بريطانيا تطلق في «يوم النصر» تطعيماً جماعياً

المسنة مارغريت كينان تفتتح رحلة الانتصار على «كورونا»

بيل وليام شكسبير (82 عاماً) ثاني شخص يأخذ اللقاح في بريطانيا أمس (رويترز)
بيل وليام شكسبير (82 عاماً) ثاني شخص يأخذ اللقاح في بريطانيا أمس (رويترز)
TT

بريطانيا تطلق في «يوم النصر» تطعيماً جماعياً

بيل وليام شكسبير (82 عاماً) ثاني شخص يأخذ اللقاح في بريطانيا أمس (رويترز)
بيل وليام شكسبير (82 عاماً) ثاني شخص يأخذ اللقاح في بريطانيا أمس (رويترز)

أصبحت البريطانية مارغريت كينان، وهي جدة ستبلغ من العمر 91 عاماً خلال أسبوع، أول شخص في العالم يتلقى اللقاح خارج التجارب عندما حصلت على الجرعة بالمستشفى المحلي في كوفنتري بوسط إنجلترا.
وبدأت بريطانيا التطعيم الجماعي لسكانها ضد مرض «كوفيد19» أمس (الثلاثاء)، لتصبح أول دولة غربية تفعل ذلك في مسعى عالمي يشكل أحد أكبر التحديات اللوجيستية عبر التاريخ في وقت السلم.
وقالت كينان: «إنها أفضل هدية عيد ميلاد مبكرة كنت أتمنى أن أحصل عليها؛ لأنها تعني أنه يمكنني أخيراً أن أتطلع إلى قضاء بعض الوقت مع عائلتي وأصدقائي في العام الجديد بعد أن كنت بمفردي معظم العام».
وفي يوم شُبه بـ«يوم النصر»، بدأ العاملون في مجال الصحة تطعيم الناس بلقاح طورته شركتا «فايزر» و«بيونتك»، ليصبح البلد مقياساً للعالم فيما يسعى لتوزيع مُركّب يجب تخزينه في درجة 70 مئوية تحت الصفر (- 94 درجة فهرنهايت).
ورحب رئيس الوزراء بوريس جونسون ببدء برنامج التطعيم ضد فيروس كورونا، شاكراً العاملين في مجال الصحة والعلماء ومن تطوعوا للتجارب. وقال جونسون في رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي: «سنتغلب على هذا الأمر معاً»، وحث المواطنين على مواصلة اتّباع الإرشادات التي تهدف إلى تحجيم انتشار الفيروس.
وسيزيد التطعيم الجماعي من الأمل في احتمال وصول العالم إلى منعطف في مكافحة الوباء الذي دمر اقتصادات وأودى بحياة أكثر من مليون ونصف المليون شخص، رغم أن التخزين في درجات حرارة شديدة البرودة والخدمات اللوجيستية الصعبة ستحد من استخدامه في الوقت الحالي.
وبريطانيا أول دولة على مستوى العالم تبدأ التطعيم الجماعي بلقاح «فايزر - بيونتك»، وهو أحد اللقاحات الثلاثة التي سجلت نتائج ناجحة من تجارب كبيرة بعد تطويرها في وقت قياسي.
وشبّه وزير الصحة، مات هانكوك، يوم أمس بـ«يوم النصر»، وقال: «إذا تمكّنا من القيام بذلك لكل شخص عرضة للإصابة بهذا المرض، فيمكننا المضي قدماً والعودة إلى الوضع الطبيعي»، مضيفاً أنه يتوقع تطعيم الملايين بحلول نهاية العام. وأضاف بينما كان يغالب دموعه على الهواء مباشرة: «كانت سنة صعبة على كثير من الناس».
وطلبت البلاد إمدادات كافية من لقاح «فايزر - بيونتك» لتطعيم 20 مليون شخص. وقالت الشركتان إن اللقاح كان فعّالاً بنسبة 95 في المائة في الوقاية من المرض في تجارب المرحلة النهائية.
وبدأت كل من روسيا والصين بالفعل في إعطاء لقاحات مرشحة محلية الصنع لسكانها، رغم أنهما أقدمتا على ذلك قبل الانتهاء من تجارب السلامة والفعالية النهائية.
- 5 أيام في الثلاجة
في بريطانيا، من المتوقع أن يوفَّر نحو 800 ألف جرعة خلال الأسبوع الأول، مع إعطاء الأولوية لسكان دور الرعاية، ومقدمي الرعاية، ومن تزيد أعمارهم على 80 عاماً، وبعض العاملين في مجال الخدمات الصحية.
وقال هانكوك إنه «على ثقة كبيرة» وإن بريطانيا ستتسلم دفعة أخرى من اللقاح الأسبوع المقبل. والبلد صغير نسبياً ويتمتع ببنية تحتية جيدة. ومع ذلك، فإن التحديات اللوجيستية في توزيع اللقاح، الذي لا يمكن حفظه في ثلاجة عادية سوى 5 أيام فحسب، تعني أنه سيذهب أولاً إلى عشرات المستشفيات ولا يمكن نقله إلى دور الرعاية بعد.
ويمكن أن تُجرى تجارب أكبر على لقاح «فايزر - بيونتك» وكذلك لقاح شركة «موديرنا»، الذي خلصت النتائج إلى أنه حقّق نجاحاً مماثلاً في التجارب ويستند إلى تقنية «إم آر إن إيه» الوراثية نفسها التي تتطلب مثل هذا التخزين شديد البرودة.
قد يكون النقل والتوزيع أكثر صعوبة في البلدان الأكبر، بما في ذلك الولايات المتحدة والهند الأكثر تضرراً من الوباء، وفي الدول الأكثر دفئاً.
ويُنظر إلى اللقاح الثالث الذي نجحت تجربته، والذي طورته شركة «أسترازينيكا» وجامعة أكسفورد، على أنه أحد أفضل الآمال لكثير من البلدان النامية؛ لأنه أرخص ويمكن نقله في درجات حرارة الثلاجة العادية. وخلصت نتائج تجارب المرحلة الأخيرة إلى أن معدل نجاح هذا اللقاح 70 في المائة.
- نقطة تحول حاسمة
وقال كبير المستشارين العلميين في المملكة المتحدة، باتريك فالانس، إن اللقاحات التي يسهل تخزينها ونشرها، مثل لقاح «أكسفورد - أسترازينيكا»، ستلعب دوراً رئيسياً. وتأمل بريطانيا في الحصول على الموافقة التنظيمية لهذا اللقاح في الأسبوعين المقبلين. ووافقت بريطانيا على لقاح «فايزر - بيونتك» للاستخدام في حالات الطوارئ في أقل من أسبوع، وتطرحه قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الذي ستنفصل عنه أخيراً في نهاية العام.
وقال سايمون ستيفنز، رئيس خدمة الصحة الوطنية الممولة من القطاع العام: «يمثل نشر هذا اللقاح نقطة تحول حاسمة في المعركة مع الوباء».
وفي المجمل، طلبت بريطانيا 40 مليون جرعة من لقاح «فايزر - بيونتك». ويحتاج كل شخص إلى جرعتين من اللقاح، ومن ثم يكفي هذا الطلب 20 مليون شخص في البلد الذي يسكنه 67 مليوناً. كما طلبت 357 مليون جرعة من 7 لقاحات مختلفة لـ«كوفيد19».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».