سكريات الطحالب الحمراء علاج محتمل لأمراض المناعة

الطحالب الحمراء مصدر مادة الكاراجينان
الطحالب الحمراء مصدر مادة الكاراجينان
TT

سكريات الطحالب الحمراء علاج محتمل لأمراض المناعة

الطحالب الحمراء مصدر مادة الكاراجينان
الطحالب الحمراء مصدر مادة الكاراجينان

أظهرت دراسة جديدة، أن «الكاراجينان»، وهو عديد السكريات النشط بيولوجياً المعزول من الطحالب الحمراء، ويستخدم على نطاق واسع في صناعة الأغذية كمثبتات أو عوامل هلامية، له تأثير واضح على المناعة.
وخلال دراسة أجراها فريق بحثي روسي من كلية الطب الحيوي التابعة لجامعة الشرق الأقصى الفيدرالية (FEFU)، وفرع الشرق الأقصى لأكاديمية العلوم الروسية، وجامعة فيلنيوس، ونشرت في العدد الأخير من مجلة «أبحاث المواد الطبية الحيوية»، وجد الفريق البحثي أن الكاراجينان ونواتج تحللها الجزئي قادرة على قمع جهاز المناعة، وهو النتيجة التي تم التوصل لها بعد إضافته إلى النظام الغذائي لفئران المختبر لمدة أسبوع واحد، حيث أدى ذلك إلى انخفاض نشاط خلايا المناعة الخلقية وانخفض عدد الكريات البيض.
وتستخدم مثبتات المناعة لعلاج الاضطرابات المختلفة مثل الحساسية وأمراض المناعة الذاتية، مثل التصلب المتعدد، والذئبة الحمامية الجهازية، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وتصلب الجلد الجهازي والتهاب الجلد والعضلات وغيرها، وعادة ما ترتبط هذه الأمراض بفرط نشاط بعض أجزاء الجهاز المناعي أو انخفاض النشاط الوظيفي للخلايا المثبطة للمناعة، حيث يؤدي عدم التوازن بين الالتهاب والتثبيت إلى تطور استجابة مناعية مفرطة تستهدف المريض نفسه.
ويقول ألكساندرا كاليتنيك، في تقرير نشره أول من أمس الموقع الإلكتروني لجامعة الشرق الأقصى الفيدرالية «أثبتنا أن الكاراجينان يمكن أن يكون مفيداً لبعض الحالات المرتبطة بفرط نشاط الجهاز المناعي، ولكن دراسة خصائصه البيولوجية تحتاج إلى مزيد من البحث الأساسي الذي قد يستغرق سنوات». ويعتقد الباحثون أن السكريات المتعددة في الطحالب الحمراء يمكن أن تتفاعل بشكل غير مباشر (عند تناولها عن طريق الفم)، مع مستقبلات الخلايا المناعية في الجهاز الهضمي والتي بدورها تنقل المعلومات إلى الخلايا المناعية في الدم.
ويضيف كاليتنيك «لاحظنا في المرحلة الحالية تأثير الكاراجينان على كبت المناعة، أي تقليل نشاط الكريات البيض، ونود معرفة الطريقة التي يؤثر بها على مستقبلات الخلايا ومسارات الإشارات التي تشارك في زيادة وخفض مستوى الكريات البيض، وهو ما سيساعد على فهم إمكاناته بشكل أفضل كمواد دوائية أو إضافات بيولوجية يمكن أن تقلل من فرط المناعة».
ولم تشمل الدراسة الكاراجينان الذي يستخدم في صناعة الأغذية ويستهلكه الناس، ومن المعروف أن النوع الغذائي يستخدم بضوابط صارمة، بما في ذلك الحد الأقصى للكتلة الجزيئية والجرعة المسموح بها.
يقول كاليتنيك «الجرعات الغذائية أقل من تلك المستخدمة في التجربة من حيث الحجم، علاوة على ذلك، لا تحتوي المنتجات الغذائية على مادة الكاراجينان النقية، ويتم استهلاكه مع البروتينات والمواد الأخرى التي تؤثر بشكل كبير على خصائصه».


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.