جدل بين بريطانيا وجنوب أفريقيا حول «كورونا المتحور»

تحذير من ارتفاع الوفيات بسبب السلالة الجديدة

وفيات بريطانيا بـ«كوفيد - 19» تقترب من 70 ألفاً (إ.ب.أ)
وفيات بريطانيا بـ«كوفيد - 19» تقترب من 70 ألفاً (إ.ب.أ)
TT

جدل بين بريطانيا وجنوب أفريقيا حول «كورونا المتحور»

وفيات بريطانيا بـ«كوفيد - 19» تقترب من 70 ألفاً (إ.ب.أ)
وفيات بريطانيا بـ«كوفيد - 19» تقترب من 70 ألفاً (إ.ب.أ)

أعلن وزير الصحة في جنوب أفريقيا، زويلي مخيزي، رداً على نظيره البريطاني، عدم وجود دليل على أن السلالة الجديدة لفيروس كورونا التي رُصدت في جنوب أفريقيا أخطر أو معدية أكثر من تلك المكتشفة في بريطانيا. وقال وزير الصحة في بيان: «الآن، لا يوجد دليل على أن 501-في2 أكثر عدوى من السلالة البريطانية، كما أعلن وزير الصحة البريطاني».
وأضاف: «لا يوجد دليل أيضاً على أنها تؤدي إلى شكل أكثر خطورة من المرض أو زيادة معدل الوفيات من السلالة البريطانية أو أي من الطفرات التي تم تحديدها في جميع أنحاء العالم».
وقال وزير الصحّة البريطاني مات هانكوك يوم الأربعاء، إنّ السلالة الجديدة المُتحوِّرة في جنوب أفريقيا تُشكّل «مصدر قلق كبيراً لأنّها أكثر عدوى، ويبدو أنّها تحوّرت أكثر من السلالة الجديدة التي كانت اكتُشِفت في المملكة المتحدة»، معلناً عن قيود السفر بين البلدين. وقال مخيزي في بيانه إن هذه التصريحات «ربما تكون قد أوحت بأن السلالة الجنوب أفريقية كانت عاملاً رئيسياً في الموجة الثانية التي تشهدها المملكة المتحدة، لكن الأمر ليس كذلك».
وتظهر أدلة البحث أن الطفرة البريطانية نشأت قبل تلك التي اكتشفت في جنوب أفريقيا، وفق الوزير. وأشار الوزير إلى أن البريطانيين عندما أبلغوا منظمة الصحة العالمية عن وجود السلالة الجديدة في بلادهم منتصف سبتمبر (أيلول)، كانوا قد رصدوا ظهوره في مقاطعة كينت في 20 من ذلك الشهر «أي قبل شهر من ظهور السلالة الجنوب أفريقية». وأعرب الوزير عن أسفه لقرار حظر السفر بين المملكة المتحدة وبلاده، مؤكداً أنه «لا يوجد دليل على أن السلالة في بلده أكثر عدوى من السلالة البريطانية»، الأمر الذي دفع السلطات لاتخاذ هذا الإجراء.
وسجلت جنوب أفريقيا، الدولة الأكثر تضرراً في القارة، أكثر من 14 ألف إصابة في اليومين الماضيين، مقابل متوسط يتراوح بين 8 آلاف و10 آلاف إصابة في مطلع الأسبوع. ولمح مخيزي إلى أنه قد تكون هناك حاجة لفرض قيود جديدة «للحد من هذا المعدل المقلق» للانتشار. وأصيب نحو 970 ألف شخص في جنوب أفريقيا، وتوفي نحو 26 ألفاً بالوباء منذ ظهوره.
من جهة أخرى، حذّر علماء في دراسة من أن السلالة الجديدة من فيروس كورونا المستجد التي تنتشر في بريطانيا هي بمعدل وسطي معدية بنسبة 56 في المائة أكثر من النسخة الأولى، وحضوا على توزيع اللقاح بشكل سريع للمساعدة في منع حدوث مزيد من الوفيات. ووفق دراسة نشرتها الأربعاء، «كلية لندن للصحة وطب المناطق المدارية»، فإن النوع المتحور من الفيروس الذي ظهر في جنوب شرقي بريطانيا في الشهر الماضي، من المرجح أن يزيد من الوفيات العام المقبل، وكذلك من حاجة المصابين لدخول المستشفيات لتلقي العلاج.وقال الباحثون الذين ركزوا على جنوب شرقي بريطانيا ولندن إنه لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت السلالة الجديدة مميتة أكثر أو أقل من سابقتها. وأضافوا: «ومع ذلك، الزيادة في العدوى من المرجح أن تؤدي الى حوادث أكثر، حيث يتوقع أن تصل الحالات التي تستدعي النقل إلى المستشفيات جراء (كوفيد - 19) والوفيات الى مستويات أعلى عام 2021 مما لاحظناه في 2020، حتى في حال الحفاظ على القيود التي تم فرضها قبل 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري».
وحذرت الدراسة من أن الإقفال العام المفروض في بريطانيا في نوفمبر (تشرين الثاني) من غير المرجح أن يحد من زيادة الإصابات «في حال لم تغلق المدارس الابتدائية والثانوية والجامعات أيضاً». وأشارت إلى أنه من المرجح أن يؤدي أي تخفيف في الإجراءات المفروضة إلى «عودة كبيرة للفيروس». وهذا بحسب الدراسة يعني أنه «من الضروري المسارعة بشكل كبير إلى توزيع اللقاح كي يكون لدينا تأثير ملموس في كبح» المرض الناتج عن الفيروس.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».