تفعيل المصالحة بعودة فتح المنفذ البري بين السعودية وقطر

أحد المسافرين عبر منفذ سلوى الحدودي السعودي مع قطر أمس (واس)
أحد المسافرين عبر منفذ سلوى الحدودي السعودي مع قطر أمس (واس)
TT

تفعيل المصالحة بعودة فتح المنفذ البري بين السعودية وقطر

أحد المسافرين عبر منفذ سلوى الحدودي السعودي مع قطر أمس (واس)
أحد المسافرين عبر منفذ سلوى الحدودي السعودي مع قطر أمس (واس)

بدأت السعودية وقطر، أمس (السبت)، فتح المنفذ البري بين البلدين، تطبيقاً لموافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، على فتح الأجواء والمنافذ البرية والبحرية قبل انعقاد القمة الخليجية، الثلاثاء الماضي، حيث جرى خلالها توقيع «اتفاق العلا» الذي يطوي صفحة الخلاف بين الدول.
وتستأنف الخطوط السعودية رحلاتها من الرياض وجدة إلى الدوحة بعد غد (الاثنين)، بواقع 4 رحلات أسبوعياً من الرياض و3 رحلات أسبوعياً من جدة، على أن تكون أولى رحلاتها من الرياض إلى الدوحة يوم الاثنين عصراً.
وبعد إغلاق دام لأكثر من 3 سنوات، أعادت المصالحة توافد المركبات القطرية عبر منفذ أبو سمرة (من الجانب القطري)، دخولاً إلى منفذ سلوى (من الجانب السعودي)، حيث تتيح السعودية للجميع الدخول إلى البلاد وفق إجراءات وبروتوكولات صحية للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد - 19) للقادمين عبر المنافذ إليها، بينما لا تزال معلقة السفر والخروج على مواطنيها إلا في حالات استثنائية.
ورصدت «الشرق الأوسط» الإجراءات المتبعة في الاستقبال بعد فتح المنفذ البري الوحيد لدولة قطر مع السعودية، التي كانت ذات ملامح ودية، مع ارتياح شعبي طغت عليه عبارات الترحيب والورود للقادمين من دولة قطر. وقالت «الجمارك السعودية» إنها استقبلت في المنفذ، صباح (أمس)، عدداً من القادمين مع بدء افتتاحه، وتم إنهاء الإجراءات الجمركية، وفقاً للضوابط والإجراءات الصحية المتبعة في جميع المنافذ.
وطوت دول مجلس التعاون الخليجي، الثلاثاء الماضي، في قمة العلا، صفحة الأزمة الخليجية المستمرة منذ 3 أعوام، مغلبة المصلحة العليا لشعوب الدول الست في المجلس، معيدة إطلاق مسيرة التعاون على طريق المستقبل، حيث تأتي في خطوة لتعزيز الترابط بين شعوب المجلس، خصوصاً القبائل والأسر المشتركة، إضافة إلى أهميتها في الجانب الاقتصادي وغيره، مثل حركة الطيران والبضائع.
كانت الخطوط الجوية القطرية قد أعلنت، الخميس، تسيير أول رحلة في المجال الجوي السعودي، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ قرار المقاطعة العربية والخليجية، فيما تستقبل الرياض غداً أول رحلة تجارية قطرية منذ أزمة 2017.
وجهزت الجمارك السعودية المنفذ الحدودي، بالتعاون مع الجهات الصحية، بالاستعدادات والاحترازات الوقائية كافة بسبب جائحة «كورونا»، حيث بدأت أعمالها في المنفذ الحدودي منذ صباح أمس لاستقبال القادمين، وإنهاء الإجراءات الجمركية، وفقاً للضوابط والإجراءات الصحية المتبعة في جميع المنافذ.
كانت الجمارك السعودية قد بدأت، بالتعاون مع جميع الجهات الحكومية العاملة بالمنفذ، فور إعلان الاتفاق على فتح الأجواء والحدود البرية والبحرية والجوية بين السعودية وقطر، بتهيئة وتجهيز المنفذ من جميع الجوانب الفنية والتشغيلية، وإكمال جميع الاستعدادات والخدمات، إلى جانب التأكد من توافر جميع المتطلبات والاشتراطات اللازمة التي تُحقق تقديم خدمات جمركية متميزة لجميع العابرين من خلاله.
وقبل ذلك، كان وزير الخارجية الكويتي، الشيخ الدكتور أحمد الناصر الصباح، قد أعلن، الاثنين الماضي، عن إعادة فتح الأجواء والحدود البرية والبحرية بين السعودية وقطر، في حين توصلت الدول الخليجية للمصالحة، ووقعت على «بيان العلا»، لتطوي صفحة الخلاف.
كانت القمة الخليجية الـ41 التي عقدت في مدينة العلا (غرب السعودية) قد شدد بيانها على «التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي، وتعزيز أواصر الود والتآخي بين دولنا وشعوبنا، بما يخدم آمالها وتطلعاتها».


مقالات ذات صلة

رقم قياسي جديد... سحب الجنسية الكويتية من 1535 حالة

الخليج في أكبر عملية سحب للجنسية في يوم... اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية قررت اليوم سحب وفقد الجنسية الكويتية من 1535 حالة تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء (كونا)

رقم قياسي جديد... سحب الجنسية الكويتية من 1535 حالة

قررت اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية، اليوم، سحب وفقد الجنسية من 1535 حالة، تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الاقتصاد الأمير سلمان بن حمد مع أطقم الصقور السعودية المشاركة (الموقع الرسمي للمعرض)

ارتفاع نسبة المشاركة بأكثر من 30 % في معرض البحرين الدولي للطيران

افتتح ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد، معرض البحرين الدولي للطيران 2024 بقاعدة الصخير الجوية، وسط حضور إقليمي ودولي واسع لشركات الطيران، وصناع القرار.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد مستثمر ينظر إلى شاشة تعرض معلومات الأسهم في سوق أبوظبي للأوراق المالية (رويترز)

الأخضر يسيطر على الأسواق الخليجية بعد فوز ترمب 

أغلقت معظم أسواق الأسهم الخليجية تعاملاتها على ارتفاع في جلسة الأربعاء، وذلك بعد فوز الجمهوري دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية رسمياً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مستثمران يتحدثان أمام شاشة تعرض معلومات الأسهم في السوق السعودية (رويترز)

افتتاحات خضراء للأسواق الخليجية بعد فوز ترمب

ارتفعت أسواق الأسهم الخليجية في بداية جلسة تداولات الأربعاء، بعد إعلان المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترمب فوزه على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص شعار وكالة «ستاندرد آند بورز» (رويترز)

خاص كيف سينعكس الخفض المرتقب للفائدة الأميركية على اقتصادات الخليج؟

وسط تنامي الترجيحات بخفض «الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي أسعار الفائدة مرة أخرى خلال اجتماعه يوم الخميس، تتجه الأنظار نحو تأثير هذا الإجراء الذي يلي الانتخابات

زينب علي (الرياض)

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».