تمديد الوجود التركي في ليبيا هدفه «الهيمنة» سياسياً واقتصادياً

«الشرق الأوسط» تحاور سياسيين ومحللين

جنود ألمان يفتشون سفينة تركية يُشتبه بحملها أسلحة إلى ليبيا خلال إبحارها في مياه المتوسط في 23 نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
جنود ألمان يفتشون سفينة تركية يُشتبه بحملها أسلحة إلى ليبيا خلال إبحارها في مياه المتوسط في 23 نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

تمديد الوجود التركي في ليبيا هدفه «الهيمنة» سياسياً واقتصادياً

جنود ألمان يفتشون سفينة تركية يُشتبه بحملها أسلحة إلى ليبيا خلال إبحارها في مياه المتوسط في 23 نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
جنود ألمان يفتشون سفينة تركية يُشتبه بحملها أسلحة إلى ليبيا خلال إبحارها في مياه المتوسط في 23 نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)

قال سياسيون ليبيون إن اقتراح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، على برلمان بلاده تمديد وجود القوات التركية على الأراضي الليبية كان «خطوة متوقعة»، لافتين إلى أن «أنقرة تسعى للحفاظ على المصالح النفطية» المتوقعة في ليبيا.
وأكد عضو مجلس النواب الليبي بطبرق، محمد عامر العباني، أنه «منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الدائم بين الفرقاء الليبيين في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والذي نص على إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب في مهلة لا تتجاوز 90 يوماً من تاريخ التوقيع، وتجميد العمل بالاتفاقات العسكرية الخاصة بالتدريب في الداخل الليبي وخروج أطقم التدريب إلى حين تسلم الحكومة الجديدة الموحدة أعمالها، وتركيا لم تتوقف يوماً عن محاولة استهداف هذا الاتفاق وتفجير الحل السياسي برمته، بما يخدم بقاءها لنهب ثروات البلاد النفطية»، حسب رأيه. وسخر العباني مما تضمنه الاقتراح الرئاسي التركي الذي تحدث عن تشكيل قوات الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، «خطراً على تركيا ومصالحها في المنطقة». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هو (إردوغان) يواصل أكاذيبه وتبريراته للرأي العام المحلي، على الرغم من افتضاح أمره دولياً بما تم رصده من جهات دولية موثوقة بشأن استمراره في نقل الأسلحة الثقيلة والمتطورة وكذلك المرتزقة إلى الغرب الليبي. برلمانه سيوافق بالتأكيد على طلبه، كما حدث من قبل».
كانت حكومة «الوفاق» وتركيا قد وقّعتا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 مذكرة للتفاهم الأمني والعسكري. وقام البرلمان التركي بإقرارها في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه، وفي الثاني من يناير (كانون الثاني) الماضي، صادق برلمان تركيا خلال جلسة طارئة على مشروع قرار يسمح بإرسال قوات إلى ليبيا لدعم حكومة «الوفاق»، وهي الخطوة التي وصفها مراقبون فيما بعد بـ«الفارقة»، كونها أسهمت فعلياً في تغيير موازين القوة العسكرية على الأرض لصالح قوات «الوفاق» في مواجهة قوات «الجيش الوطني».
ويرى المحلل السياسي الليبي، خالد الترجمان، أن «هدف تركيا منذ البداية من التحالف مع الوفاق، إيجاد موطئ قدم لها في منطقتي شرق البحر المتوسط وشمال أفريقيا المليئة بالثروات، إلى جانب ثروات ليبيا، وبالتالي لم يكن من المتوقع التخلي عن كل ذلك مع انتهاء مهمة عمل القوات التركية في الفترة القادمة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «إلى جانب السيطرة على القرار السياسي، تعمد تركيا إلى ضمان هيمنتها الاقتصادية في ليبيا من خلال السعي للسيطرة على آبار النفط والغاز في الشرق، ومواصلة البحث عن الذهب واليورانيوم في الجنوب والصحاري الليبية، ووضع الموانئ والمطارات تحت إدارتها، وكذلك القواعد العسكرية، ثم -وهو مهم أيضاً- محاولة تهديد الأمن القومي المصري عبر دعم الميليشيات والتوجهات الإسلاموية بالمنطقة الشرقية إذا استطاعت الوصول إليها، وكل هذا ينبئ بأن المرحلة القادمة ستكون بالغة الصعوبة وبأنه لا يوجد توجه حقيقي لإقرار السلام بالبلاد رغم وطأة معاناة الشعب الليبي».
في المقابل، دافع المحلل السياسي الليبي، عبد الله الكبير، عن القرار التركي، مقللاً من الانتقادات التي وُجهت إليه بوصفه «ضربة قاضية لاتفاق وقف إطلاق النار». وقال الكبير لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا أمل في قدرة الجانب الليبي على إخراج المرتزقة خلال مدة الـ90 يوماً، فلا مؤشر إلى حصول تقدم يُذكر بهذا الاتجاه. وعلى الجانب المناوئ لحكومة الوفاق، لم يغادر المرتزقة الروس ولا الأفارقة، أي إن الدول المنخرطة بالصراع والتي شددت البعثة الأممية على ضرورة تعاونها، لم تفعل شيئاً. وبالأساس، من غير المتوقع حل الأزمة الليبية خلال المدة التي حددتها البعثة خلال العام القادم أو أكثر، وهذا يفسر طلب التمديد التركي».
وأقر الكبير بـ«أن تركيا التي كانت شريكة في صد الهجوم على العاصمة طرابلس، صار لديها نفوذ بالغرب الليبي، ومن الطبيعي أن تحافظ عليه، ومن غير المستبعد أيضاً أن تستخدم الورقة الليبية في المساومات مع الأوروبيين حول العقوبات، وهذا ينطبق على دول عدة، كروسيا، وليس تركيا فقط».



بيان لمصر و20 دولة: نرفض الربط بين اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» وتهجير الفلسطينيين

بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

بيان لمصر و20 دولة: نرفض الربط بين اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» وتهجير الفلسطينيين

بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

أكدت مصر و20 دولة ومنظمة التعاون الإسلامي، اليوم (السبت)، على الرفض القاطع لاعتراف إسرائيل باستقلال إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، وللربط بين هذه الخطوة وأي مخططات لتهجير الفلسطينيين «المرفوضة شكلاً وموضوعاً».

وأشارت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إلى أن الاعتراف الإسرائيلي بالإقليم الذي يسعى للانفصال عن جمهورية الصومال الفيدرالية يُعد خرقاً سافراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وأوضح البيان أن مصر والأطراف الموقعة على البيان تؤكد دعمها لسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية، ورفض أي إجراء يخل بوحدة البلاد وسيادتها على أراضيها وسلامتها الإقليمية.

والدول الموقعة على البيان هي: مصر والسعودية والجزائر وجزر القمر وجيبوتي وغامبيا وإيران والعراق والأردن والكويت وليبيا والمالديف ونيجيريا وسلطنة عمان وباكستان وفلسطين وقطر والصومال والسودان وتركيا واليمن، بالإضافة إلى منظمة التعاون الإسلامي.

وحذرت الخارجية المصرية من أن «الاعتراف باستقلال أجزاء من أراضي الدول يمثل سابقة خطيرة وتهديداً للسلم والأمن الدوليين».

وكانت إسرائيل أعلنت اعترافها باستقلال إقليم «أرض الصومال»، أمس الجمعة، في خطوة أثارت رفضاً عربياً واسع النطاق بالنظر إلى أن جمهورية الصومال هي إحدى الدول الأعضاء في الجامعة العربية.


الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، السبت، دعوته لجميع أطراف الصراع إلى التحلي بضبط النفس والعمل على خفض التصعيد في محافظة حضرموت، شرقي اليمن.

جاء ذلك في بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أكد فيه أنه يتابع عن كثب التطورات الجارية في محافظتي حضرموت والمهرة.

وشدد المبعوث الأممي على أهمية جهود الوساطة الإقليمية المستمرة، مشيراً إلى مواصلته انخراطه مع الأطراف اليمنية والإقليمية دعماً لخفض التصعيد، ودفعاً نحو حل سياسي شامل وجامع للنزاع في اليمن، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وحسب البيان، جدد الأمين العام دعوته إلى ضبط النفس وخفض التصعيد واللجوء إلى الحوار، وحث جميع الأطراف على تجنب أي خطوات من شأنها تعقيد الوضع.

ويأتي ذلك في ظل تصعيد عسكري متواصل للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة، وسط تحركات إقليمية لاحتواء التوتر ومنع اتساع رقعة المواجهات.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، استعدادها للتعامل بحزم مع أي تحركات عسكرية تخالف جهود خفض التصعيد في محافظة حضرموت.

جاء ذلك استجابة لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، الذي دعا لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين من الانتهاكات التي ترتكبها عناصر مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي.


«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»
TT

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

جدَّد «المجلس الانتقالي الجنوبي» انفتاحه على «أي ترتيبات» مع «تحالف دعم الشرعية»، بقيادة السعودية والإمارات، وذلك بعد ساعات من دعوة السعودية المجلس لخروج قواته من حضرموت والمهرة، وتسليمها لقوات «درع الوطن» والسلطة المحلية، وكذا إعلان التحالف الاستجابة لحماية المدنيين في حضرموت استجابةً لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي.

ونقل إعلام المجلس أن قادته برئاسة عيدروس الزبيدي عقدوا اجتماعاً في عدن؛ لاستعراض التطورات العسكرية والسياسية، وأنهم ثمَّنوا «الجهود التي يبذلها الأشقاء في دول التحالف، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة؛ لإزالة التباينات وتوحيد وجهات النظر، بما يعزِّز الشراكة في إطار التحالف العربي لمواجهة التحديات والمخاطر المشتركة في الجنوب والمنطقة».

وكان وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وجَّه خطاباً مباشراً إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، دعا فيه إلى الاستجابة الفورية لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية، وإنهاء التصعيد في محافظتَي حضرموت والمهرة.

وقال الأمير: «إن الوقت حان للمجلس الانتقالي الجنوبي في هذه المرحلة الحساسة لتغليب صوت العقل والحكمة والمصلحة العامة ووحدة الصف، بالاستجابة لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية لإنهاء التصعيد، وخروج قواته من المعسكرات في المحافظتين وتسليمها سلمياً لقوات درع الوطن، والسلطة المحلية».

من جهته حذَّر المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، اللواء الركن تركي المالكي، من أن أي تحركات عسكرية تخالف خفض التصعيد، «سيتم التعامل المباشر معها في حينه»، داعياً إلى خروج قوات المجلس الانتقالي من محافظة حضرموت، وتسليم المعسكرات لقوات درع الوطن، وتمكين السلطة المحلية من ممارسة مسؤولياتها.

وقال المالكي إن ذلك يأتي «استجابةً للطلب المُقدَّم من رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، بشأن اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين بمحافظة حضرموت؛ نتيجة للانتهاكات الإنسانية الجسيمة والمروّعة بحقهم من قبل العناصر المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي».