم أن يكون «الخيار العسكري» مطروحاً أيضاً في حال اتخذ الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، قراراً بالعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، ورأى هؤلاء أن «إسرائيل ستعمل على التأثير لتقليل مخاطر العودة المحتملة إلى اتفاق نووي سيئ».
وأعادت الصحيفة الروسية التذكير بأن الأيام الأخيرة شهدت تصعيداً متواصلاً في الهجمات التي شنتها إسرائيل على مواقع تابعة لإيران في سوريا، وقالت إن القوات الإسرائيلية شنت ثلاث غارات مكثفة على الأقل خلال الأيام العشرة الأخيرة. وزادت أن الإسرائيليين استهدفوا «منشآت عسكرية لمقاتلي (حزب الله) و(فيلق الحرس الثوري الإسلامي) الإيراني تقع في جنوب العاصمة السورية وغربها». وفي الوقت ذاته، عمدت قيادة الجيش الإسرائيلي إلى تعزيز حماية مناطق جنوب إسرائيل من خلال نشر بطاريات قبة الحديد الدفاعية المضادة للصواريخ بالقرب من مدينة إيلات.
اللافت أن الصحيفة ربطت ذلك بتوقعات لدى الجيش الإسرائيلي تشير إلى إمكانية تعرض إسرائيل في المستقبل القريب لهجمات صاروخية ليس فقط من قطاع غزة، ولكن أيضاً من المناطق الشمالية الغربية لليمن. وقال خبراء إن البيانات تختلف حول مدى النجاح الذي حققته إيران وقواتها الموالية في مشروع تطوير الصواريخ الموجهة عالية الدقة «لكن الأراضي اليمنية ظهرت مراراً خلال العام الماضي كأحد المواقع المحتملة التي يمكن من خلالها شن هجوم على مواقع إسرائيلية».
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها رصدت 16 انتهاكاً لوقف النار في سوريا خلال الساعات الـ24 الماضية. وأفاد بيان أصدره الجانب الروسي في مكتب المراقبة المشترك لروسيا وتركيا بأن الانتهاكات التي سجلها وقعت في اللاذقية وإدلب وحماة وحلب. في المقابل أعلن الجانب التركي أنه رصد 6 حوادث انتهاك لنظام وقف النار. جاء ذلك، بعد إعلان وكالة الأنباء الفيدرالية، أول من أمس، عن تسيير أول دورية مشتركة لروسيا وتركيا منذ بداية العام في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».