الحكومة اليمنية تتحدى الإرهاب بعد نجاتها من محاولة اغتيالها في عدن

سقوط قتلى وجرحى في هجوم استهدف المطار لحظة هبوط طائرة تقل رئيسها وأعضاءها

عسكريون ومدنيون لحظة وقوع الانفجار بمطار عدن أمس (رويترز)
عسكريون ومدنيون لحظة وقوع الانفجار بمطار عدن أمس (رويترز)
TT

الحكومة اليمنية تتحدى الإرهاب بعد نجاتها من محاولة اغتيالها في عدن

عسكريون ومدنيون لحظة وقوع الانفجار بمطار عدن أمس (رويترز)
عسكريون ومدنيون لحظة وقوع الانفجار بمطار عدن أمس (رويترز)

أكدت الحكومة اليمنية المضي قدماً للقيام بواجباتها حتى إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة والاستقرار، وذلك في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي استهدفها ظهر أمس، فور وصولها مطار عدن الدولي.
وهزت 3 انفجارات على الأقل مطار عدن الدولي لحظة وصول الطائرة التي كانت تُقل الحكومة اليمنية الجديدة، وأدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، بينما تأكد سلامة رئيس الحكومة وأعضائها بحسب تصريحات راجح بادي المتحدث باسم الحكومة لـ«الشرق الأوسط».
وأمر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بتشكيل لجنة للتحقيق في تداعيات العمل الإرهابي الإجرامي الذي استهدف مطار عدن الدولي، برئاسة وزير الداخلية وعضوية قيادات الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، بالتنسيق مع تحالف دعم الشرعية.
وأكد هادي خلال اتصاله برئيس الوزراء معين عبد الملك، أن الأعمال الإرهابية التي تفتعلها ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً والجماعات الإرهابية المتطرفة، لن تثني الحكومة الشرعية من ممارسة مهامها من العاصمة المؤقتة عدن، ومواصلة جهودها الرامية إلى حفظ الأمن والاستقرار، وجهود تطبيع الأوضاع في مختلف المحافظات وإنهاء الانقلاب.
وقال الرئيس اليمني: «مهما حاول المتربصون بافتعال الأعمال الإرهابية، فإن قوى الخير والنيات الصادقة ستنتصر دوماً على قوى الشر وأدواتها المختلفة».
وبحسب مصادر تحدثت مع «الشرق الأوسط»، فإن التحقيقات جارية لمعرفة ملابسات الهجوم الذي تشير المعلومات الأولية عنه إلى استخدام صواريخ، بينما رصدت الإحصاءات الأولية مقتل 22 شخصاً، بينهم وكيلة وزارة الأشغال العامة، ووقوع نحو 70 جريحاً. وشدد الدكتور معين عبد الملك رئيس الوزراء اليمني على أن التفجير الإرهابي «لن يزيدنا إلا إصراراً على القيام بواجباتنا حتى إنهاء الانقلاب، واستعادة الدولة والاستقرار». وتابع على حسابه الرسمي بـ«تويتر» قائلاً: «نحن وأعضاء الحكومة في العاصمة المؤقتة عدن والجميع بخير. العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف مطار عدن جزء من الحرب التي تشن على الدولة اليمنية وعلى شعبنا العظيم، ولن يزيدنا إلا إصراراً. الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى».
من جانبه، تعهد الفريق علي محسن الأحمر، نائب الرئيس اليمني، بألا تثني هذه الحادثة الإجرامية الجبانة، قيادة الشرعية والتحالف عن استكمال تطبيع الأوضاع وعودة الحكومة وتلبية متطلبات المواطنين وهدف استعادة الدولة، وإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران.
وتوعد في اتصال هاتفي أجراه أمس برئيس الوزراء للاطمئنان على سلامتهم، الأيادي الغادرة التي تبنت هذا الهجوم الإرهابي، وقال: «لن تكون بمنأى عن العقاب وستنال جزاءها الرادع والعادل».
واعتبر سلطان البركاني رئيس البرلمان اليمني أن العمل الجبان الذي حدث في مطار عدن اليوم سيزيد المخلصين لليمن إصراراً على المضي قدماً، ولن يثني الحكومة عن أداء دورها وممارسة مهامها.
وشدد البركاني على أهمية أن توجد كل مؤسسات الدولة في عدن، رداً على المجرمين والمتوحشين الذين لا يرقبون في مسلم إلا ولا ذمة.
بدوره، أشار الدكتور أحمد بن مبارك وزير الخارجية اليمني، إلى أنهم «أكثر إصراراً وأشد عزيمة، ولن يرهبونا».
بينما وجه معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة أصابع الاتهام إلى الحوثيين بتنفيذ الهجوم الإرهابي، وقال في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «الهجوم الجبان نفذته ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران. وجميع أعضاء الحكومة بخير بعد تفجير صالة مطار عدن».
بالعودة إلى راجح بادي فقد أفاد بأن «هناك توجيهات من الرئيس عبد ربه منصور هادي للحكومة بالبقاء والبدء في العمل». وتابع: «تواصلنا مع غالبية الأعضاء، ومن ضمنهم رئيس الوزراء. الكل يعيش حالة صدمة جراء هذا العمل الغادر؛ لكن هناك عزيمة وإرادة لكي يواصل الجميع العمل».
في السياق، أكد المهندس نزار هيثم المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، سلامة كافة المسؤولين الذين كانوا على متن الطائرة، ومن ضمنهم اللواء شلال شايع مدير أمن عدن السابق. وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن الهجوم أسفر - مبدئياً - عن قتل 7 أشخاص، بينهم ياسمين العواضي وكيلة وزارة الأشغال العامة، بينما تجاوز عدد الجرحى 20 جريحاً حالتهم متوسطة.
وأشار السفير محمد آل جابر، السفير السعودي لدى اليمن، إلى أن استهداف الحكومة اليمنية عند وصولها مطار عدن عمل إرهابي جبان، يستهدف كل الشعب اليمني وأمنه واستقراره وحياته اليومية.
ولفت آل جابر - في تغريدات على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» - إلى أن الهجوم «يؤكد حجم الخيبة والتخبط التي وصل لها صانعو الموت والتدمير، نتيجة نجاح تنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة اليمنية ومباشرتها للبدء في مهامها لخدمة الشعب اليمني». وأضاف: «سيمضي الاتفاق قدماً، وسيتحقق السلام والأمن والاستقرار بعزيمة اليمنيين وحكومتهم الشجاعة، والتحالف بقيادة المملكة مستمر في الوقوف مع الشعب اليمني الشقيق وحكومته الشرعية».
من جهته، أدان مارتن غريفيث، المبعوث الأممي لليمن، بشدة الهجوم على مطار عدن، متمنياً لمجلس الوزراء الصلابة في مواجهة المهام الصعبة المقبلة. وقال في بيان إن «هذا العمل العنيف غير مقبول، وهو تذكير مأساوي بأهمية إعادة اليمن بشكل عاجل إلى طريق السلام».
كما أدان مايكل آرون، السفير البريطاني لدى اليمن، الهجوم الإرهابي الذي وصفه بـ«الجبان» على مطار عدن المتزامن مع وصول الحكومة الجديدة. وأشار السفير إلى أنها «كانت محاولة حقيرة لإحداث مذابح وفوضى وجلب المعاناة عندما اختار اليمنيون المضي قدماً»، مرحباً في الوقت نفسه بـ«عزيمة رئيس الوزراء وحكومته الجديدة على المثابرة في عملهم المهم في إعادة السلام والأمن والازدهار لليمن وشعبه الشجاع. نحن نقف مع الحكومة الجديدة في ضمان أن الإرهاب لن ينتصر على الديمقراطية».


مقالات ذات صلة

تطورات المنطقة وأوضاع الداخل تعزز خلافات الأجنحة الحوثية

العالم العربي منذ أكثر من عام بدأت الجماعة الحوثية هجماتها في البحر الأحمر وتصعيدها ضد إسرائيل (أ.ف.ب)

تطورات المنطقة وأوضاع الداخل تعزز خلافات الأجنحة الحوثية

تفاقمت الخلافات بين الأجنحة الحوثية على مستقبل الجماعة، بسبب المواجهة مع إسرائيل والغرب، بين المطالبة بتقديم تنازلات والإصرار على التصعيد.

وضاح الجليل (عدن)
الولايات المتحدة​ أرشيفية لمقاتلة أميركية تستعد للإغارة على مواقع للحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

الجيش الأميركي يعلن سقوط مقاتلة في البحر الأحمر بـ«نيران صديقة»

أعلن الجيش الأميركي، أن طيارين اثنين من البحرية الأميركية قد تم إسقاطهما فوق البحر الأحمر في حادثة تبدو أنها نتيجة «نيران صديقة».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي لقطات نشرها الجيش الإسرائيلي في 19 ديسمبر 2024 تظهر غارات إسرائيلية على أهداف للحوثيين (رويترز)

اليمن يدين الغارات الإسرائيلية ويحمّل الحوثيين المسؤولية

وسط قلق أممي من التصعيد، أدان مجلس القيادة الرئاسي في اليمن الغارات الإسرائيلية الجديدة على صنعاء والحديدة، وحمّل الحوثيين مسؤولية تعريض اليمن لانتهاك سيادته.

علي ربيع (عدن)
تحليل إخباري دمار كبير في إحدى محطات الكهرباء بصنعاء إثر الغارات الإسرائيلية (رويترز)

تحليل إخباري ضربات إسرائيل في صنعاء تضاعف المخاوف المعيشية والأمنية

يخشى السكان في صنعاء من تأثير الضربات الإسرائيلية على معيشتهم وحياتهم ومن ردة فعل الجماعة الحوثية واستغلال الفرصة لمزيد من الانتهاكات بحقهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي دخان في صنعاء بعد ضربة أميركية على مواقع الجماعة الحوثية فيها الثلاثاء (أ.ف.ب)

ما مصير الجماعة الحوثية بعد إثارة مخاوفها بالحراك الدبلوماسي؟

تعيش الجماعة الحوثية حالة استنفار بعد حراك دبلوماسي يبحث مواجهة نفوذها واستمرار أعمالها العدائية، وتخشى تكرار السيناريو السوري في اليمن.

وضاح الجليل (عدن)

مقتل شخصين وجرح آخر في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان

القوات الإسرائيلية تفجر عدة منازل في جنوب لبنان (رويترز)
القوات الإسرائيلية تفجر عدة منازل في جنوب لبنان (رويترز)
TT

مقتل شخصين وجرح آخر في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان

القوات الإسرائيلية تفجر عدة منازل في جنوب لبنان (رويترز)
القوات الإسرائيلية تفجر عدة منازل في جنوب لبنان (رويترز)

قتل شخصان وجرح شخص آخر في غارة إسرائيلية مساء اليوم (الاثنين)، على جنوب لبنان.

ووفقاً لوكالة الأنباء الألمانية، سقط قتيلان وجرح شخص في غارة إسرائيلية استهدفت مجموعة من الأشخاص قرب المدرسة الرسمية في بلدة الطيبة في جنوب لبنان، بحسب ما أعلنت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية.

ونفذت القوات الإسرائيلية تفجيراً كبيراً في بلدة كفركلا في جنوب لبنان، أدى إلى تدمير حارة بكاملها وسط البلدة، بحسب ما أعلنته قناة «المنار» المحلية التابعة لـ«حزب الله».

وأقدمت القوات الإسرائيلية على تفجير عدة منازل بمنطقتي البستان والزلوطية في قضاء صور جنوب لبنان، بحسب ما أعلنت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية.

ونفذت جرافة إسرائيلية بعد ظهر اليوم، عملية تجريف بحماية دبابة ميركافا عند الأطراف الشمالية لبلدة مارون الراس في جنوب لبنان، وسط إطلاق رصاص متقطع باتجاه أطراف مدينة بنت جبيل الجنوبية، بحسب ما أعلنته قناة «المنار» المحلية التابعة لـ«حزب الله».

كما أقدم الجيش الإسرائيلي على تفجير عدد من المنازل في بلدة الناقورة، تزامناً مع تحليق للطيران المروحي والاستطلاعي الإسرائيلي في أجواء المنطقة.

ورفع الجيش الإسرائيلي العلم الإسرائيلي على تلة في منطقة إسكندرونا بين بلدتي البياضة والناقورة المشرفة على الساحل عند مدخل بلدة الناقورة الرئيس في جنوب لبنان.

يذكر أن الرئيس الأميركي جو بايدن كان قد أعلن في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. وبدأ تنفيذ وقف إطلاق النار فجر اليوم التالي.

وتخرق إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ بشكل يومي.