هناك مخاوف من أن تتخلف البلدان الفقيرة عن اللحاق بأحد اللقاحات المنتظرة لـ«كورونا»، لأن الدول الغنية «تخزن» جرعات من لقاح فيروس كورونا أكثر مما تحتاج إليه، حسبما أورد تقرير صحافي.
وتسعى الدول الغنية لجمع مخزون كبير من جرعات اللقاح لتحصين شعوبها بحلول نهاية العام المقبل، في حالة حصول اللقاحات على الموافقة للاستخدام عقب التجارب السريرية.
جاءت تلك النتائج حسبما أورد تحالف اللقاحات، الذي يضم منظمة أوكسفام غير الحكومية ومنظمة العفو الدولية، وهذه الجهات تقوم بتحليل الصفقات حول اللقاح بين الدول.
وذكرت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية في تقريرها اليوم (الأربعاء) أن جميع جرعات لقاح مودرنا تم التعاقد عليها من قبل الدول الغنية، وكذلك 96 في المائة من جرعات لقاح فايزر.
واشترى 14 في المائة من سكان العالم حوالي 53 في المائة من اللقاحات المنتظرة، وتعاقدت كندا وحدها على شراء جرعات لقاح تكفي لتطعيم كل الكنديين خمس مرات.
من ناحية أخرى، قال التحالف العالمي للقاحات والتحصين إن الدول الفقيرة لن تتمكن من تلقيح سوى واحد من كل 10 أشخاص في العام المقبل.
واعتبر التحالف أن هناك خمس دول من المرجح أن تُترك في نهاية صف الراغبين في لقاح، وهي كينيا وميانمار ونيجيريا وباكستان وأوكرانيا، حيث إنها أبلغت عن إصابات تتجاوز واحد ونصف مليون إصابة.
وعد التحالف بأنه حتى الوعد شركة «أسترازينيكا» البريطانية (التي تطور لقاحاً في مختبرها وجامعة أكسفورد) بتخصيص 64 في المائة من الجرعات للأشخاص في الدول النامية قد لا يكون كافياً. ويُعتقد أن هذا اللقاح لا يزال من المرجح أن يصل إلى 18 في المائة فقط من سكان العالم العام المقبل على الأكثر.
ويقول التحالف إنه يجب على الحكومات وصناعة الأدوية اتخاذ إجراءات عاجلة للتأكد من وجود جرعات لقاح كافية للعالم - ليس فقط للدول التي يمكنها دفع ثمنها.
وقال ستيفن كوكبيرن، رئيس قسم العدالة الاقتصادية والاجتماعية في منظمة العفو الدولية: «إن تخزين اللقاحات يقوض بنشاط الجهود العالمية لضمان حماية الجميع في كل مكان من كوفيد - 19. (الدول الغنية لديها التزامات واضحة في مجال حقوق الإنسان، ليس فقط بالامتناع عن الأعمال التي قد تضر بالحصول على اللقاحات في أماكن أخرى، ولكن أيضاً للتعاون وتقديم المساعدة للدول التي تحتاجها)».
وقالت آنا ماريوت، مديرة السياسة الصحية في منظمة أوكسفام: «لا ينبغي منع أي شخص من الحصول على لقاح منقذ للحياة بسبب البلد الذي يعيش فيه أو بسبب المبلغ المالي في جيبه. ولكن ما لم يتغير شيء ما بشكل كبير، فلن يتلقى مليارات الأشخاص حول العالم لقاحاً آمناً وفعالاً ضد كوفيد - 19 لسنوات قادمة».
جدير بالذكر أن إجمالي عدد الإصابات بفيروس «كورونا» في أنحاء العالم ارتفع إلى 68 مليوناً و200 ألف شخص حتى صباح اليوم (الأربعاء)، بينما تجاوز عدد الوفيات المليون و556 ألفاً.
لقاح كورونا: حرمان للدول الفقيرة... و«الغنية» تخزنه بكثرة
14 % من سكان العالم حجزوا ما يزيد على نصف الجرعات المنتظرة
لقاح كورونا: حرمان للدول الفقيرة... و«الغنية» تخزنه بكثرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة