دراسة: المناعة ضد «كورونا» بعد التعافي قد تستمر لأكثر من 8 أشهر

سيدة ترتدي القناع الواقي وسط جائحة «كورونا» في أستراليا (أ.ف.ب)
سيدة ترتدي القناع الواقي وسط جائحة «كورونا» في أستراليا (أ.ف.ب)
TT

دراسة: المناعة ضد «كورونا» بعد التعافي قد تستمر لأكثر من 8 أشهر

سيدة ترتدي القناع الواقي وسط جائحة «كورونا» في أستراليا (أ.ف.ب)
سيدة ترتدي القناع الواقي وسط جائحة «كورونا» في أستراليا (أ.ف.ب)

قال باحثون في دراسة نشرت في مجلة «ساينس»، إن جسم الإنسان يحتفظ عادة باستجابة مناعية قوية لفيروس «كورونا» لمدة ثمانية أشهر على الأقل بعد الإصابة، وربما لفترة أطول بكثير. ووجد البحث أن حوالي 90 في المائة من المرضى الذين خضعوا للدراسة أظهروا مناعة ثابتة ومستقرة، وفقاً لصحيفة «واشنطن بوست».
وظل فيروس «كورونا» محاطاً بأمور غير معروفة وشكوك منذ ظهوره قبل أكثر من عام بقليل. وتدور أحد أهم الأسئلة حول ما إذا كان يمكن للناس أن يصابوا مرة أخرى، وإذا كان الأمر كذلك، فما المدة الزمنية التي نبقى محميين فيها. وكانت هناك تقارير منفصلة عن أشخاص أصيبوا مرة جديدة بـ«كوفيد- 19»، ولكن يبدو أن ذلك نادر الحدوث، وتعزز الدراسة الجديدة فكرة استمرار المناعة.
وأظهرت مراجعة عينات الدم لما يقرب من 200 مريض، أن عناصر متعددة من الجهاز المناعي - وليس فقط الأجسام المضادة - استمرت في التعرف على الفيروس والاستجابة له بفاعلية. ويبدو أن جسم الإنسان يحفظ الأعداء، وهو مستعد لتوليد هجوم مضاد منسق من الأجسام المضادة والخلايا التائية القاتلة بسرعة، إذا تعرض للغزو مرة أخرى.
ويأتي ذلك وسط مخاوف بشأن الطفرات الجديدة لفيروس «كورونا»، بما في ذلك واحدة تم تحديدها في الأصل في المملكة المتحدة وتنتشر بسرعة هناك. وحتى بعد ظهر أمس (الخميس)، شوهدت في سبع من ولايات أميركا.
وكان العلماء متفائلون بشكل عام بأن هذه المتغيرات لن تكون قادرة على الهروب من هجوم جهاز المناعة البشري؛ لكن لا أحد يجازف. ويعمل المسؤولون في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها على تكثيف برنامج المراقبة لتحسين التسلسل الجيني الذي يسمح للعلماء بدراسة الطفرات.
وقال مؤلفو الدراسة الجديدة إنهم يعتقدون أن نتائجهم ستنطبق على طفرة المملكة المتحدة، وكذلك على فيروس «كورونا» الأكثر شيوعاً. السبب: تستهدف الاستجابات المناعية مئات الأجزاء المختلفة من الفيروس، والتي يتأثر قليل منها بالطفرات التي شوهدت حتى الآن. الفكرة هي أن الفيروس التاجي سيحتاج إلى عدد هائل من الطفرات للتهرب من المناعة الطبيعية أو التي يسببها اللقاح.
وقالت دانييلا ويسكوبف، وهي مؤلفة مشاركة في الدراسة وباحثة في معهد «لا جولا» لعلم المناعة: «هناك كثير من أذرع جهاز المناعة المختلفة التي تتعرف على الفيروس. إذا كانت لديك طفرة فلن تتجنب كل هذه الأذرع المختلفة».
وتابعت: «تتراكم الاستجابة المناعية للفيروس تدريجياً، وتبلغ ذروتها، ثم تبدأ في الانكماش، ولكن يمكن أن تصل إلى مرحلة الاستقرار، وتبقى هناك لفترة طويلة».
وأكدت ويسكوبف أنه بعد ثمانية أشهر يبدو أن معظم الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس «كورونا» وتعافوا يتمتعون بمناعة مستقرة نسبياً.
ويجب أن تظل المدة الكاملة للحصانة تخمينية في الوقت الحالي؛ لأن الفيروس التاجي الجديد ينتشر في البشر منذ عام تقريباً، ولا توجد بيانات طويلة الأجل حوله. وقالت ويسكوبف إنه تم الحصول على أقدم العينات التي درسها فريق «لا جولا» منذ حوالي تسعة أشهر.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مصر تستوحي الطراز الفرنسي القديم في «جاردن سيتي الجديد»

ميدان حيّ «جاردن سيتي» الجديد (وزارة الإسكان المصرية)
ميدان حيّ «جاردن سيتي» الجديد (وزارة الإسكان المصرية)
TT

مصر تستوحي الطراز الفرنسي القديم في «جاردن سيتي الجديد»

ميدان حيّ «جاردن سيتي» الجديد (وزارة الإسكان المصرية)
ميدان حيّ «جاردن سيتي» الجديد (وزارة الإسكان المصرية)

بوحيّ من الطراز المعماري الفرنسي القديم الذي يشتهر به حيّ «غادرن سيتي» الراقي في وسط القاهرة، تقترب وزارة الإسكان المصرية من الانتهاء من أعمال إنشاء حيّ «جاردن سيتي الجديد» بالعاصمة الإدارية الجديدة. وتفقَّد وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المصري، المهندس شريف الشربيني، السبت، سير العمل بالحيّ السكني وعدد من الطرق والمحاور بالعاصمة الإدارية الجديدة.

جانب من حيّ «جاردن سيتي الجديد» بالعاصمة الإدارية (وزارة الإسكان المصرية)

ووفق الشربيني، يُنفَّذ الحيّ السكني الخامس «جاردن سيتي الجديد»، البالغة مساحته نحو 900 فدان، طبقاً لتصميم معماري مستوحى من الطراز الفرنسي القديم، ليُشبه التصميمات المعمارية المُنفَّذة في منطقة «جاردن سيتي» بوسط البلد في القاهرة. ويضمّ المشروع الجديد 385 عمارة سكنية مؤلّفة من نحو 21494 وحدة سكنية، و513 وحدة تجارية، و459 فيلا متصلة وشبه متصلة ومنفصلة، وجميع الخدمات التعليمية والترفيهية والتجارية والرياضية والدينية.

شملت جولة وزير الإسكان متابعة التشطيبات الداخلية في الوحدات والمرور على طريق التسعين الجنوبي بالعاصمة، ومحور محمد بن زايد الجنوبي الذي يمتاز بجمال التصميم، ويتماشى مع الإنجاز الكبير الذي يُنفَّذ في المشروعات المختلفة بالعاصمة الإدارية الجديدة.

مبانٍ مستوحاة من الطراز الفرنسي القديم (وزارة الإسكان المصرية)

ووفق بيان لوزارة الإسكان، فإن الشربيني وجّه بمراجعة مختلف أعمال الواجهات والإضاءة الخاصة بعمارات الحيّ، مؤكداً ضرورة استخدام المنتج المحلّي لمكوّنات المشروعات الجاري تنفيذها، فضلاً عن الانتهاء من الأعمال بالمشروع في أسرع وقت، والانتهاء من أعمال المسطّحات والجزر الخاصة بالطرق وأعمال الزراعة، ووضع جدول زمني لأعمال المشروع كافّة.

كما وجَّه بإعداد مخطَّط لمشروعات خدماتية في المشروع، ودفع الأعمال في منطقة الفيلات، ووضع جدول زمني لضغط الأعمال ومتابعتها باستمرار ميدانياً.

ميدان رئيسي بالحيّ الجديد (وزارة الإسكان المصرية)

يُذكر أنّ منطقة «جاردن سيتي» في وسط القاهرة كانت بركاً ومستنقعات، حوَّلها السلطان الناصر محمد بن قلاوون خلال فترة حكمه الثالثة لمصر (1309- 1341) ميداناً سُمّي «الميدان الناصري»، غرس فيه الأشجار وشقّ الطرق وسط المياه، وشيَّد الحدائق التي عرفت باسم «بساتين الخشاب»؛ ثم افتُتح الميدان عام 1318، وفيه أُقيمت عروض وسباقات الخيل التي كان الملك الناصر شغوفاً بتربيتها.

وبعد وفاة السلطان قلاوون، أُهملت المنطقة بالكامل. وعندما حكم الخديوي إسماعيل البلاد عام 1863 الميلادي، قرَّر تدشين حركة معمارية واسعة لتشييد قصور فخمة على امتداد كورنيش النيل (ضمن مشروع القاهرة الخديوية)؛ من أشهرها «قصر الدوبارة»، و«قصر فخري باشا»، و«الأميرة شويكار»؛ جميعها تشكّل خليطاً من المعمار الإسلامي والباريسي والإيطالي.

بنايات تُحاكي عمارت حيّ «غادرن سيتي» العتيق (وزارة الإسكان المصرية)

ويُعدّ عام 1906 بداية نشأة حيّ «جاردن سيتي» المعاصر، إذ قرَّر الخديوي عباس حلمي الثاني تأسيسه على هيئة المدن الحدائقية ذات الشوارع الدائرية كما كان شائعاً في مطلع القرن الـ20 بأوروبا. وأصبحت «جاردن سيتي» امتداداً عمرانياً للقاهرة الخديوية؛ شُيّدت فيها المباني بالطُرز المعمارية عينها الموجودة في القاهرة الخديوية بين الطراز المعماري الفرنسي والإيطالي والإسلامي.

مصر تستنسخ حي «جاردن سيتي» بالعاصمة الجديدة (وزارة الإسكان المصرية)

وعلى الرغم من إنشاء تجمّعات سكنية فاخرة في ضواحي العاصمة المصرية، فإنّ الحيّ الراقي العتيق الذي يضمّ سفارات وقنصليات عدد من الدول على غرار الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية، لم يفقد بريقه، وظلَّ يُعدُّ إحدى الوجهات المفضّلة للإقامة لدى كثيرين؛ ما دفع مسؤولين مصريين إلى إنشاء حيّ يُحاكيه في العاصمة الجديدة.

وعدّ رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، في تصريحات صحافية سابقة، مشروع إنشاء حيّ «جاردن سيتي الجديد»، «إعادة إحياء لمنطقة وسط البلد».

وبالمفهوم عينه، أنشأت الحكومة الحيّ اللاتيني بمدينة العلمين الجديدة (شمال مصر)، الذي استُلهم طرازه المعماري من الطرازَيْن الإغريقي والروماني الفاخرَيْن، ليضاهي تصميمات مدينة الإسكندرية العتيقة. ويقع الحيّ اللاتيني بالقرب من المدينة التراثية ومجمّع السينما والمسرح، وكذلك على مقربة من مطار العلمين الدولي.

ميدان حيّ «جاردن سيتي» الجديد (وزارة الإسكان المصرية)

لكنَّ أستاذة العمارة والتصميم العمراني لدى قسم الهندسة المعمارية في جامعة القاهرة، الدكتورة سهير حواس، تتساءل عن أسباب استنساخ أحياء قديمة مرَّ على إنشائها نحو 100 عام، قائلةً لـ«الشرق الأوسط»: «أُنشئت (القاهرة الخديوية) و(جاردن سيتي) و(مصر الجديدة)، وفق نظريات معمارية كانت جديدة وسائدة في بدايات القرن الـ20، لذلك كان من الأفضل إنشاء أحياء جديدة وفق نظريات معمارية تواكب القرن الحالي، لا الماضي».

وتضيف: «بعد مرور 100 عام على إنشاء الأحياء المُستنسخة، قد يشعر الأحفاد ببعض الارتباك لجهتَي تاريخ الإنشاء والأصل»، لافتةً إلى أنّ «الأحياء الأصليّة أخذت في الحسبان خامات الإنشاء والتهوية ومساحات وارتفاعات الأسقف؛ وهو ما لا يتوافر راهناً في الأحياء الجديدة لجهتَي المساحات الضيّقة والأسعار الباهظة».