ليالٍ صامتة قاتمة: ألمانيا بلا أسواق أعياد الميلاد

TT

ليالٍ صامتة قاتمة: ألمانيا بلا أسواق أعياد الميلاد

لا تبدو الأجواء في ألمانيا في شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي على ما يرام -كما هو معتاد؛ تلاشت مجموعات الأصدقاء الذين يمسكون بأكواب المشروبات الساخنة اللذيذة التي تفوح منها روائح القرفة والقرنفل وهم يخوضون ضمن جموع المتسوقين في ساحة سوق روتنبيرغ القديمة التي تعود إلى عصور القرون الوسطى، أو بالقرب من عتبات كاتدرائية كولونيا الكبيرة وأبراجها الشاهقة. ولا وجود للفرق الموسيقية النحاسية التي تعزف مختلف الترانيم الهادئة أمام قصر شارلوتنبيرغ في برلين. كما اختفت النجوم المتلألئة المتدلية من أفاريز الأكواخ الخشبية في بلدة سايفين القديمة.
ولم تنشر شخصية «كرايست كايند» السحرية أجنحتها الذهبية -كما هو معتاد حال ترحيبها بالعالم في سوق عيد الميلاد السنوي في نورمبيرغ. ولم تشرق أنوارها على ساحة المدينة المظلمة، حيث كانت تلك الشخصية تتلو ترانيمها الرقيقة التي تقول: «بلدة صغيرة في مدينة كبيرة، ملابسها من القماش، ومبانيها من الخشب، تعبر الآفاق في بهائها، وهي باقية دائماً على مر العصور».
تسبب فيروس «كورونا المستجد» في توقف مظاهر الاحتفال بأعياد الميلاد في إرجاء العالم كافة. بيد أن غياب مظاهر الفرح الموسمية والبهجة الكبيرة العامة كانت ظاهرة واضحة بصورة موجعة للغاية في أسواق وميادين ألمانيا، تلك التي تكون إلى حد كبير من مظاهر التسوق السنوية المألوفة، بسبب الوباء.
يقول أوليفر بوتش، المؤلف الألماني البالغ من العمر 50 عاماً، ويستمد أفكار رواياته من تراث عائلته البافاري العريق: «عندما تسير بين شوارع ميونيخ أو نورمبيرغ في هذه الأيام، في غياب الأضواء الساطعة والمباهج المفرحة، فإنك تفتقد لكل شيء محبوب».
وقد احتشد المواطنون الألمان في الأسواق الخارجية خلال الأسابيع السابقة على أعياد الميلاد، في تقاليد ترجع إلى القرن الرابع عشر الميلادي، عندما شرع البائعون في بناء الأكواخ الخشبية للمرة الأولى في مراكز المدن من أجل بيع بضائعهم للأشخاص القادمين لزيارة الكنيسة. وهم يقدمون مجموعة متنوعة من الأطعمة، والهدايا المصنعة يدوياً، وغير ذلك من البضائع الأخرى الخاصة بالاحتفالات المقبلة وشهور الشتاء الطويلة.
وينتشر السائحون من أرجاء العالم كافة بين عشرات الأسواق التي تخدم مختلف الأذواق، وتغطي مختلف الطلبات، مثل أعياد الميلاد ذات النكهة الاسكندنافية أو أعياد الميلاد المستدامة، وذلك في المدن الكبرى، مثل: برلين، وكولونيا، وميونيخ.
ومع ذلك، ينجذب السكان المحليون إلى المهرجانات الأكثر تفضيلاً وخصوصية في البلدات والقرى المتناثرة عبر أرجاء البلاد كافة، لا سيما في المناطق التي شهدت نشأتهم الأولى.
تقول السيدة مارغوت كاسمان (63 عاماً)، وهي الأسقف الأسبق للكنيسة اللوثرية في ألمانيا: «كانت تلك الأسواق تعد من أبرز أماكن التجمع والالتقاء الدائمة لدينا. وما تزال أسواق أعياد الميلاد من الأماكن ذات السمة الاجتماعية الغالبة، حيث يتلاقى الأصدقاء وأفراد العائلات. وحتى الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم ينطلقون إلى تلك الأماكن من أجل الاستمتاع بالأضواء والروائح وأصوات الموسيقى التي تبعث الارتياح في أنفسهم».
وتعد أسواق أعياد الميلاد في ألمانيا التي يبلغ عددها نحو 3 آلاف سوق من الفعاليات المهمة اقتصادياً لدى كثير من المجتمعات الألمانية، التي تجلب ما يقرب من 3.5 مليار دولار في أرباح العام الماضي، وفقاً للجمعية الألمانية لموظفي أرض المعارض. كما تعتمد المطاعم، والمخابز المحلية، والحرفيون المحليون كذلك، على معارض العطلات السنوية في تأمين قدر كبير من دخلهم السنوي.
وقد ظلت السيدة نينا أنجيل تبيع المنتجات والحلي الزجاجية في سوق أعياد الميلاد في ساحة «غيندارمين ماركت» في برلين على مدى سنوات. ولكن مع حلول شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي، وارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في البلاد بمعدلات خطيرة، لحقت العاصمة الألمانية بغيرها من المدن في البلاد التي ألغت تنظيم الأسواق والمعارض السنوية، رغم الوعود التي سبق التعهد بها في أوقات ماضية من العام الحالي ببذل الجهود الممكنة كافة للمحافظة على تلك الأسواق والمعارض في موسم أعياد الميلاد.
وتبقى ساحة «غيندارمين ماركت» الأنيقة في العاصمة الألمانية مفتوحة لاستقبال صقيع الشتاء من دون مارة أو متسوقين خلال العام الحالي. فلن يتدفق عشاق الموسيقى من درجات قاعة «كونزرثاوس» للاحتفالات، وصولاً إلى قرية الخيام البيضاء المؤقتة التي تتألق بالنجوم الذهبية فوق قممها، مع الضحكات التي تبعث الحياة والدفء بين جنباتها، ضمن مجموعة متنوعة متألقة من الهدايا والحرف اليدوية الرائعة.
وفي هذا العام، سمحت المدينة لعدد قليل من الباعة بإقامة منصات متناثرة عبر زوايا الشارع أو في الساحات الفارغة، في محاولة منها لتعويض بعض التكاليف المتكبدة، وبث روح أعياد الميلاد المفتقدة.
تقول السيدة أنجيل، وهي تشير إلى صف من الطيور الطنانة الزجاجية والمخللات وشرائح البيتزا وتماثيل سانتا ورجال الثلج، جنباً إلى جنب مصابيح الألوان الفضية والذهبية والحمراء المعلقة على الكشك خاصتها في منطقة المارة والمتسوقين في شارع «فريدريكشتراس» التجاري في المنطقة: «يتعين علينا سداد ثمن كل شيء مقدماً، وكل ما ترونه هو سلع وبضائع موسمية، ونحن هنا نحاول بيع عدد قليل منها قدر الإمكان، وهذا أفضل من عدم بيع أي شيء على الإطلاق».
ولقد سمحت بعض المدن الألمانية الأخرى للباعة بفتح عدد محدود من أكشاك البيع من أجل مساعدة الباعة، وللمحافظة على قدر بسيط من مباهج أعياد الميلاد -ولكن على مسافات تحترم اللوائح الاجتماعية التي تلزم الأفراد بالوجود على مسافة 6 أقدام بعضهم من بعض في كل الأوقات. ويقدم أصحاب المطاعم المحلية المشروبات الساخنة من درجات سلالم المطاعم المغلقة للزوار الذين يبحثون عن رشفة دافئة من المشروبات الموسمية اللذيذة التي تضاعف الإحساس بالدفء في تلك الأجواء الباردة للغاية، طالما ظل الكوب الذي تمسك به ممتلئاً.
هذا ويحاول الآخرون إعادة الإحساس بأسواق أعياد الميلاد داخل المنازل، حيث يقومون بتزيين النوافذ بالأضواء الملونة المبهجة، وتماثيل سانتا كلوز ورجال الثلج العمالقة -تلك العروض الجميلة التي يعرفها كثير من المواطنين الألمان عبر مشاهدتها في إعلانات المشروبات الغازية وأفلام هوليوود الأميركية.
يقول السيد بوتش الذي ابتاع مدفأة خارجية وبعض البطانيات الإضافية، مع سلسلة من فروع الأضواء الزاهية، من أجل إقامة مكان للاحتفال على شرفته يحترم فيه معايير التباعد الاجتماعي المعروفة: «لاحظت أن الناس يزينون منازلهم بالأضواء الكبيرة على غرار المنازل الأميركية، مع سانتا كلوز الذي يتدلى من شرفاتهم».
وفي العام الذي شهد انتقال الحفلات الموسيقية والمسرحيات والفصول الدراسية إلى شبكة الإنترنت، حاول بعض من منظمي أسواق أعياد الميلاد إعادة خلق هذه الروح بمعناها الافتراضي قدر الإمكان. ولقد أنشأت بلدة سايفين القديمة، وهي موطن فناني الحلي الخشبية في ألمانيا، وأهرامات الشموع، والألعاب الأخرى، سوقاً افتراضية لأعياد الميلاد خلال العام الحالي، واستكملته بأنغام الموسيقى التقليدية الرائعة، وصور السماء الليلية المفعمة بالثلوج والرسوم البانورامية، وكل ذلك من أجل الترويج لأعمال الباعة المحليين الذين يعتادون عرض منتجات الحرف اليدوية على الزوار في الأسواق في أرجاء البلاد كافة.
وفي مدينة نورمبيرغ، تقوم بيناينا مونسي (18 عاماً) بأداء شخصية «كرايست كايند» للعام الثاني على التوالي -وهي وفقاً للتقاليد المحلية تتخذ هيئة المرأة الشابة ذات الشعر الأشقر الطويل المجعد، وتعتمر التاج الكبير، مع الأكمام الموشاة بالذهب الأشبه بجناحي الملائكة، وهي سفيرة العطلات الرسمية عن المدينة، وراعية أسواق أعياد الميلاد.
أما بالنسبة إلى السيدة مونسي، فإن الأسبوع الأول من ديسمبر (كانون الأول) عادة كان مفعماً بالزيارات إلى المستشفيات المحلية وملاجئ المشردين ودور رعاية كبار السن، وقضاء الساعات الطويلة في تحية الزوار والمتسوقين في الأسواق، أو في قراءة القصص المشوقة للأطفال الذين يفدون إلى هناك رفقة ذويهم.
وقالت السيد مونسي في مقابلة عبر الهاتف: «حيثما ذهبت في شخصية (كرايست كايند)، كنت أجد الناس في انتظاري. وسواء كانوا صغاراً أو كباراً، فإنهم دوماً سعداء للغاية عندما يجدونني أدخل عليهم في أي مكان. وإنني حزينة للغاية لأنني لن أتمكن من الوجود هناك من أجل الناس في أعياد العام الحالي».
إنها تظهر بصفة يومية في فعالية مسجلة مسبقاً عبر الإنترنت، بدلاً من الوجود الفعلي بين الناس، وذلك مرتين في الأسبوع، حيث تتلقى المكالمات الهاتفية من أي شخص يرغب في التواصل مع شخصية «كرايست كايند». وأغلب المتصلين يكونون من الأطفال الذين يطلبون منها قوائم رغباتهم الخاصة في أعياد الميلاد، وهناك من يتواصل معها من البالغين أيضاً، ممن يملكون كثيراً من الذكريات لمشاركتها.
تقول السيدة مونسي عن ذلك: «نظراً لأننا لم نعد نتمكن من الالتقاء وجهاً لوجه، أعتقد أن الذكريات القديمة ربما تحمل معاني جديدة، وتصير أكثر قيمة لدى بعض الناس». ولقد ذكرت كيف أن امرأة اتصلت بها ذات يوم لتشكرها على لفتة طيبة منها خلال العام الماضي، وذلك عندما توقفت السيدة مونسي لتسأل تلك السيدة عن سبب بكائها، وظلت رفقتها حتى اطمأنت عليها تماماً.
وتتابع السيدة مونسي: «قالت لي السيدة في الهاتف إن هذه اللفتة الطيبة تعني لها الكثير، حتى أنها غالباً ما كانت تفكر في ذلك اللقاء عندما تكون محبطة، وكيف أنها منحتها القوة على الصمود والمواصلة طوال العام».
ظلت السيدة مونسي تعمل على تشجيع وتعزيز معنويات الناس، وأهمية التواصل مع العائلة والأصدقاء الذين لا يمكن زيارتهم، ولو برسالة نصية أو مكالمة هاتفية -مع تذكر أن روح أعياد الميلاد لا تعيش داخل الأسواق، وإنما بين الأشخاص الذين عادة ما يحتشدون ويجتمعون هناك للاحتفال.
وتقول السيدة مونسي أخيراً: «لا تسمح للظروف بأن تسبب لك الإحباط أو الاستسلام، حتى في العالم المنهك بسبب الوباء الفتاك، وقرارات الإغلاق التي لا نهاية لها في الأفق القريب، يمكن على الدوام البحث عن -والعثور على- أشياء جميلة في حياتنا».
- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

تقرير أميركي: وفاة 10 أطفال بسبب جرعات التطعيم ضد فيروس «كورونا»

صحتك طفلة تتلقى جرعة من لقاح «موديرنا» لفيروس «كورونا» بصيدلية سكيباك في شوينكسفيل - بنسلفانيا (رويترز)

تقرير أميركي: وفاة 10 أطفال بسبب جرعات التطعيم ضد فيروس «كورونا»

قال مارتي ماكاري، مفوض إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية، اليوم (السبت)، إن البيانات أظهرت وفاة 10 أطفال؛ بسبب جرعات التطعيم ضد فيروس «كورونا».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك رجل في المكسيك يتلقى جرعة من لقاح الحصبة (رويترز)

لقاحات شائعة تمنع الأمراض المزمنة وبعض أنواع السرطان... تعرّف عليها

لا تقتصر فوائد اللقاحات على حمايتك من أمراض معدية محددة أو تخفيف حدة الأعراض عند الإصابة بالمرض، بل يمكنها أيضاً الوقاية من الأمراض المزمنة الشائعة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شخص يجهز جرعة من لقاح «كوفيد-19» (رويترز)

تقرير: «الغذاء والدواء» الأميركية تربط وفاة 10 أطفال بلقاحات «كوفيد»

كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس (الجمعة) أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية ذكرت في مذكرة داخلية أن 10 أطفال على الأقل لقوا حتفهم على «بسبب» لقاحات «كوفيد-19».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك اغلاق كورونا تسبب في ارتفاع كبير في عدد الرضع والأطفال الصغار الذين يعانون من مشاكل في النطق (رويترز)

دراسة: إغلاقات «كورونا» أعاقت قدرة الأطفال على تعلم الكلام

ارتبطت عمليات الإغلاق التي نتجت عن تفشي كوفيد 19 بارتفاع كبير في عدد الرضع والأطفال الصغار الذين يعانون من مشاكل في النطق وتعلم الكلام وغيرها من مشاكل النمو.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم رجل يرتدي قناعاً وسط جائحة «كوفيد-19» (رويترز)

هل تدين الصين للعالم بتعويضات عن جائحة «كوفيد»؟

صعّدت ولاية ميسوري الأميركية مساعيها لمصادرة أصول صينية في الولايات المتحدة، سعياً للحصول على تعويض مقداره 24 مليار دولار، في قضية تُتهم فيها بكين بالكذب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

عمل فني صادم: رؤوس مشاهير التكنولوجيا على كلاب روبوتية (فيديو)

روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)
روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)
TT

عمل فني صادم: رؤوس مشاهير التكنولوجيا على كلاب روبوتية (فيديو)

روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)
روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)

انتشر عمل فني من معرض «آرت بازل» يضم كلاباً آلية تحمل رؤوساً شمعية لوجوه شخصيات بارزة؛ مثل جيف بيزوس وإيلون ماسك ومارك زوكربيرغ، انتشاراً واسعاً، إذ يتناول تأثير رواد التكنولوجيا على الطريقة التي نرى بها العالم.

وتتجول الكلاب الروبوتية ذات اللون الجلدي، والمزوّدة برؤوس شمعية دقيقة تشبه مستوى متحف «مدام توسو» لعدد من المليارديرات والفنانين - من بينهم جيف بيزوس، وإيلون ماسك، ومارك زوكربيرغ، وآندي وارهول، وبابلو بيكاسو - داخل حظيرة صغيرة، وتقوم بـ«إخراج» صور فوتوغرافية.

ويحمل العمل الفني عنوان «حيوانات عادية» من إنتاج استوديو «بيبِل» في تشارلستون، وقد عُرض هذا العام في «آرت بازل» خلال انطلاق الفعالية السنوية في ميامي بولاية فلوريدا.

وقال مايك وينكلمان، المعروف باسم «بيبِل»، في مقطع نُشر من بورتوريكو على «تيك توك»: «الصورة التي يلتقطونها، يعيدون تفسير الطريقة التي يرون بها العالم. لذا فهي تضم فنانين، ولديها أيضاً إيلون وزوكربيرغ». وأضاف: «وبشكل متزايد، هؤلاء التقنيون والأشخاص الذين يتحكمون في هذه الخوارزميات هم الذين يقررون ما نراه، وكيف نرى العالم».

وتتجول الكلاب الروبوتية، وتجلس، وتصطدم بعضها ببعض، وبين الحين والآخر يومض ظهرها بكلمة «poop mode» قبل أن تُخرج صورة رقمية تُترك على الأرض، وفق ما أفادت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية.

وكتب أحد مستخدمي «تيك توك»: «شكراً، لم أكن أخطط للنوم الليلة على أي حال»، وقال آخر: «هؤلاء مقلقون تقريباً مثل الأشخاص الفعليين»، وعلّق مستخدم على حساب «آرت بازل» في «إنستغرام»: «هذا عبقري ومرعب في الوقت نفسه»، فيما تساءل آخر: «هل هذا حقيقي أم ذكاء اصطناعي؟».

مشهد من معرض «حيوانات عادية» في ميامي (أ.ف.ب)

ويهدف العمل الفني، بحسب الناقد الفني إيلي شاينمان الذي تحدث لـ«فوكس نيوز»، إلى إعادة النظر في كيفية تمكّن الفنانين العاملين في البيئات الرقمية من إحياء مفاهيمهم وأفكارهم عبر الروبوتات، والنحت، والرسم، والطباعة، والأنظمة التوليدية، والأعمال الرقمية البحتة.

وقال وينكلمان لشبكة «سي إن إن»، إن الروبوتات صُممت للتوقف عن العمل بعد 3 سنوات، على أن تكون مهمتها الأساسية تسجيل الصور وتخزينها على سلسلة الكتل (البلوك تشين). وأكد معرض «آرت بازل» لـ«فوكس نيوز ديجيتال»، أن كل نسخة من روبوت «حيوانات عادية» بيعت بالفعل مقابل 100 ألف دولار.

وقال فينتشنزو دي بيليس، المدير العالمي والمدير الفني الرئيسي لمعارض «آرت بازل»، لـ«فوكس نيوز ديجيتال»: «نهدف من خلال معرض (زيرو 10) إلى منح ممارسات العصر الرقمي سياقاً تنظيمياً مدروساً، وخلق مساحة للحوار بين الجمهور الجديد والحالي، مع الإسهام في بناء بيئة مستدامة للفنانين والمعارض وهواة الجمع على حدٍ سواء».


نقابات هوليوود تنتفض ضد صفقة «نتفليكس - وارنر» البالغة 72 ملياراً

«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)
«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)
TT

نقابات هوليوود تنتفض ضد صفقة «نتفليكس - وارنر» البالغة 72 ملياراً

«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)
«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)

دقَّت نقابات هوليوود وأصحاب دُور العرض ناقوس الخطر بشأن صفقة الاستحواذ المُقترحة من «نتفليكس» على شركة «وارنر براذرز ديسكفري» بقيمة 72 مليار دولار، مُحذّرين من أنّ الصفقة ستؤدي إلى خفض الوظائف، وتركيز السلطة، وتقليل طرح الأفلام في دُور العرض إذا اجتازت مراجعة الجهات التنظيمية.

ووفق «رويترز»، من شأن الصفقة أن تضع العلامات التجارية التابعة لشركة البثّ العملاقة «إتش بي أو» تحت مظلّة «نتفليكس»، وأن تسلّم أيضاً السيطرة على استوديو «وارنر براذرز» التاريخي إلى منصة البثّ التي قلبت بالفعل هوليوود رأساً على عقب، عبر تسريع التحوّل من مشاهدة الأفلام في دُور السينما إلى مشاهدتها عبر المنصة.

وقد تؤدّي الصفقة إلى سيطرة «نتفليكس»، المُنتِجة لأعمال شهيرة مثل «سترينجر ثينغز» و«سكويد غيم»، على أبرز أعمال «وارنر براذرز»؛ مثل «باتمان» و«كازابلانكا».

وقالت نقابة الكتّاب الأميركيين في بيان: «يجب منع هذا الاندماج. قيام أكبر شركة بثّ في العالم بابتلاع أحد أكبر منافسيها، هو ما صُمّمت قوانين مكافحة الاحتكار لمنعه».

وتُواجه الصفقة مراجعات لمكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة وأوروبا، وقد عبَّر سياسيون أميركيون بالفعل عن شكوكهم.

الصفقة تواجه أصعب امتحان تنظيمي (د.ب.أ)

وتُمثّل النقابة الكتّاب في مجالات الأفلام السينمائية والتلفزيون والقنوات الخاصة والأخبار الإذاعية والبودكاست ووسائل الإعلام عبر الإنترنت. وأشارت إلى مخاوف تتعلَّق بخفض الوظائف وتخفيض الأجور وارتفاع الأسعار بالنسبة إلى المستهلكين، وتدهور ظروف العاملين في مجال الترفيه.

وقالت «نتفليكس» إنها تتوقع خفض التكاليف السنوية بما يتراوح بين مليارَي دولار و3 مليارات دولار على الأقل، بحلول السنة الثالثة بعد إتمام الصفقة.

وحذّرت كذلك «سينما يونايتد»، وهي منظمة تجارية تُمثّل 30 ألف شاشة عرض سينمائي في الولايات المتحدة و26 ألف شاشة حول العالم، من أنّ الصفقة قد تقضي على 25 في المائة من أعمال دور العرض محلّياً.

وتُصدر «نتفليكس» بعض الأفلام في دور العرض قبل إتاحتها للمشتركين على المنصة، وقالت الشركة إنها ستحافظ على طرح أفلام «وارنر براذرز» في دُور السينما، وتدعم محترفي الإبداع في هوليوود. ووصف رئيس منظمة «سينما يونايتد» مايكل أوليري، الاندماج بأنه «تهديد لم يسبق له مثيل»، مُتسائلاً عمّا إذا كانت «نتفليكس» ستحافظ على مستوى التوزيع الحالي.

وقالت نقابة المخرجين الأميركيين إنّ لديها مخاوف كبيرة ستناقشها مع «نتفليكس». وأضافت: «سنجتمع مع (نتفليكس) لتوضيح مخاوفنا وفَهْم رؤيتهم لمستقبل الشركة بشكل أفضل. وفي الوقت الذي نقوم فيه بهذه العناية الواجبة، لن نصدر مزيداً من التعليقات».


8 علامات تشير إلى أن وظيفتك تضر بصحتك العقلية

الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)
الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)
TT

8 علامات تشير إلى أن وظيفتك تضر بصحتك العقلية

الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)
الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)

يُعبر كثير من الموظفين عن عدم رضاهم عن ظروف العمل في معظم الأحيان، فهناك دائماً جوانب في المكتب تُشعرك بالإرهاق. ولكن في بعض الأحيان، قد تكون وظيفتك ليست مُرهقة فحسب؛ بل سامة بالفعل وتستنزف طاقتك.

قد تكون الوظائف سامة لأسباب عديدة، ومُملة بشكل لا يُطاق. قد يكون الزبائن هم من يجعلونها سامة؛ مثل رواد المطاعم المُتطلبين، أو ربما يكون السبب المدير أو الزملاء غير المتعاونين، وفقاً لموقع «ويب ميد».

من المهم هنا التمييز بين الوظيفة السامة والإرهاق. يحدث الإرهاق عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل، ونُنهك تدريجياً. مع قسط كافٍ من الراحة، وربما منظور مختلف لعملنا، يمكننا التعافي من الإرهاق. ولكن إذا كانت الوظيفة بالفعل سامة، فلن تكفي أي راحة أو وقت فراغ بعد عودتك.

وإذا كنت تشعر حقاً بعدم السعادة في العمل، فابحث عن العلامات التالية التي تشير إلى أن وظيفتك سامة لصحتك النفسية والعقلية:

1. اختفاء المشاعر الإيجابية في العمل

تشعر بكثير من الفرح والراحة بعيداً عن العمل، لكن هذه المشاعر تختفي بمجرد دخولك مكان العمل. بدلاً من ذلك، تشعر دائماً بعدم الارتياح، أو التوتر، أو مجرد إرهاق عاطفي. ربما ينصحك زملاؤك بالتفاؤل، لكنك لا تستطيع سوى إجبار نفسك على الابتسام.

2. يستغرق الأمر عطلة نهاية الأسبوع بأكملها للتعافي

تتدهور صحتك النفسية طوال الأسبوع. بحلول يوم الثلاثاء، تكون مرهقاً، ولا تتخيل كيف ستصمد حتى يوم الجمعة. عندما تأتي عطلة نهاية الأسبوع أخيراً، بالكاد تتطلع إليها لأنك منهك للغاية. عندما تبدأ بالتعافي أخيراً، يحين وقت العودة إلى العمل.

3. تشعر بالتوتر والانزعاج ليلة الأحد

في ليالي الجمعة والسبت، يمكنك إبعاد العمل عن ذهنك، ولكن بحلول يوم الأحد، لن تتمكن من إنكار قدومه. من الصعب عليك التفاعل مع من حولك، ولا تستمتع بآخر يوم في عطلة نهاية الأسبوع، كما تترقب صباح الاثنين.

4. تحلم بالتقاعد - الذي قد يكون على بُعد عقود

لا يتوقف الأمر على عطلة نهاية الأسبوع - بل تحلم بإجازة دائمة من العمل. قد تبدأ حتى بالتخطيط لتقاعدك، أو التفكير في طرق للثراء حتى لا تضطر للعمل.

5. نوعية نومك تكون أسوأ بكثير في أيام العمل

العمل الضار يمكن أن يُفسد نومك تماماً. يشعر بعض الناس بالآثار في أيام عملهم (عادةً من الاثنين إلى الجمعة)، بينما قد يلاحظها آخرون تحسباً للعمل (من الأحد إلى الخميس).

6. تشعر بالمرض الجسدي

أظهرت دراسات لا حصر لها آثار التوتر المزمن على جهاز المناعة. إذا كنتَ مُسَمَّماً ببيئة عملٍ سيئة، فستشعر بآثارها ليس فقط على عقلك وروحك؛ بل على جسدك أيضاً. يبدو الأمر كأنك تُصاب بكل فيروسٍ منتشر، وتستغرق وقتاً أطول للتعافي من المعتاد.

7. تأخذ كثيراً من الإجازات الشخصية

حتى عندما لا تكون مريضاً جسدياً، قد تختار البقاء في المنزل قدر الإمكان. في بعض الأيام، تستيقظ وتبدو فكرة الذهاب إلى العمل مستحيلة. ربما تصل إلى حد ارتداء ملابسك وتناول الفطور، لكن فكرة القيادة إلى العمل تُشعرك بالغثيان.

8. لا تحب الشخص الذي أنت عليه في العمل

ربما يكون أبرز دليل على أن وظيفتك سامة أنها تُغيرك بطرق لا تُحبها. قد تجد نفسك منعزلاً، ومُركزاً على نفسك، ومتشائماً. وقد يمتد هذا إلى وقتك في المنزل مع عائلتك، وهو الجزء الأكثر إزعاجاً لك.

إذا كانت بعض هذه الأعراض تُؤثر عليك، ففكّر ملياً في مستقبلك بهذا المنصب. هل هناك طريقة لتغيير الوظيفة لتقليل تأثيرها عليك؟ أم أن الوقت قد حان لتغيير وظيفة أخرى؟ ناقش هذه الأفكار مع شخص تحبه وتثق به، وانتبه لمن تتواصل معه، خصوصاً من له مصلحة في قرارك. على سبيل المثال، زميل العمل الذي لا يريدك أن تترك الوظيفة، من المرجح أن يُعطيك تقييماً متحيزاً.