لوحات «ناقلات عصبية» تمزج بين العلم والفلسفة

فنانة مصرية استلهمت أعمالها من وحي تجربة نفسية

لوحات «ناقلات عصبية» تمزج بين العلم والفلسفة
TT

لوحات «ناقلات عصبية» تمزج بين العلم والفلسفة

لوحات «ناقلات عصبية» تمزج بين العلم والفلسفة

«نحن لسنا نحن... نحن نتاج لتأثير الهرمونات علينا»، رؤية فلسفية لطبيعة النفس البشرية حاولت الفنانة المصرية أسماء النواوي التعبير عنها من خلال مجموعة لوحات ضمتها في معرض حمل اسم «ناقلات عصبية».
فكرة المعرض جاءت من وحي تجربة نفسية مرت بها الفنانة، ودفعتها لدراسة تأثير الهرمونات على تصرفات الإنسان، فبعد معاناة مع مرض الاكتئاب، وتعرضها لمضاعفات صحية بسبب نوعية أدوية الاكتئاب التي وُصفت لها، أدركت النواوي أن «كل تصرفاتها ومشاعرها مرتبطة بزيادة أو نقص نسبة هرمون معين في جسمها، لتبدأ رحلة مع دراسة علم الهرمونات قررت تجسيدها في مجموعة لوحات»، حسب تصريحاتها لـ«الشرق الأوسط».
النظرة الأولى للمعرض ربما تُشعرك بأنك في حفل تنكري، فالشخصيات التي جسّدتها النواوي في لوحاتها ترتدي أقنعة مثل ريش الطائر، بعضها أبيض، وبعضها أسود أو أحمر، لكن نظرة أخرى أكثر عمقاً إلى اللوحات تُدخلك في عالم آخر، حيث توصِّل تعبيرات الجسد ونظرات العينين تحت القناع رسائل مختلفة تمتزج مع أشكال سداسية تنقل اللوحات إلى مساحة تعبيرية أخرى، وهو ما تحاول النواوي شرحه بقولها: «هذه الأشكال السداسية هي الهرمونات، هذا شكلها الكيميائي، وكل هرمون يترك أثره على النفس البشرية».

تجيب كل لوحة عن سؤال بسيط متكرر، ألا وهو: «كيف حالك اليوم؟»، هذا السؤال الذي عادةً ما نجيب عنه ببساطة أو بجمل محفوظة، لكن إجابته الحقيقية ربما تبقى مجهولة، حتى بالنسبة لأنفسنا، حسب النواوي، التي ترى أن «الجسم البشري هو ساحة تتصارع فيها الهرمونات لتصبغ حياتنا اليومية بمشاعر مختلفة: سعادة، حيرة، حزن، قلق، ضغط عصبي، وغيرها، محولة الحياة إلى دراما إنسانية، قليل منّا مَن يدرك معناها ويفهمها، لكن الغالبية ترتدي قناع الهرمون وهي تجهل هذا الصراع».
المعرض الذي يقام في غاليري «المجدوب» بحي الزمالك، وسط القاهرة، يقول عنه الفنان والنحات المصري أكرم المجدوب، لـ«الشرق الأوسط» إن «ميزة هذا المعرض ليست في جمال اللوحات الفنية فقط، بل في مزجه العلم بالفن، فاللوحات خلفها دراسة علمية مستفيضة عن الهرمونات وتأثيراتها العصبية والكيميائية على النفس البشرية»، مشيراً إلى أن «النواوي تجاوزت الاستخدام التقليدي لعناصر الصورة، المتعارف عليها وحوّلت الرموز الكيميائية لعناصر فنية بتأثيرات جمالية خاصة تُثري التجربة الفنية للفنان والجمهور، فكل لوحة تفتح الآفاق لرواية خيالية لم يتم سردها بعد».

رغم تمسك النواوي بالأقنعة كرمزٍ دالٍّ على تأثير الهرمون على الإنسان فإنها تخلت عن هذا الرمز في لوحتين، تقول عنهما النواوي إنهما «تجسدان حالة التصالح مع النفس، فعندما تدرك معنى ما يعتمل في نفسك من صراعات كيميائية وعصبية، تسقط الأقنعة، وتصبح في حالة السلام النفسي التي تجسدهما بطلتا اللوحتين».
تتنقل النواوي في لوحاتها بين مشاعر مختلفة من فتاة تواجه الأرق ولا تستطيع النوم، لأخرى وصلت لمرحلة الاسترخاء التام عبر النوم الذي يمنحها الوقت لتجديد الخلايا والإبداع، لحالات أخرى تحاول فيها بطلات اللوحات السيطرة على القلق، أو الحزن، وتسيطر الشخصيات النسائية على اللوحات مع ظهور محدود للرجل عادةً في دور سلبي جانبي، وهي سمة متحركة في أعمال النواوي التي تفضل تجسيد الشخصيات النسائية في لوحاتها، على حد قولها، ويرى المجدوب أن «النواوي هي بطلة كل اللوحات، فهي تجسد نفسها في كل لوحة».
وتضيف الألوان المستخدمة بُعداً آخر في اللوحات، فاللون عند النواوي، لا يحمل ذلك المعنى المتعارف عليه، فالأبيض رمز النقاء، ربما يخفي معنى آخر خلفه، فنجد شخصيات حائرة قلقة، تحت تأثير الهرمون، والأسود لا يعني الحزن بالضرورة، والأحمر قد يدل على القلق، أو النجاح في السيطرة على الضغط النفسي.
وتقول النواوي إن «اللوحات ليست كل الحكاية، بل هي لحظة في الحكاية، هناك ما قبلها، وما بعدها، هي تجسيد للحظة سيطرة الهرمون على النفس، قد تكون لحظة سعادة، أو حزن، أو ألم أو حيرة، لكنها في النهاية مجرد لحظة من الحكاية».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.